إلى أين وصلت مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية؟
كتب- محمد صفوت:
باتت الإطاحة برئيس وزراء حكومة الاجتلال بنيامين نتنياهو، وهو الرجل الأكثر مكوثًا في منصبه في تاريخ البلاد، قرب قوسين أو أدنى، مع اقتراب يائير لابيد زعيم حزب "يش عتيد" المنتمى لتيار الوسط من إعلان تشكيل حكومته وتقديمها للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.
خلال الإيام الماضية نجح لابيد، في كسب ثقة نفتالي بينيت المنتمي لليمين المتطرف زعيم حزب "يمينا"، وتشكيل شراكة مع أحزاب أخرى بهدف الإطاحة بنتنياهو من رأس الحكومة.
هيئة البث الإسرائيلي "كان" ذكرت مساء الاثنين، أن لابيد يسعى لإبلاغ ريفلين بنجاحه في تشكيل حكومة جديدة، بعد التقدم الذي حققه الأول في مفاوضات رامية لتشكيل حكومة والإطاحة بنتنياهو.
وذكرت أن أطراف المفاوضات الأخيرة التي أجراها لابيد شملت أحزاب "يمينا" بزعامة نفتالي بينيت، و"تكفا حداشا" بزعامة جدعون ساعار، و"أزرق أبيض" بزعامة وزير الدفاع بيني جانتس، الذي نجح سابقًا نتنياهو في إقناعه بتشكيل حكومة مشتركة ما أدى لتفكيك تحالف جانتس، في مارس الماضي قبل الانتخابات الرابعة التي جرت في البلاد في أقل من عامين.
وقتها اعتبرت الأوساط الإسرائيلية، ما حدث بأنه تحولاً دراماتيكيًا في المشهد نجح فيه نتنياهو الذي وصفته ب"الساحر" لنجاحه في إقناع جانتس بتشكيل حكومة مشتركة وتفكيك تحالفه.
إلى أين وصلت مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية؟
عقدت مفاوضات مع الأحزاب الهادفة لتشكيل حكومة والإطاحة بنتنياهو، وكشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مساء اليوم الاثنين، عن تفاصيل جديدة في تلك المحادثات، إذ أكدت الأحزاب المشاركة بها على أن الحكومة التي يعملون على تشكيلها مع رئيس بينيت لم يتم التوقيع عليها وختمها وتسليمها، واتهمت نتنياهو بالتحريض ضدهم.
وقال لابيد خلال الاجتماع، إن "هذا أول اختبار لنا، لمعرفة إمكانياتنا في إيجاد حلول وسطية ذكية" وأنه لا تزال هناك الكثير من العقبات في طريق تشكيل الحكومة، مشيرًا إلى إن إسرائيل يمكن أن تدخل "حقبة جديدة" في غضون أسبوع.
يشار إلى أنه في 2 يونيو المقبل تنتهى المهلة التي منحها الرئيس الإسرائيلي للابيد لتشكيل الحكومة، قبل إحالة تلك المهمة إلى أي عضو في الكنيست، وإذا فشل الكنيست في تشكيل الحكومة سيحل نفسه تلقائيًا وستجرى انتخابات خامسة، في الخريف على الأرجح.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، ستشهد الحكومة المرتقبة التي ستشمل أحزاب الوسط واليمين واليسار، تولي بينيت منصب رئيس الوزراء أولاً لمدة عامين، وبعد ذلك سيتولى لابيد المنصب لمدة عامين آخرين، في تناوب على المنصب.
وتشهد وزارة الزراعة في الحكومة المرتقبة، خلافًا بين حزبا "يسرائيل بيتنو" و"أزرق أبيض"، وطالب جانتس بملف الزراعة وبتعيين أحد أعضاء حزبه في لجنة التعيينات القضائية، مشيرًا إلى أن هناك "ثغرات" بين الأطراف في محادثات الائتلاف.
وأضاف: "إذا كان الأمر يعتمد على طموحاتي الشخصية، فلن يكون هناك تغيير في الحكومة، لقد تخليت عن منصب رئيس الوزراء. وكان بإمكاني أن أكون رئيسًا للحكومة الحالية. إذا كنت وافقت على عرض نتنياهو أن أكون أول من يتناوب على مدار العامين ونصف العام القادمين".
بدوره رد زعيم "يسرائيل بيتنو" أفيغدور ليبرمان، على جانتس واتهمه بالسعي إلى لتقويض الجهود المبذولة لتشكيل حكومة بمطالبته بالحقيبة الزراعية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع على المفاوضات قوله، إنه لا توجد خلافات غير قابلة للتسوية مع الأطراف المشكلة للتحالف.
ويحظى الائتلاف الناشئ بدعم 61 من أعضاء الكنيست في الكنيست المكون من 120 مقعدًا، لذا فإن أي انشقاق واحد قد يحرمه من الأغلبية. ولا يزال التحالف بحاجة إلى دعم مؤكد من حزب "القائمة العربية الموحدة" الإسلامي الذي يمثل عرب 48، وذكر الحزب أنه لن يشارك في تشكيل الحكومة الجديدة، لكنه سيدعمها مقابل بعض المكاسب لعرب 48.
ورغم أن الحكومة المرتقبة تجمع كل تناقضات المشهد السياسي الإسرائيلي من اليمين والوسط واليسار إلا أن الرأي العام الإسرائيلي ليس مهيأ لانتخابات خامسة في أكثر من عامين بقليل، خصوصًا بعد الحرب الأخيرة في غزة.
وحال نجاح تلك الحكومة، لن يقتصر الأمر على الإطاحة بنتنياهو، فربما يواجه انتقادات قاسية من داخل بيته الليكود ومعسكر اليمين بأسره، لأنه أفقدهم السلطة وقيادة الدولة مقابل مصالحه الشخصية، فضلاً عن حرمانه من حصانة منصبه، وبسببها قد يواجه عقوبة السجن بسبب تهم فساد يحاكم فيها حاليًا.
فيديو قد يعجبك: