إعلان

باحث فلسطيني: مصر قامت بكل جُهد لإنجاح الحوار وإسرائيل ستسعى لعرقلة الانتخابات

01:50 م الجمعة 12 فبراير 2021

ابراهيم المدهون


كتبت – إيمان محمود:

على مدى يومين، احتضنت القاهرة واحدًا من أهم الحوارات الوطنية للفصائل الفلسطينية، استطاعت من خلالها الخروج بوثيقة ترسم خارطة الطريق نحو إنهاء الانقسام الفلسطيني وبداية مرحلة جديدة من الوحدة بعد إجراء انتخابات عامة.

جاء الحوار الوطني الفلسطيني برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة 14 من الفصائل الفلسطينية، التي اتفقت في نهاية المطاف على تشكيل محكمة الانتخابات، لتتولى متابعة كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية، كما تم الاتفاق على التزام الجميع بالجدول الزمني الذي حدده مرسوم الانتخابات التشريعية والرئاسية وإجرائها في مدينة القدس والضفة الغربية وقطاع غزة دون استثناء، والتعهد باحترام وقبول نتائجها.

وفي تصريحات خاصة لمصراوي، أكد إبراهيم المدهون، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني المُقرّب من حماس، أهمية هذه المرحلة بالنسبة للشعب الفلسطيني، مُشيدًا بالجهود التي بذلتها مصر للخروج باتفاق فلسطيني.

وشدد على أن القيادة المصرية التي تابعت كل هذه الحوارات كان دورها في الاجتماع الأخير واضح وصريح، حيث حثّت، الفصائل الفلسطينية على التوافق باعتبار "ليس هناك خيار من التوافق إلا التوافق".

وقال المدهون، إن الاحتلال الإسرائيلي سيمثّل التحدي الأكبر والأبرز في وجه المصالحة الفلسطينية، موضحًا "الانقسام بطبيعة الحال خدمة للاحتلال الذي كان معني بإدامة الانشقاق ومحاولة نفخ النار والتشتت والصراع الفلسطيني-الفلسطيني".

وأضاف: "اليوم في ظل هذا التوافق وبهذه الرعاية الرسمية من دولة إقليمية (مصر) فهو أمر مُربك ومخيف للاحتلال، وهو سيحاول أن يمنع إما بالعدوان على غزة أو العدوان على الضفة الغربية أو بمحاولة منع أهل القدس من ممارسة حقهم في الاقتراع".

وأشار الباحث الفلسطيني إلى أن هناك الكثير من السُبل التي يمكن اتباعها لإجراء الانتخابات في القدس المُحتل؛ كالانتخاب عبر سفارات الدول أو عبر القنصليات أو الاقتراع الإلكتروني، مشددًا "المهم أن يكون هناك تمسك سياسي بالصوت المقدسي وبدور أبناء القدس في هذه الانتخابات".

وأكد أنه "إذا كانت هناك إرادة سياسية فلسطينية سيتم تجاوز جميع العقبات، وترتيب البيت الفلسطيني هو صراع مع الاحتلال الذي يريد أن تبقى حالة التشتت ولعب على المتناقضات وحاصر قطاع غزة وابتلع الأراضي في الضفة الغربية وهوّد المسجد الأقصى، والتشتت الفلسطيني اعطاه مساحة بالإضافة إلى الإشكاليات العربية".

ويرى المدهون، أن "الانتخابات سترتب البيت الفلسطيني الداخلي، وترد الأمر إلى الصوت الفلسطيني الذي سيحدد مَن ستكون قيادته وسيعيد بناء مؤسسات الدولة، وسيعاد بناء منظمة التحرير الفلسطينية التي ستمثل الجميع ولكن هذه المرة ستمثل الجميع بمشاركة الجميع وبشكل موحد".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، دعا الشهر الماضي إلى انتخابات تشريعية في 22 مايو ورئاسية في 31 يوليو على أن يتم استكمال تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني في 31 أغسطس.

وهذه أول انتخابات تشريعية منذ عام 2006 وأول انتخابات رئاسية منذ 2005.

وتعتزم السلطة الفلسطينية مطالبة إسرائيل رسميا بعدم عرقلة الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في وقت لاحق من هذا العام بمدينة القدس.

وتحدث إبراهيم المدهون عن مدى تمسّك الفصائل الفلسطينية باتفاق القاهرة، قائلاً إن "هناك جدية حقيقية من جميع الأطراف، تمثّلت في إصدار المراسيم الرئاسية التي دعت لتحديد موعد الانتخابات التشريعية ورئاسية ومجلس وطني، وهذه المرة الأولى التي يتم إصدار هذه المراسيم، وجاءت بتوافق لأنها لم تصدر من الرئيس محمود عباس دون الرجوع والتشاور والحديث مع حركة حماس".

كما استشهد بسرعة حضور الوفود والفصائل إلى القاهرة، كأحد بوادر جدية وإصرار الفصائل الفلسطينية على إنهاء الانقسام، بالإضافة إلى سرعة التوصل إلى صيغة مكتوبة وهذه الصيغة توافقية لا يوجد فيها إهمال لأي قضية خصوصًا الانتخبات؛ حتى أنه تم الحديث عن إنشاء محكمة للانتخابات وتفاصيل مثل دور الشرطة ودور الرقابة وأمور أخرى.

وأكد الباحث الفلسطيني: "اليوم الشعب الفلسطيني يثبت أنه يستحق الحياة ويستحق وطن ودولة، وقادر على تطوير أدواته وأساليبه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان