إعلان

"الرب لن يخذلنا" وهم صنعته الحكومة.. كيف وصلت الهند إلى كارثة كورونا المرعبة؟

08:07 م الجمعة 30 أبريل 2021

الهند

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد عطايا:

تدهورت الأوضاع الصحية بشكل بالغ في الهند، بعدما تعرضت لموجة هي الأكثر عنفا في تاريخ البلاد منذ تفشي وباء كورونا المستجد.

خالفت الهند الاتجاهات العالمية، بتسجيلها حالات إصابة قليلة في أكثر شهور العام برودة، لكن الأمر كان أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة، لتسجل السلطات الهندية يوميا ما يزيد على 300 ألف إصابة، وأكثر من 3000 حالة وفاة.

قالت "الجارديان" البريطانية إن أغلب الظنون اتجهت إلى اكتساب الناس في الهند "مناعة القطيع" بعد تسجيل إصابات ضئيلة خلال الشهور الماضية، إلا أنه ثبت خطأ تلك الروايات، وأثبت الوباء أنه بين الأكثر فتكا في العالم.

"الوهم القاسي"

لم يعد الهدوء بين موجات كورونا سوى وهم قاسٍ في الهند؛ فالإصابات عاودت الارتفاع مرة أخرى.

تقول السكرتيرة السابقة بوزارة الصحة ورعاية الأسرة الهندية، سوجاثا راو إن "مظاهر الإغلاق جميعها اختفت من الهند عندما تم تسجيل إصابات قليلة، وانفتحت البلاد بشكل كامل تقريبا، وكان هذا خطأ سيئًا للغاية ودفعنا ثمناً باهظاً للغاية، ثمناً باهظاً لهذا الإهمال".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تعليقات خبراء الصحة العامة التي أكدت أن التفشي الكبير الحالي لكورونا في الهند "من صنع الإنسان"، نظرا لشعور استثنائي نبع من القادة في الهند، وانعكس على المجتمع وظهر في قراراتهم التي أدت إلى "وقوع الكارثة".

وأكد رئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند، كيه سريناث ريدي، أنه "كان هناك قراءة خاطئة للوضع في شهر يناير بأننا وصلنا إلى مناعة القطيع ومن غير المرجح أن نشهد موجة ثانية.. الهند دخلت في وضع احتفالي كامل. ونعلم أن الفيروس ينتقل مع الناس، وينتشر وسط الحشود".

وكشفت "الجارديان" أن الحكومة الهندية خفضت القيود على جميع المستويات، وسمحت باستئناف الأحداث الاجتماعية الضخمة ومضت قدما في تنظيم انتخابات صاخبة.

"لسنا مميزين"

قال عالم الفيروسات في جامعة أشوكا، شهيد جميل، في منتدى عقد بالهند، الثلاثاء الماضي، "كان هناك الكثير من الرسائل المختلطة الواردة ما جعل الناس يشعرون بالرضا التام حول الأعداد القليلة في الأشهر الماضي".

وأضاف جميل أن "بعض السياسيين والعلماء تفاخروا بانخفاض معدلات الإصابة والوفاة مما أعطى الشعب الهندي انطباعًا بأننا مميزون بطريقة ما، ولكننا لسنا مميزين".

وأوضحت "الجارديان" أنه بالنظر إلى عدد السكان الشباب في الهند، توقع الجميع أن تكون معدلات الوفيات بكورونا أقل من أي مكان آخر.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه خلال الموجة الأولى في ولاية مثل كارناتاكا الهندية، وهي ولاية ذات تعداد سكاني مماثل لفرنسا، تم تسجيل نصف الأشخاص بكورونا، ولكن عدد الوفيات بلغ حوالي 12 ألف حالة، مقارنة بأكثر من 60 ألف حالة في فرنسا خلال نفس الفترة.

وقال مؤسس ومدير مركز ديناميات المرض والاقتصاد والسياسة في واشنطن، رامانان لاكسمينارايان، إن دراسة قادمة لمعدلات الوفيات الهندية تشير إلى أن البلاد لم تفلت من الموجة الأولى سالمة.

وأوضح أن الدراسة تظهر أن الهنود ليسوا استثنائيين على الإطلاق، حيث يقع الكثير من الوفيات في تلك الفئة العمرية 40-70، حيث معدلات الوفيات لدينا أعلى من البلدان الأخرى.

وقال رئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند، كيه سريناث ريدي إن "الاقتصاد الهندي في حالة ركود قبل انتشار الوباء، وواجه أثناء الوباء، وكانت قد بدأ للتو في إظهار بعض علامات التعافي.

وأضاف أنه "مع استمرار انخفاض أعداد الحالات، سمع الناس ما يريدون سماعه.. كما أن السياسيين أراد العودة إلى أعمالهم، وهي الانتخابات المحلية وتنظيم الحملات، وكان الرياضيون يريدون العودة إلى بطولات الكريكيت".

وبحلول أواخر فبراير، مع تضاؤل عدد الإصابات بكورونا، سُمح للحياة في الهند بالعودة إلى شيء قريب من طبيعته.

كانت مراكز التسوق في دلهي ومومباي مشغولة، وحشدت الجماهير في ملاعب الكريكيت، بما في ذلك الأكبر في العالم، الذي سمي على اسم رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.

وكشفت "الجارديان"، أنه على الرغم من التحذيرات في نوفمبر من قبل لجنة برلمانية هندية من أن عدد الأسرة في المستشفيات الحكومية كان "صغيرًا للغاية"، فقد تم تفكيك أربع مستشفيات مؤقتة في العاصمة، إلى جانب مستشفى مكونة من 800 سرير في ولاية آسام.

قالت السكرتيرة السابقة بوزارة الصحة ورعاية الأسرة الهندية، سوجاثا راو، إنه "كانت هناك نافذة ضخمة من الفرص لإعداد أنفسنا حقًا.. وكان من الممكن استخدام الوقت في نهج مركّز للغاية لتوسيع نطاق الاستعداد للموجة الثانية. لكن كنا نظن أننا تجاوزنا الأسوأ وتمكنا من إدارته".

وأكدت "الجارديان"، أنه في الفترة الممتدة بين 11 يناير و15 أبريل، لم تعقد فرقة العمل العلمية الوطنية في البلاد بشأن كورونا المستجد، والتي قدمت المشورة بشأن سياسات الحجر الصحي وبروتوكولات الاختبار والمعالجة، اجتماعا واحدا، وفقا لتقرير في كارافان، أكدته صحيفة الجارديان.

"الله يتغلب على الخوف من الفيروس"

في ولاية البنغال الغربية، وهي ولاية تعتبر جائزة لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم الذي يتزعمه مودي، ألغت لجنة الانتخابات الهندية أحزاب المعارضة وأعطت الإذن بأطول حملة انتخابية إقليمية في البلاد، إلى جانب انتخابات في أربع ولايات وأقاليم أخرى.

وقالت "الجارديان"، إن رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي تفاخر بنفسه بحجم الحشود التي سيخاطبها في الأسابيع المقبلة.

بحلول بداية هذا الأسبوع، كان لدى ولاية البنغال الغربية أسرع انتشار لفيروس كورونا في الهند، ولكن تمت عملية التصويت على أي حال.

وقال رئيس وزراء ولاية أوتارانتشال الجديد تيرات سينج راوات، حيث يعقد حفل ديني، إنه "لن يتم إيقاف أي شخص مصاب بكورونا المستجد ومنعه من حضور الحفل، لأننا على يقين من أن الإيمان بالله سيتغلب على الخوف من الفيروس، الرب لن يخذلنا".

ولفتت "الجارديان"، إلى أن الإصابات المسجلة في الولاية قفزت بنسبة 1800 ٪ خلال الـ25 يومًا الماضية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان