إعلان

بايدن وجونسون يستعدان لأول لقاء ومسألة إيرلندا الشمالية ترخي بظلالها

01:21 م الخميس 10 يونيو 2021

الرئيس الأميركي جو بايدن وعقيلته جيل لدى وصولهما ق

لندن- (أ ف ب):

سيعقد جو بايدن وبوريس جونسون لقاء هو الأول بينهما الخميس، يضعان خلاله أسس ميثاق جديد، رغم ظلال يرخيها بريكست وتداعياته في إيرلندا الشمالية على "الصداقة المميزة" القديمة بينهما.

ويُتوقع أن يتفق بايدن الذي يقوم بأول جولة خارجية له بصفته رئيسا للولايات المتحدة، مع رئيس الوزراء البريطاني على ميثاق جديد وفق صيغة "الميثاق" الذي وقعه رئيس الحكومة الأسبق وينستون تشرشل والرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت، وحدد أهداف الديموقراطية والتجارة والفرص لفترة ما بعد الحرب.

وكتب جونسون في مقال نشر الخميس أن "العالم بحاجة لهذا الاجتماع" مضيفا "حان الوقت لتبديد أي شعور بالاستياء".

وقال جونسون إن الميثاق الجديد "يشمل العلوم والتكنولوجيا والتجارة" و"يؤكد على التزامنا المشترك بحلف شمال الأطلسي".

لكن رغم حرصه على تأكيد قوة الشراكة القديمة، ذكرت تقارير أن بايدن أمر دبلوماسيين أمريكيين بتوبيخ جونسون على إدارته لبريكست وتداعيته على عملية السلام في إيرلندا الشمالية.

وذكرت صحيفة تايمز أن أرفع دبلوماسي أمريكي في بريطانيا يايل ليمبرت، قال لوزير بريكست لورد فروست إن الحكومة البريطانية "تؤجج التوترات في إيرلندا وأوروبا بمعارضتها لإجراءات التفتيش في موانئ في الإقليم".

وتم الاتفاق على عمليات تفتيش للبضائع المتجهة إلى إيرلندا الشمالية والقادمة من بريطانيا العظمى في إطار اتفاقية بريكست، لكن ذلك أثار استياء بين الوحدويين الذين يقولون إنها تغير موقعهم داخل المملكة المتحدة الأوسع.

وعلقت لندن إجراءات التفتيش في وقت سابق هذا العام بسبب تهديدات طالت موظفي المرفأ. كما نُسبت لهذا البروتوكول المسؤولية في أسوأ أعمال عنف يشهدها الإقليم الخاضع للإدارة البريطانية، في سنوات.

وانهارت محادثات حل الخلاف الحدودي من دون اتفاق، وهدد الاتحاد الأوروبي المملكة المتحدة بإجراءات انتقامية إذا رفضت تطبيق الترتيبات التجارية لما بعد بريكست، في إيرلندا الشمالية.

من جانبها قالت وزارة الخارجية الامريكية أن واشنطن ستشجع الطرفين على "إعطاء أولوية للاستقرار الاقتصادي والسياسية في إيرلندا الشمالية، والتفاوض ضمن الآليات القائمة عند بروز تلك الخلافات".

"الولايات المتحدة عادت"

بدأ بايدن أول جولة خارجية له بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة، بالإعلان أن "الولايات المتحدة عادت"، داعيا إلى تعاون دولي للبناء بعد جائحة كوفيد، وإعادة الانطلاق بالعلاقات الدبلوماسية بعد عهد ترامب.

بل باشر حملته الودية حتى قبل وصوله إلى إنكلترا حيث ينتظره أسبوع حافل يتضمن قمة مع قادة مجموعة السبع، واجتماعات قمة مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومحادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقبل وصوله جيك ساليفان صرح مستشاره للأمن القومي للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية ايرفورس وان، أن الرئيس سيبدأ الجولة بالإعلان عن مبادرة كبرى لتشارك اللقاح.

ولم يكشف ساليفان عن التفاصيل الكاملة، لكن تقارير وسائل إعلام أمريكية قالت إن إدارة بايدن تعتزم شراء 500 مليون جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك لتوزيعها عالميا.

واضاف أن الجرعات ستُخصص لدول نامية واصفا المبادرة الأميركية، بأنها "التصرف الصائب".

وسيصدر عن مجموعة السبع إعلان مشترك آخر حول "خطة شاملة للمساعدة في وضع حد لهذا الوباء بأسرع وقت"، كما قال.

- علاقات "وثيقة" على جانبي الأطلسي -

بعد محادثته مع جونسون، سيشارك بايدن في اجتماعات مجموعة السبع التي تعقد في منتجع ساحلي من الجمعة حتى الأحد، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني وقادة ألمانيا وإيطاليا واليابان وفرنسا وكندا.

ثم يزور الملكة اليزابيث الثانية في قصر ويندسور ويتوجه بعد ذلك جوا إلى بروكسل لاجتماعات قمة مع حلف شمال الأطلسي الإثنين، والاتحاد الأوروبي الثلاثاء.

وتنتهي جولته في جنيف حيث يلتقي بوتين الأربعاء.

ويسعى بايدن من خلال هذا الماراثون الدبلوماسي إلى إعادة الدور القيادي للولايات المتحدة بعد الجائحة.

ولدى وصوله قاعدة ميلدنهول التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية بشرق إنكلترا، قال إن العام "تغير تماما" لكنه أضاف "سنوضح أن الولايات المتحدة عادت والديموقراطيات تتكاتف للتصدي لأصعب التحديات".

وتؤذن خطوة بايدن في عودة إلى الدبلوماسية الأميركية التقليدية، بعد أربع سنوات تقرّب خلالها سلفه دونالد ترامب من مستبدين ورفض نهج التعددية.

خلال لقائه المرتقب مع بوتين قال بايدن "سأبلغه بما أريده أن يعرف"، فيما علت هتافات عناصر القوات المسلحة الأميركية المتمركزين في القاعدة.

- "أكثر استقرارا؟" -

لكن بعض الشركاء الأوروبيين، الذين تأذوا من ترامب، قد تراودهم الشكوك إزاء وعده.

ودعا مفوض الشؤون التجارية في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس، الولايات المتحدة إلى أن "تقرن القول بالفعل" عندما يتعلق الأمر بحل خلافات تجارية مستمرة منذ عهد ترامب.

وبرز خلاف الشهر الماضي عندما عرقلت واشنطن مساعي فرنسية في الأمم المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

كما تأتي مساعي بايدن لتعزيز تبرعات اللقاح في أعقاب ما وصفه منتقدون بفترة طويلة من الاستئثار باللقاحات.

واجتماع الرئيس الأميركي بنظيره التركي رجب طيب إردوغان على هامش اجتماعات الحلف الأطلسي، يتوقع أن يكون شائكا بشكل خاص بعدما حذر إردوغان من أن الولايات المتحدة تخاطر "بخسارة صديق عزيز".

والتوقعات للقمة مع بوتين منخفضة لدرجة أن مجرد جعل العلاقات الامريكية الروسية "أكثر استقرارا" سيُعتبر نجاحا، بحسب مسؤولين.

ويرى البيت الأبيض تمديد معاهدة الأسلحة النووية نيو ستارت، في فبراير الماضي مثالا على المكان الذي يمكن العمل منه. ويحتاج بايدن أيضا للكرملين لتحقيق تقدم مع إيران القريبة من روسيا.

غير أن قائمة الخلافات أكبر بكثير.

فبايدن يحمل روسيا المسؤولية في الهجوم الالكتروني الكبير الذي استهدف سولارويندز، والتدخل في الانتخابات، وأخيرا إيواء مجرمين ضالعين في هجمات ببرامج فدية استهدفت أنبوب الوقود الحيوي كولونيال بايبلاين، والفرع الامريكي للشركة البرازيلية العملاقة في مجال تعبئة اللحوم جي بي إس.

وسيثير بايدن مع بوتين مسألة التوتر العسكري على الحدود الأوكرانية وسجن المعارض أليكسي نافالني ودعمه للزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان