الحادث الثاني في 3 أشهر.. مقتل شرطي في اقتحام بمحيط الكونجرس الأمريكي
واشنطن- (بي بي سي):
أسفر هجوم في محيط مبنى الكابيتول- مقر البرلمان الأمريكي- في واشنطن عن مقتل ضابط شرطة وإصابة آخر.
وقالت الشرطة إن سيارة اصطدمت بحاجز أمني قبل أن يخرج سائقها ويندفع باتجاه ضباط حاملا سكينا.
وفتح ضباط الشرطة النار على المهاجم فأرداه قتيلا.
وقالت السلطات إن الهجوم جاء بعد ثلاثة أشهر من أعمال الشغب الدامية في الكابيتول في يناير. وقال روبرت كونتي، القائم بأعمال رئيس قسم شرطة العاصمة واشنطن، في مؤتمر صحفي: "سواء كان الهجوم يستهدف مسؤولي تطبيق القانون، أو أيا كان فإن من مسؤوليتنا الوصول إلى حقيقة الأمر. وسنفعل ذلك".
وقالت رئيسة شرطة الكابيتول بالإنابة، يوغاناندا بيتمان: "بقلب حزين للغاية أعلن أن أحد ضباطنا توفي متأثراً بجراحه".
وفي بيان لاحق، أعلنت أنّ اسم الضابط هو ويليام "بيلي" إيفانز، وأنه كان عضواً في شرطة الكابيتول منذ 18 عاماً، وكان جزءاً من وحدة الاستجابة الأولى في القسم.
وقالت: "أرجوكم أن تبقوا الضابط إيفانز وعائلته في خواطركم وصلواتكم".
ووصفته كريستين ويلسون، وهي منتجة في شبكة سي إن إن، بأنه "ألطف شخص".
وفي تصريح لشبكة "سي بي إس"، الشريك الإعلامي لبي بي سي، قال اثنان من مسؤولي إنفاذ القانون مشاركان في التحقيق إن المشتبه به في الهجوم اسمه نوح غرين، وأنه كان يبلغ من العمر 25 عاماً، ومن إنديانا.
وأضاف المصدران أنه لم يتم العثور على معلومات مسبقة عنه في أي من قواعد بيانات الشرطة.
وفي منشور بصفحة بموقع فيسبوك، أصبحت محذوفة الآن، كتب غرين في منتصف شهر مارس/ آذار أنه ترك وظيفته مؤخراً "جزئيا بسبب معاناة، ولكن جوهرياً، سعيا وراء رحلة روحية".
وأضاف أنه كان يعاني من "الآثار الجانبية للمخدرات التي كنت أتناولها دون دراية"، وكتب مطولاً عن اهتمامه بـ"أمة الإسلام"، وهي منظمة دينية قومية سوداء.
وأكد متحدث باسم فيسبوك لبي بي سي أن الصفحة المذكورة كانت تخص غرين.
وقالت الشركة في بيان: "بعد هذا الحدث المروع، خواطرنا مع شرطة الكابيتول وأحبائهم".
وأضافت: "لقد صنفنا الحادث ضمن سياستنا بشأن الأفراد والمنظمات الخطرين، ما يعني أننا أزلنا حسابات المشتبه به من فيسبوك وإنستغرام، ونقوم بإزالة أي محتوى يشيد بالهجوم أو المشتبه به أو يدعمه أو يمثله".
وتابعت: "نحن على اتصال مع سلطات إنفاذ القانون فيما يجرون تحقيقاتهم".
ولا يزال هناك وجود أمني مكثف حول مبنى الكابيتول، حيث يجتمع البرلمان الأمريكي (الكونجرس).
والكونجرس حالياً في عطلة، وهو ما يعني أن غالبية السياسيين لم يكونوا في مجمع الكابيتول وقت الهجوم.
ماذا نعرف عن الهجوم؟
بعد فترة وجيزة من الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي (18:00 بتوقيت غرينتش)، أرسل نظام تنبيه شرطة الكابيتول رسالة بريد إلكتروني إلى المشرعين وموظفيهم يأمرهم بالابتعاد عن النوافذ والأبواب الخارجية بسبب وجود تهديد، كما صدرت تعليمات لكل من يوجد خارج المبنى بالاحتماء.
وفي ذلك الوقت، صدم رجل يقود سيارة زرقاء ضابطين كانا يقفان عند الحاجز الشمالي، بحسب الشرطة.
ثمّ خرج من السيارة وركض باتجاه الضباط، الذين سحب واحد منهم على الأقل سلاحه وأطلق النار على المشتبه به، ثم نُقل الضابطان إلى المستشفى، أحدهما في سيارة إسعاف والآخر في سيارة شرطة.
وأظهرت لقطات مصورة من الموقع مروحية تحلق فوق المكان، وما بدا أنه شخصان على نقالتين يُنقلان إلى سيارة إسعاف.
وطُلب من الأشخاص الذين تجمعوا في محيط المكان المغادرة.
وقالت الشرطة إن المشتبه به توفي متأثراً بجراحه عند الساعة 13:30 بالتوقيت المحلي. وقال كونتي للصحفيين إن المشتبه به تصرف على ما يبدو بمفرده.
وقال الفرع الميداني من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي اي) إنه يقدم الدعم لشرطة الكابيتول.
كيف جاءت ردود الفعل؟
قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه كان "منفطر القلب" حين أُخطر بخبر الهجوم.
وقدم "التعازي الحارة لأسرة الضابط إيفانز، وكل شخص حزين على خسارته"، وقال إنه أمر بإنزال الأعلام في البيت الأبيض إلى منتصف الصواري".
وقالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، إن "قلب أمريكا تحطم"، ووصفت إيفانز بأنه "شهيد لديمقراطيتنا".
وقال تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، إنه "حزين على مقتل الضابط" ومدين لقوة شرطة الكابيتول.
وكتب زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أنه "يصلي" من أجل أولئك الذين تعرضوا للهجوم.
هجوم ثان في أقل من ثلاثة أشهر
ساد التوتر محيط مبنى الكابيتول خلال الأشهر الثلاثة الماضية. فمنذ أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير، أصبح المجمع بمثابة حصن، به أسلاك شائكة وأسياج معدنية وأمن مشدد.
لكن بعد أسابيع قليلة، نجد أنفسنا وقد عدنا وسط طرق مغلقة وقوات إضافية، وشعور بالرهبة.
الكونجرس في عطلة اليوم، والموظفون الذين تحدثت إليهم يشعرون بالامتنان لأنهم في منازلهم، وهم قلقون بشأن العودة إلى العمل بعد عطلة عيد الفصح.
ويقولون، وذلك مفهوم، إنه أمر مخيف أن يتعرض مكان عملك للهجوم مرتين في فترة زمنية قصيرة.
وما يثير قلقهم أنه حتى مع تكثيف الأمن، وقع هجوم أدى إلى وفاة ضابط.
فيديو قد يعجبك: