إعلان

"بتر أطراف الأطفال".. أهالي "هاوزن" يروون معاناتهم في حرب تيجراي

10:15 م السبت 05 يونيو 2021

طفل من هاوزين بُتر أحد أطرافه - تصوير بين كورتس -

كتب - محمد صفوت:

دخلت أزمة إقليم تيجراي الإثيوبي التي بدأت في نوفمبر الماضي شهرها السابع منذ إعلان رئيس الحكومة آبي أحمد الحرب على جبهة تحرير شعب تيجراي التي حكمت الإقليم لعقود.

ورغم إعلان آبي السيطرة على الإقليم في نهاية نوفمبر الذي قابله تصريحات لقادة الجبهة باستمرار القتال في شتى الجبهات، إلا أن الحرب يبدو أنها لم تضع أوزارها بعد.

منطقة هاوزن الريفية بالإقليم، مثلت نموذجًا مصغرًا للتحدي الذي يواجه آبي وحكومته، إذ نجح مقاتلو الجبهة الشعبية في استعادتها من القوات الحكومية في مايو الماضي، ما ينذر بأنه من غير المرجح أن تنتهي الحرب في أي وقت قريب.

تعتبر الحكومة الإثيوبية، المقاتلون "إرهابيون" تحدو السلطة، لكن شعب تيجراي يدعم المقاتلين ضد قوات آبي أحمد التي ارتكبت فظائع وإعدامات خارج إطار القانون وعمليات اغتصاب جماعي وجرائم ضد الإنسانية في الإقليم.

"الشعب انتخبنا لذلك نحن لسنا إرهابيين، آبي أحمد هو الإرهابي هو من ذبح الناس بالإقليم" قالها المقاتل نور حسين من جبهة تحرير شعب تيجراي وهو يقف بثقة في منتصف الطريق حاملاً بندقيته على كتفه.

المعركة في منطقة هاوزن الريفية هي جزء من حرب أكبر في تيجراي، نجحت خلالها الحكومة من السيطرة على مناطق حضارية واسعة، لكن المعارك تشتعل في المناطق الريفية والنائية، وأسفرت تلك الحرب عن هروب نحو مليوني شخص وفقًا لأحدث التقارير، فضلاً عن مجاعة بدأت بالفعل حسبما ذكر المبعوث البريطاني لإثيوبيا نيك داير في وثيقة اطلعت عليها وكالة "بلومبرج" الأمريكية، السبت.

كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، السبت، عن الحياة في وسط المعارك بمنطقة هاوزن، التي أغلقت متاجرها ودمر المستشفى الرئيسي بها، وتحدثت الوكالة الأمريكية مع مقاتلين من جبهة تحرير تيجراي، وضحايا الحرب هناك.

تقول فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا، إن جنديًا إثيوبيًا اغتصبها وهي حامل حاليًا في شهرها السادس وفشلت محاولتها في إنهاء الحمل بنفسها، وتأمل أن يساعدوها في المستشفى المحلي لإنهاء حملها.

بسبب فظائع قوات آبي أحمد، أعربت الشابة عن رغبتها في الانضمام إلى مقاتلي الجبهة والموت بجانبهم في معاركهم ضد القوات الحكومية.

رئيس الحكومة الإثيوبية الذي أعلن انتصار قواتها، أقر مؤخرًا أن مقاتلي تيجراي يتنقلون بكثافة ويضغطون على الجيش الإثيوبي وينشرون الكمائن من المرتفعات الوعرة التي يختبئون فيها. وكانت مجموعة الأزمات الدولية، توقعت في أبريل الماضي أن يتطور الصراع بالإقليم إلى حرب طويلة الأمد، بسبب المقاومة الراسخة لدى الجانبين.

بدوره أكد مسؤول عينه آبي أحمد في الإدارة المؤقتة للإقليم، عدم ثقة التيجرايين فيهم مما يجعل عملهم أكثر صعوبة.

على قمة تل يؤدي إلى البلدة، يقف مقاتلان أحدهم يرتدي زيًا عسكريًا، والأخر ملابس مدنية ويحملان أسلحتهم، مؤكدان أن المقاتلون يصمدون في نهاية المطاف أكثر من خصومهم. ويقول أحدهم: "ليس لدينا شك في النصر نمتلك دعم شعبي واضح ولدينا هدف مباشر هو الحرية".

يتحدث الكثيرون باستنكار عن آبي، قائلين إنهم لم يعودوا يثقون به للحفاظ على سلامتهم. وأن دخول القوات الفيدرالية إلى ميكيلي عاصمة الإقليم لا يعني فوز آبي، متسائلين، إذا فاز فكيف يستمر القتال حتى الآن؟.

وتعرضت منطقة هاوزن للقصف الإثيوبي عدة مرات منذ بداية الحرب.

وتفيد السجلات الرسمية بأن 13 طفلاً -من بين 32 أصيبوا خلال القصف- بترت أطرافهم.

ويعرب صبي يبلغ من العمر 12 عامًا، عن حزنه العميق، بعدما اضطر الأطباء لقطع يده اليسرى بسبب إصابته بشظايا انفجار، مضيفًا: "لا أستطيع تفسير ما يحدث ولا ما أشعر به". ويتساءل آخر يبلغ من العمر 17 عامًا: "كيف يمكنني العمل؟ بعد أن بترت يدي اليمنى جراء القصف".

وتقول شابة قُتل والدها في القصف، إنهم يضطرون للهروب في كل مرة تقتحم قوات آبي أحمد المنطقة، مشددة على ضرورة دعم مقاتلي تيجراي ضد الحكومة الإثيوبية.

توضح "أسوشيتد برس" أن ضحايا الانفجارات يمكنهم الاحتفاظ بأطرافهم إذا تلقوا إسعافات أولية سريعة، لكن في هاوزن دمرت المستشفى الرئيسي ونهبت بشكل ممنهج، مشيرة إلى أن قوات إريترية ساعدت نظيرتها الإثيوبية أقامت معسكرًا داخل المستشفى ونهبها بشكل ممنهج.

وينتهي المطاف بالعديد من سكان تيجراي من البلدات المتنازع عليها مثل هاوزن في مخيمات للنازحين داخليًّا في عاصمة الإقليم ميكيلي.

ودعت الولايات المتحدة وكندا والعديد من الدول الأوروبية إلى وقف إطلاق النار في الإقليم لتجنب خطر المجاعة بعد شهور من الصراع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان