إعلان

"تكتظ فيها الجثث".. كورونا يصنع مأساة داخل كنيسة صغيرة في أمريكا (صور)

11:31 ص الجمعة 05 مارس 2021

كتبت- هدى الشيمي:

كانت الكنيسة الصغيرة في دار كونتيننتال للجنازات في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية مكانًا يتذكر فيه الأحياء الموتى. ولكنها تغيرت الآن- حسب صحيفة نيويورك تايمز- إذ تم دفع المقاعد، الكراسي والأثاث جانبًا لإفساح المجال للجثث، نظرًا لزيادة عدد الموتى الذي أصبح يفوق عدد الأحياء بكثير.

قالت نيويورك تايمز إن الموت كان سريعًا في شرق لوس أنجلوس، لكن الحداد ينتظر. على أهالي الضحايا الانتظار قبل أن تُنقل الجثث من المستشفى إلى دار الجنازات، ويمكن أن يدوم انتظارهم عدة أسابيع.

1

بعد ظهر يوم الخميس الشهر الماضي، قالت الصحيفة الأمريكية، إنه في كنيسة كونتيننتال، شرق لوس أنجلوس، كان هناك أربع جثث في صناديق من الورق المقوى، وجثتان في توابيت مفتوحة بانتظار تجهيزها، وسبعة جثث أخرى ملفوفة في ملاءات بيضاء ووردية على نقالات ذات عجلات، و١٨ أخرى في توابيت مغلقة توجد حيث كانت المقاعد. علاوة على ٣١ جثة على رفوف بالجدران.

في مكان آخر في كونتيننتال، في الممرات خلف الكنيسة الصغيرة، في المقطورات بالخارج كان هناك المزيد من الجثث. قالت ماجدة مالدونادو، ٥٨ عامًا، صاحبة دار الجنازات،:"أعيش كابوسًا كل يوم".. ثم أضافت: "أنها أزمة عميقة، عندما يتصل بنا أحدهم، أطلب منهم التحلي بالصبر، لأنه لا يوجد شيء طبيعي هذه الأيام".

2

حسب نيويورك تايمز فإن أمريكا تفضل تجاهل دور الجنازات في كثير من الأحيان. أوضحت الصحيفة الأمريكية أنه في ظل انتشار فيروس كورونا في لوس أنجلوس الأشهر الأخيرة الماضية، أصبح وضع هذه الصناعة كارثي، إذ تعاملت بهدوء مع الموت الجماعي على نطاق لم تكن مستعدة وغير مجهزة له.

مثل تلك في كوينز وبروكلين في الربيع أو جنوب تكساس في الصيف، أصبحت دار الجنازات في أجزاء من لوس أنجلوس رموزًا لضحايا وباء كوفيد-١٩.

مع أكثر من ٥٢ ألف حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا، سجلت كاليفورنيا عدد وفيات يفوق أي ولاية أمريكية أخرى.

3

كان دار كونتيننتال أحد أكثر دور الجنازات اكتظاظًا في البلاد. موقعه في جنوب كاليفورنيا حيث تزداد أعداد الوفيات المرتبطة بالوباء، مع شعبيتها بين أسر الطبقة العاملة المكسيكية والأمريكية المكسيكية التي تأثرت بصورة ملحوظة بالوباء القاتل.

لأكثر من ستة أسابيع، سمحت مالدونادو – صاحبة دار الجنازة- بدخول مراسل ومصور لتوثيق الأعمال الداخلية داخل المشرحة وما يحدث بعد الجنازة.

4

أصيبت فيسينتا باهينا، ٥٤ عامًا، بالفيروس في مغسلة. وأصيب كل من في منزلها بالعدوى، بما في ذلك شريكها سيرافين سالغادو، سائق الشاحنة، ٧٤ عامًا. تعافى الجميع باستثناء باهينا، التي وُلدت في المكسيك، وربت ثلاثة أبناء. وتوفيت في ٢٦ يناير في مستشفى بمدينة إنجلوود.

اعتقد سالغادو- حسبما قال لنيوريورك تايمز- أنه جثة باهينا ستنقل إلى دار الجنازات في اليوم التالي لوفاتها كما المعتاد، لكنه اتصل بدار كونتيننتال وأخبروه أن الأمر سيستغرق أسابيع.

قال سالغادو:"أخبروني أن لديهم الكثير من الجثث، وأنهم لن يتمكنوا من تقديم المساعدة لي فورًا".

وصل جثمان باهينا إلى دار الجنازات بعد أكثر من أسبوعين من وفاتها. قال سالغادو:" أريد أن استريح، وأتوقف عن التفكير في أنها تشعر بالبرد بينما أشعر بالدفء في المنزل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان