إعلان

"تحرض على العنف ضد المسلمين".. وثائق جديدة تكشف انتهاكات "فيسبوك" في الهند

08:54 م الأحد 24 أكتوبر 2021

كتب - محمد صفوت:

تستمر فضائح عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في الظهور للعلن، وتكشف أسرار الشركة وسياستها التي طالما كانت سرًا على مستخدميه وحكومات العالم. وفي أحدث سلسلة لانتهاكات فيسبوك، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن وثائق سربها باحثون في الشركة كشفت دعمها لنشر الكراهية الدينية في الهند.

وذكر باحثون للصحيفة، أن فيسبوك تجاهل معاداة نشر الكراهية الدينية خاصة ضد المسلمين وساهم في نشرها في الهند تزامنًا مع دعوات للعنف أدت لأعمال شغب مميتة العام الماضي. في وقت أشاد مؤسس الشركة مارك زوكربيرج بالهند خلال لقاء مع رئيس وزرائها أندرى مودي، باعتبارها أكبر البلدان استخدامًا لخدمات شركته.

وكشفت الوثائق أن المحتوى التحريضي ارتفع لأكثر من ٣٠٠% في الهند خلال الأشهر التي أعقبت أحداث العنف في ديسمبر ٢٠١٩.

وذكر الباحثون في تقريرهم في يوليو ٢٠٢٠، أن دعوات العنف والشائعات بحق المسلمين انتشرت على خدمات الشركة (فيسبوك، وواتساب) في فبراير من نفس العام، تزامنًا مع عنف طائفي أسفر عن مقتل ٥٣ شخصًا.

تحدثت الصحيفة مع مستخدمين هندوس ومسلمين في الهند أكدوا تعرضهم لمحتوى يشجع على الكراهية والعنف والصراع الطائفي على خدمات الشركة، بينها محتوى يتهم المسلمين بنشر فيروس كورونا، واستهداف المسلمين للهندوس.

أرسلت الشركة باحثين لمعرفة كيفية ارتباط خدماته بارتفاع الصراع الطائفي في الهند، وأخبرهم رجل هندوسي، أنه تلقى رسائل متكررة على فيسبوك وواتساب "كلها خطيرة للغاية" مثل "الهندوس في خطر، والمسلمون على وشك قتلنا". وقال مسلم في مومباي، إنه يخشى على حياته "هناك الكثير من الكراهية" على فيسبوك. "إنه مخيف، إنه مخيف حقًا". واعتقد أغلب الهنود المشاركون في البحث عن الشركة مسؤولة عن تقليل مثل تلك المحتويات.

يرى الباحثون أن مجموعتين قوميتين هندوسيتين تربطهما علاقات بالحزب السياسي الحاكم في الهند تنشر محتوى تحريضيًا معاديًا للمسلمين على المنصة، وفقًا لتقريرين منفصلين في وقت سابق من هذا العام من قبل فرق تحقق في إساءة استخدام خدمات الشركة. ووفقًا لأحد التقارير، أوصى الباحثون بإطلاق إحدى المنظمات لانتهاكها قواعد خطاب الكراهية للشركة، لكن المجموعة لا تزال نشطة.

وذكر الباحثون أن محتويات مجموعات هندوسية لا تزال نشطة على المنصة تصف المسلمين بـ" الخنازير، والكلاب" وتزعم أن القرآن يدعو الرجال إلى اغتصاب أفراد أسرهم من الإناث".

تقول المجلة إن الوثائق التي عرفت باسم "الصراع الطائفي في الهند" كشفت معرفة الشركة بالمحتوى التحريضي، تقدم نظرة لا مثيل لها حول كيفية تفضيل قواعد فيسبوك للنخب وأن خوارزمياتها تولد الخلاف، وتستخدم خدماتها للتحريض على العنف واستهداف المستضعفين.

في تقرير صدر مطلع ٢٠٢١، بعنوان "شبكات الخصومة الضارة: دراسة حالة الهند"، كشف عن أن الكثير من المحتوى المنشور من قبل المستخدمين والمجموعات والصفحات من مجموعة "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" الهندوسية القومية، أو "آر إس إس" لم يتم الإبلاغ عنها أبدًا. وأرجع الباحثون ذلك إلى افتقار أنظمة "فيسبوك" لاكتشاف المواد باللغتين الهندية والبنغالية.

إحدى المجموعات الهندوسية المتطرفة على علاقة برئيس وزراء الهند، ذكر اسمها في التقرير ومساهمتها في نشر الكراهية والعنف بحق المسلمين وصنفت بأنها "مجموعة خطرة" لكنها لا تزال نشطة. ورفض متحدث باسم رئيس الوزراء التعليق على الأمر.

​وذكرت الصحيفة أن رفض فيسبوك إزالة تلك المجموعة رغم التحذيرات في تقاريرها الأمنية وتوصيات باتخاذ إجراءات صارمة بحقها، ربما قلق الشركة من تعرض موظفيها في الهند للعنف، فضلاً عن تأثر استثماراتها.

بعد التقارير الأخيرة أعلنت فيسبوك في سبتمبر الماضي عن تعيين رئيس جديد للسياسة العامة في الهند.

متحدث باسم الشركة رفض التعليق على نشاط الجماعات الهندوسية على المنصة، مدعيًا أن فيسبوك، يحظر المجموعات أو الأفراد "بعد اتباع عملية دقيقة وصارمة ومتعددة التخصصات".

وأشار إلى أن بعض التقارير عبارة عن وثائق عمل للمناقشة وليست تحقيقات استقصائية كاملة، ولا تحتوي على توصيات سياسية.

وزعم أن الشركة تحارب خطابات الكراهية والعنف وأن المحتوى المحرض بدأ في الانخفاض.مضيفًا أن الشركة تعمل على تحسين تطبيق القانون وتلتزم بتحديث سياساتها.

وتستثمر فيسبوك 5.7 مليار دولار لتوسيع عملياتها في الهند والمساعدة في تعزيز الاقتصاد الرقمي الناشئ في البلاد.

رغم اقتراح الباحثون إنشاء آلية للإبلاغ داخل (فيسبوك، وواتساب) عن الرسائل المسيئة وتصنيفها حسب محتوياتها، إلا أن متحدث الشركة رفش المقترح وذكر أن فيسبوك يستثمر في بحوث داخلية لمحاربة الكراهية والعنف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان