أعلام الهويات الجنسية المختلفة لا تقتصر على قوس قزح
لندن- (بي بي سي):
يخصص شهر يونيو للاحتفاء بذوي الميول الجنسية المغايرة في كثير من الدول حول العالم.
وتشمل هذه المجموعة العديد من الفئات، هي المثليون باختلاف التوجهات ومزدوجو الميول والعابرون جنسيا والعابرات، وأي فئة أخرى من ذوي الميول الجنسية غير التقليدية.
والعلم الأشهر للمغايرين جنسيا هو علم قوس، الذي يرجع إلى سبعينيات القرن الماضي. لكن حدث كثير من التغييرات خلال الأعوام الخمسين الماضية، وشهدت الأعوام الأخيرة ظهور أعلام جديدة لتمثل التنوع والفئات المختلفة لذوي الميول المغايرة.
ومع شيوع استخدام مواقع مثل ريديت وتامبلر، تمكن الناس من العثور على من يشبهونهم في الميول والهويات، وخرجت من هذه المجموعات أفكار لأعلام جديدة لتمثل شتى الفئات.
وتقول بروك هويت، التي تحترف صناعة تيجان بألوان الأعلام المختلفة إنه "بسبب المدى الواسع والتنوع الكبير للهويات الجنسية، هناك فئات محدودة وأصغر في عدد أفرادها ليست لها نفس الحضور المجتمعي. لذا، فوجود الأعلام مهم لأنه يشعرهم بالتآلف والانتماء والهوية، وهو ما يسعى إليه كل الناس."
فما الذي ترمز إليه كل هذه الأعلام؟
نستعرض هنا بعض الأعلام الأخرى التي ربما ترونها خلال هذا الشهر في الاحتفالات المختلفة.
علم جيلبرت بيكر
هذا هو العلم الأساسي. غيلبرت بيكر كان ناشطا ويهوى ارتداء الملابس النسائية، وتحداه هارفي ميلك، أول رجل في منصب رسمي يعلن ميوله المثلية في الولايات المتحدة، لاستحداث علم يمثل فخر المثليين بهويتهم. وكانت النتيجة هي علم قوس قزح المكون من ثمانية ألوان، ورُفع لأول مرة في 25 يونيو عام 1978 فيمسيرة حريات المثليين في سان فرانسيسكو.
ويمثل كل لون مشاعر ورموزا مختلفة رأى بيكر أنها تمثل الهويات الجنسية المختلفة. فاللون الوردي يمثل الجنس، والأحمر يمثل الحياة، والبرتقالي يمثل التعافي، والأصفر لأشعة الشمس، والأخضر للطبيعة، والأزرق للسحر والفن، والنيلي للسكينة، والبنفسجي للروح.
وفي عام 2003، بعد 25 عاما من رفع أول علم محلي، طُلب من بيكر صنع علمين يبلغ طول كل منهما كيلومترين، يمتدان من خليج المكسيك وحتى المحيط الأطلنطي في كي ويست بولاية فلوريدا.
علم المثليين
وبعد مسيرة يوم حريات المثليين عام 1978، واغتيال هارفي ميلك بعد عدة أشهر، زاد الطلب على أعلام بيكر وأصبحت تصنع بغرض تجاري.
لكن حدث شح في توافر خامة الأقمشة الوردية، فأُلغيت من التصميم. وللحفاظ على أن تكون أعداد الألوان في العلم زوجية، أُلغي اللونان النيلي والبنفسجي، ليحل محلهما اللون الأزرق ويصبح العلم بستة ألوان.
وظل هذا هو العلم الأساسي لشتى المجموعات ذات الميول الجنسية المغايرة على مدار عقود، وما زال العلم الأشهر حتى الآن.
علم فخر فيلادلفيا
وأثناء الاحتفال بشهر الفخر عام 2017، أضافت حملة "المزيد من الألوان والمزيد من الفخر" في ولاية فيلادلفيا الأمريكية لونين للعلم، هما الأسود والبني، لتمثيل ذوي البشرة الملونة داخل مجتمعات المثليين.
وارتدت الممثلة والكاتبة لينا وايث هذا العلم في حفل توزيع جوائز إيمي عام 2018، كونها أول امرأة سوداء تحصل على جائرة الكتابة الكوميدية. وكان شعار حفل ذلك العام هو الكاثوليكية. وزادت شعبية هذا العلم منذ هذه المناسبة.
علم العابرين جنسيا
صممت مونيكا هيلمز، مجندة سابقة في سلاح الغواصات الأمريكي، هذا العلم عام 1999، ورُفع لأول مرة في مسيرة فينكس للفخر في أريزونا في العام التالي.
ويرمز اللون الأزرق للأولاد، والوردي للبنات، في حين يمثل اللون الأبيض في المنتصف المرحلة الانتقالية، أو من يشعرون بأنهم ينتمون لجنس محايد، أو لا ينتمون لأي من الجنسين أو من يمرون بمرحلة العبور.
ورغم استمرار طلب إضافته للشعارات المتاحة على لوحة المفاتيح الإلكترونية لمدة عامين، إلا أن يونيكود (الشركة المسؤولة عن إضافة الشعارات) لم تتمكن من إضافته عام 2018. ودعت حملة "إبراز المخالب" (التي دشنتها مصممة الأظافر والناشطة تشارلي كريغ لتمثل العابرين جنسيا) إلى استخدام صورة سرطان البحر كبديل للتعبير عن العابرين جنسيا لحين إضافة العلم الخاص بهم. وأُضيف العلم أخيرا في نوفمبر 2020.
علم الميول المزدوجة
صمم مايكل بيدج علم مزدوجي الميول عام 1998، بهدف زيادة حضور هذه الفئة تحديدا. واستوحي التصميم من شعار "المثلين المتقاطعين" باللونين الأزرق والوردي.
ويقال إن المصمم قرر تخصيص 40 في المئة من مساحة العلم للون الوردي ليمثل المثلية، و40 في المئة للون الأزرق ليمثل الانجذاب للجنس الآخر، و20 في المئة باللون الأرجواني للدمج بين الهويتين.
علم الشمولية الجنسية
صمم هذا العلم عام 2010، ولا يُعرف مصدره، لكن مصدر شهرته هو انتشاره إلكترونيا.
والهدف منه هو التفرقة بين الشمولية الجنسية والانجذاب للجنسين، إذ تعني الأولى الانجذاب العاطفي لأي شخص بغض النظر عن نوعه أو جنسه.
ويمثل اللون الوردي الانجذاب للنساء، والأزرق الانجذاب للرجال، والأصفر الانجذاب لمن لا يمكن تصنيفهم ضمن أي من الثنائية الجنسية.
علم الكويرية الجندرية
صممت الكاتبة والمصممة والموسيقية مارلين روكسي النسخة الأخيرة من هذا العالم في عام 2011.
ويمثل الشريط الخزامي الدمج بين اللونين الوردي والأزرق اللذان يمثلان الذكور والإناث، والأخضر الداكن يمثل من لا يشعرون بالانتماء لأي من الجنسين. أما الأبيض في المنتصف فيمثل من لا ينتمون لمنظومة الثنائية الجنسية من الأساس.
العلم غير الثنائي
صمم كي روان هذا العلم عام 2014، وكان في السابعة عشرة آنذاك، استجابة لطلب تصميم علم مختلف عن الكويرية الجندرية. وكان من المفترض أن يشابه علم روكسي، ويتكون من أربعة أشرطة يمثل كل منها جزء مختلف من هذه الهوية.
ويرمز اللون الأصفر لمن لا ينطبق جنسهم على ثنائية الذكر والأنثى. والأبيض يمثل من ينتمون لأكثر من أو كل الأجناس. والأرجواني يرمز إلى من يمثلون تفرد وانسيابية من لا ينتمون لهذه الثنائية، وأخيرا الأسود لمن لا ينتمون لأي تصنيف جنسي.
علم الهوية المرنة
وهو يمثل أصحاب الهوية الجندرية غير الثابتة، التي تتغير في مشاعرها وتعبيراتها. وصممه جي جي بوول عام 2012، وهو أحد المنادين بالشمولية الجنسية لمن لا تنطبق عليهم أي من الهويات التي يعرفها المجتمع.
وهناك عدد من الفئات والمجموعات الصغيرة التي ينطبق عليها تعبير الهوية المرنة، ولبعضها علمه الخاص. مثل من يشعرون بالانجذاب لنفس الجنس بدرجات تقل وتنقص، أو من يتغير انجذابهم وشدته بين أكثر من جنس، أو من يشعرون بانجذاب لأكثر من جنس في نفس الوقت. وفي كل الأحوال، يرمز العمل للهويات المتغيرة يتسم فيها الانتماء لجنس بعينه بالمرونة.
علم البينية الجنسية
صممه الباحث وناشط البينية الجنسية الأسترالي مورغان كاربنتر عام 2013. والدائرة فيه رمز للتكاتف والتكامل بين بينيي الجنس، الذين ولدوا بأكثر من صفة جنسية، سواء في الصفات الوراثية أو الهرمونات أو الأعضاء التناسلية.
واستُخدم اللونان الأصفر والأرجواني لأنهما عادة ما يمثلان الحياد الجنسي.
العلم اللاجنسي
وهو يمثل المجموعة التي لا تشعر برغبة جنسية، وصُمم عام 2010، ومستوحى من شعار شبكة التعليم والتعريف باللاجنسية.
ويرمز اللون الأسود إلى اللاجنسية، والرمادي يمثل من يتأرجحون بين اللاجنسية والشعور العارض بالرغبة الجنسية وكذلك من يشعرون بانجذاب عاطفي فقط. أما الأبيض فيمثل المتحالفين، والأرجواني يمثل المجتمع.
علم التقدمية
هو نسخة حديثة من علم الفخر، صممه دانييل كويسار عام 2018. وهو مستوحى من علم قوس قزح ذي الألوان الستة، داخل تصميم آخر من خمسة ألوان.
والألوان الخمسة الإضافية هي الأسود والبني والوردي والأزرق والأبيض، وهي مأخوذة من الأعلام الأخرى، وتحديدا من علم العابرين وعلم فيلادلفيا، ليكون أكثر تعبيرا عن التنوع والفئات المختلفة داخل مجتمعات ذوي الميول الجنسية المغايرة.
وتقول ريتا لوي، مؤسسة "غايسيانز"، وهي علامة تجارية شاملة لكل أصحاب الهويات الجنسية المختلفة في جنوب آسيا، إن "هذه (الأعلام) ساعدتني بشدة في عملي. وأعتقد أن الأعلام ستستمر في التطور. من يعلم؟ ربما لا نحتاج إلى علم في مرحلة ما. وسيكون هذا وضع مثالي."
فيديو قد يعجبك: