سيكون هناك وباءً آخر.. فورين بوليسي: هل الأمل في الحكومات التي تترأسها النساء؟
كتبت - هدى الشيمي:
لن يكون كوفيد - ١٩ الوباء الأخير. تقول مجلة فورين بوليسي الأمريكية إنه بينما يسعى العالم إلى التعافي من الأزمة الصحية الحالية، ويستعد للتعامل مع الأزمة التالية، يغفل القادة أحد أهم العوامل التي قد تساعده على منع المشاكل الصحية المُقبلة وهو "النساء".
ذكرت فورين بوليسي- في تقرير على موقعها الإلكتروني- أن النساء تواجهن تحديات فريدة من نوعها خلال الأزمات الصحية، وتسبب كوفيد-١٩ في تفاقم بعض المشاكل مثل عدم المساواة بين الجنسين، وهي مشكلة موجودة بالفعل، بما في ذلك العنف المنزلي وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية.
كما تأثرت مشاركة المرأة الاقتصادية. فوفقًا لمنظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة، فإن ٤١ % من النساء تعملن في القطاعات الأكثر تضررًا من الوباء مثل الضيافة، العقارات، الأعمال التجارية، التصنيع، البيع بالتجزئة.
ووجدت دراسة حديثة أجرتها شركة ماكنزي - شركة استشارات إدارية أمريكية - أن الوباء أثر سلبًا على النساء لا سيما صاحبات البشرة الملونة.
بينما ينظر صنّاع السياسات إلى النساء على أنهن ضعيفات، إلا أنهن نادرًا ما يتعاملن معهن على أنهن عوامل ضرورية للاستعداد للأزمات والاستجابة لها. غير أن أداء عدد قليل من النساء اللائي تبوأن مناصب قيادية خلال الوباء كان أفضل من نظرائهن الرجال، وخير دليل على ذلك إعادة انتخاب رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن في أكتوبر الماضي على خلفية استجابتها الناجحة لكوفيد-١٩.
وتلعب النساء أدوارًا حاسمة في حماية أسرهن، وهي أحد الأمور الأساسية التي تساعد على تحديد المرض والقضاء عليه.
أثناء الجائحة غالبًا ما تكون ربة المنزل -أم، عمة، جدة- أول من يلاحظ العلامات الأولى من المرض على أفراد أسرتها، كما أنها تعمل كصانع القرار الرئيسي فيما يتعلق بالعلاج، العزل، والإبلاغ عن حالات الإصابة.
علاوة على ذلك، تمثل النساء مجموعة ضخمة غير مستغلة من القادة في جميع أنحاء العالم.
وبالإضافة إلى التمثيل الضئيل في القيادة السياسية، يُعد انعدام المساواة بين الجنسين مشكلة مستمرة في منظمات الصحة العالمية، وزارات الصحة، الوفود إلى الهيئات العالمية، المؤسسات المانحة.
وأظهرت الأبحاث أن التنوع بين الجنسين يرتبط بتحسين الحوكمة، وتقليل الفساد وزيادة الدعم للإصلاحات التي يجدر تنفيذها في الصحة العامة.
ووسط ذروة الموجة الأولى من الوباء، ففي مايو ٢٠٢٠ كانت معدلات الوفيات في البلدان التي تشغل النساء فيها مناصب قيادية أقل بست مرات من البلاد التي يقودها الرجال، يرجع ذلك -حسب فورين بوليسي- إلى أن الحكومات التي تترأسها النساء أصدرت قرارات بالإغلاق في وقت مبكر، وتجري عدد أكبر من الاختبارات.
وأخيرًا، من المرجح أن تعالج القيادات النسائية المشاكل المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، وهو الأمر الصعب بالنظر إلى تأثير الوباء غير المتناسب على النساء.
ووجدت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة كير أن غالبية الدول الثلاثين التي جرى فحصها لم يكن لديها استجابة شاملة لكوفيد - ١٩.
لفتت فورين بوليسي إلى أن فشل الحكومات في اتباع استراتيجية منصفة للتعامل مع المشاكل المتعلقة بالجنسين يترك بعض القضايا مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي والعجز عن الوصول إلى الخدمات الصحية والإنجابية دون معالجة، على الرغم من آثارها على رفاهية المجتمع.
وشددت فورين بوليسي على ضرورة استغلال القادة لمواهب واستراتيجيات النساء على كافة المستويات، لأن استثمار المشاركة النسائية في قيادة جهود الاستجابة الصحة العالمية يعد بتحقيق مستقبل أكثر اشراقًا وازدهارًا للجميع.
فيديو قد يعجبك: