إعلان

على بعد أسابيع من العاصمة.. جيش إثيوبيا يستدعي الاحتياط وتحالف جديد ضد أبي أحمد

08:56 م الجمعة 05 نوفمبر 2021

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد

وكالات:

لم تتحقق وعود رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، التي أطلقها منذ عام مضى، حول القضاء على جبهة تحرير تيجراي، في غضون أسابيع، فبعد بدء القتال بين الجانبين في نوفمبر الماضي، لم تتقلص مناطق سيطرة الجبهة المعارضة في الشمال، بل تمددت حتى أعلنت أنها على بعد أسابيع من اقتحام العاصمة أديس أبابا.

أعلنت جبهة تحرير تيجراي، أنها حققت تقدما ميدانيا في المعارك ضد الجيش الإثيوبي، وتمكنت من السيطرة على مناطق في إقليم أوروميا المجاور لتيجراي، والذي يبعد نحو 300 كيلو فقط عن العاصمة أديس أبابا.

في المقابل، أطلق أبي أحمد، نداء شعبيا منذ أيام، يدعو فيه المواطنين إلى حمل السلاح للقتال ضد جبهة تحرير تيجراي، التي وصفها بأنها "إرهابية".

ومع اشتداد القتال، أعلنت منظمات دولية وأممية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن القلق جراء التصعيد العسكري في إثيوبيا، مطالبة بالحوار لتحقيق السلام في المنطقة.

"على بعد أسابيع من العاصمة"

قالت القوات المتحالفة ضد الحكومة المركزية في إثيوبيا، إنها على بُعد "أسابيع أو أشهر" من دخول العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"، مؤكدة سيطرتها في الوقت الحالي على مدينة تبعد 160 كيلومترا عن العاصمة.

وقال المتحدث باسم جيش تحرير أورومو، أودا تاربي، في تصريحات لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، إن تقديره للوقت المتوقع لدخول أديس أبابا قائم على السرعة الحالية التي تتقدم بها القوات جنوبا، مضيفا: "لَم نَر أية علامات على التباطؤ حينما يتعلق الأمر بتقدمنا أو تقدم حلفائنا"، بحسب ما نشرت الشبكة عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة.

لكن تارابي أكد في الوقت نفسه أن جماعته -المدافعة عن إقليم أوروميا الأكثر اكتظاظا بالسكان وعرقية الأورومو، التي ينحدّر منها رئيس الوزراء أبي أحمد- أن التوجه صوب العاصمة الإثيوبية ليس هدفهم الأساسي، وأنها تدعو في المقام الأول إلى إسقاط رئيس الوزراء وتأسيس مؤتمر انتقالي إلى حين إجراء "انتخابات ديمقراطية حقيقية" تمثل جميع الأصوات في البلاد التي تضم العديد من العرقيات.

وكان منظمون لإقامة جبهة جديدة في إثيوبيا، قالوا إن قوات تيجراي انضمت إلى جماعات مسلحة ومعارضة أخرى في تحالف ضد رئيس الوزراء آبي أحمد للسعي إلى فترة انتقال سياسي بعد عام من الحرب المدمرة.

ويشمل التوقيع على إنشاء التحالف الجديد، والذي جرى في واشنطن، اليوم الجمعة، قوات تيجراي، التي تقاتل القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة، بالإضافة إلى جيش تحرير أورومو، الذي يقاتل الآن إلى جانب قوات تيجراي، وسبع مجموعات أخرى من جميع أنحاء البلاد.

ويسعى التحالف الجديد المسمى "الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية الإثيوبية" إلى "إقامة ترتيب انتقالي في إثيوبيا" حتى يتمكن رئيس الوزراء من الرحيل في أسرع وقت ممكن، حسبما قال يوهانيس أبرهة، أحد المنظمين، وهو من مجموعة تي[راي.

وأوضح أبرهة أن "الخطوة التالية، بالطبع، ستكون بدء الاجتماع والتواصل مع الدول والدبلوماسيين والجهات الفاعلة الدولية في إثيوبيا وخارجها"، مشيرا إلى أن التحالف الجديد سياسي وعسكري، و"لم يكن له أي اتصال مع حكومة إثيوبيا".

استدعاء الاحتياط

دعت الحكومة الإثيوبية، اليوم الجمعة، عناصر الجيش السابقين إلى الالتحاق مجددا من أجل قتال جبهة تحرير تيجراي التي تصنفها أديس أبابا إرهابية، وتحاول مع مجموعات متمردة أخرى التحرك نحو العاصمة.

وذكرت إذاعة "فانا" الإثيوبية، حسبما نقلت عنها وكالة "سبوتنيك"، أن قوات الدفاع الوطني الإثيوبية دعت العسكريين السابقين إلى التسجيل والانضمام للجيش في محاربة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.

وأضافت أن من يمتلكون الاستعداد العقلي والجسدي من العسكريين السابقين عليهم التسجيل للالتحاق بالجيش مجددا في الفترة من 10 إلى 24 من الشهر الجاري.

وبالتزامن مع استمرار المعارك، دعت بريطانيا إلى ضرورة اللجوء للمفاوضات وأكدت أنه لا يوجد أي حل عسكري للأزمة الحالية في إثيوبيا.

ونشرت وزير الخارجية البريطانية ليز تروس تغريدة، أشارت فيها إلى تأكيدها لنظيره الإثيوبي ديميكي ميكونين حسن، على أنه لا حل عسكري للصراع وأن المفاوضات ضرورية لتجنب إراقة الدماء وتحقيق سلام دائم.

وشددت تروس على أن أطراف الصراع في إثيوبيا يجب عليهم وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

وفي بيان اليوم أيضا، دعت المملكة العربية السعودية، رعاياها في إثيوبيا لمغادرة البلاد في أقرب فرصة ممكنة نظرا للظروف التي تمر بها البلاد.

وقالت السفارة السعودية بأديس أبابا في بيان عبر حسابها بموقع "تويتر": "سفارة المملكة العربية السعودية لدى جمهورية إثيوبيا تدعو جميع المواطنين السعوديين المتواجدين في إثيوبيا إلى ضرورة المغادرة منها في أقرب فرصة ممكنة وذلك نظرا للظروف الحالية التي تمر بها إثيوبيا".

وأضاف البيان "تنوه السفارة على جميع المواطنين المتواجدين في إثيوبيا أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر".

وبالأمس، كانت الولايات المتحدة قد دعت جميع الأطراف في إثيوبيا إلى بدء المفاوضات دون شروط مسبقة، معربة عن قلقها من توسع القتال والعنف في شمال إثيوبيا، كما طالبت الأطراف هناك بضبط النفس ووقف الأعمال العدائية.

وقال متحدث الخارجية الأميركية، نيد برايس، في مؤتمر صحفي أمس الخميس "ندعو جبهة تحرير تيغراي وقف التقدم تجاه أديس أبابا العاصمة ونطلب من جميع الأطراف الإثيوبية ضبط النفس ووقف الأعمال العدائية".

كما أعرب برايس عن قلقه من "توسع القتال والعنف في شمال إثيوبيا وما يترتب عليه من مخاطر هذا على أمن وسلامة الأمريكيين هناك وهي على رأس قائمة أولويتنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان