الاتحاد الأوروبي يسعى لتجنّب فوضى حدودية جراء تدابير احتواء كورونا
بروكسل - (ا ف ب)
حضّت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، على تعزيز التنسيق فيما بينها غداة فرض ألمانيا تدابير حدودية مشددة لاحتواء تفشي النسخ المتحوّرة من فيروس كورونا.
وأعلنت المفوضية أنها بصدد توجيه رسائل للدول الأعضاء للتشديد على التوصيات المتعلّقة بالسفر التي تم الاتفاق بشأنها في أكتوبر لتجنّب الفوضى التي سادت لدى بدء الجائحة حين عرقلت تدابير الإغلاق الأحادية حركتي السير والشحن.
واعتبارا من الأحد شدّدت ألمانيا القيود على الوافدين إليها برًا من النمسا والجمهورية التشيكية، وذلك في إطار سعيها لاحتواء تفشي نسخ متحوّرة من فيروس كورونا رصدت في بريطانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل.
والإثنين لم تستبعد ألمانيا اتّخاذ تدابير مماثلة على الوافدين إليها برا من فرنسا حيث تتسارع وتيرة الإصابات بالمتحوّر الجنوب إفريقي من فيروس كورونا في مقاطعة موزيل في شرق البلاد.
وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن برلين "تواصل مراقبة الوضع" وإن تدابير مكافحة الوباء قيد المراجعة باستمرار.
وأضاف أن إغلاق الحدود "ليس مسألة اعتيادية" وهو "الملاذ الأخير"، لكنه قال إن ألمانيا "في وضع نحتاج فيه إلى بذل كل شيء لمنع المزيد من الطفرات الضارية للفيروس الذي ينتشر بسرعة في ألمانيا كما هي الحال في أماكن أخرى".
وجاء ذلك بعيد إعلان وزير الدولة الفرنسي المكلف الشؤون الأوروبية كليمان بون أن بلاده تحضّ ألمانيا على عدم إغلاق حدودها.
وقال بون "سنفعل كل ما أمكن لتجنّب أي قرار غير منسّق، وأي مفاجأة سيئة".
وبموجب القرارات الألمانية الجديدة، بات العبور برا إلى الأراضي الألمانية من الجمهورية التشيكية والنمسا محصورًا بالألمان والأجانب المقيمين وبالعمّال الحدوديين والعاملين في مهن تعدّ استراتيجية على غرار نقل البضائع، وبالحالات الإنسانية الطارئة، وفق وزارة الداخلية الألمانية.
ويتعيّن على هؤلاء كافة إبراز وثيقة حديثة العهد تثبت عدم إصابتهم بكوفيد-19.
والاثنين أدى تشديد القيود إلى تشكّل طوابير طويلة على المعابر الحدودية، ما اضطر العديد من السائقين للانتظار لساعات.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعربت عن قلقها إزاء التدابير الألمانية كما والقيود التي فرضتها بلجيكا الشهر الماضي للحد من السفر غير الضروري إلى البلاد ومنها.
وقال المتحدث باسم المفوضية كريستيان فيغاند إن الاتحاد الأوروبي يطلب من الدول الأعضاء التقيّد بالتوصيات التي تم الاتفاق بشأنها في أكتوبر بناء على الرموز اللونية المرتبطة بمخاطر العدوى، بدلا من اتخاذ تدابيرها الخاصة.
وتابع "نتوقّع من الدول الأعضاء كافة أن تتقيّد بهذه المقاربة المنسّقة وبالقيود المفروضة على السفر بناء على الرموز اللونية الموحدة"، مؤكدًا "ضرورة تجنّب إغلاق الحدود والحظر التام للسفر".
والإثنين قال متحدّث باسم الداخلية الألمانية إن التدابير هي مزيج بين "الأفكار الأوروبية والاحتياجات المحلية".
وسيتم بحث هذه المسألة في الاجتماع المقبل لوزراء شؤون الاتحاد الأوروبي المقرر عقده في 23 فبراير.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: