إعلان

60 عامًا على اغتيال باتريس لومومبا رمز استقلال الكونغو

04:59 م الأحد 17 يناير 2021

تمثال الرئيس الأسبق للكونغو الديموقراطية لوران ديز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

ليوبولدفيل- (أ ف ب):

في وسط الطبيعة في منطقة كاتانغا الغنية بالمناجم، نصب تذكاري معزول غير مكتمل وشبه مهمل هو تمثال باتريس لومومبا الذي يقبع في الموقع الذي اغتيل فيه بطل استقلال الكونغو قبل ستين عاما تماما في جنوب شرق البلاد.

ففي 17 يناير، حطت طائرة قادمة من كينشاسا على مدرج مطار لوبومباشي عاصمة منطقة كاتانغا المنتجة للكوبالت والنحاس واليورانيوم. وسار الموكب بعد ذلك 55 كلم نحو كولويزي، ثمّ انعطف يميناً وقطع بضع مئات من الأمتار وتوقف في وسط سهل عشبي مشجر.

تحت واحدة من الأشجار، كانت فرقة إعدام تنتظر باتريس لومومبا واثنين من رفاقه هما جوزف أوكيتو وموريس مبولو، عند حلول الليل.

في ليوبولدفيل (حالياً كينشاسا)، غيّر رئيس الوزراء الشاب البالغ من العمر 35 عاماً مجرى التاريخ في 30 يونيو 1960 حينما رافع ضدّ الاستعمار البلجيكي يوم الاستقلال، وبحضور الملك بودوان.

كان ذلك سبباً كافياً ليثير الزعيم الشاب استياء الغرب الذي رأى أنه عقّد الأوضاع بسعيه تلقي دعم من الاتحاد السوفياتي.

ولردعه، لعب البلجيكيون ووكالة االاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) على طموحات قادة كونغوليين آخرين، بينهم الرئيس الشاب لأركان الجيش جوزف ديزيريه موبوتو، الذي أصبح الزعيم المطلق للبلاد بين 1965 و1997.

بعدما تمت الإطاحة به في سبتمبر، تم تسليم لومومبا لإعدامه، إلى سلطات كاتانغا الإقليم الذي انفصل عن الكونغو في يوليو 1960 بدعم من بلجيكا.

يشير المؤرخ غيوم نكوغولو إلى أنه "من قبل، كان يقال إن الكونغوليين وتحديداً الكاتانغيين، هم من قتلوه. لكن الأرشيف أظهر شيئاً آخر: إنهم البلجيكيون الذين خططوا لموت لومومبا وهم الذين تسببوا بإعدامه".

يدلّ المؤرخ على المكان المحدد الذي أعدم فيه لومومبا في موقع شيلاتيمبو، عند كعب شجرة وليس حيث رفع التمثال، بحسب أبحاثه.

يعلو تمثال الرجل رافعاً يده اليمنى إلى الأعلى، قاعدة. يمكن رؤية بقعة بيضاء عليه تبدو وكأنها خيوط عنكبوت.

قرب التمثال، حطام طائرة من نوع "دي سي 2"، ترمز للرحلة الأخيرة التي قام بها لومومبا في 17 كانون الثاني/يناير 1961. وفي الواقع، إنها طائرة من نوع "دي سي4" التي أقلته من ليوبولدفيل إلى إليزابيثفيل، وفق المؤرخ.

يضم الموقع أيضاً تمثالاً لبطل قومي آخر، هو الرئيس السابق لوران-ديزيريه كابيلا الذي اغتيل قبل عشرين عاماً في 16 كانون الثاني/ديسمبر 2001. وتغطي التمثال أغصان أشجار وأعشاب برية.

وكان يفترض أن تضاف إلى الموقع نصب تذكارية لـ"رموز كبرى في الكفاح من أجل تحرير الشعوب" مثل نلسون مانديلا وتوماس سانكارا. لكن الأعمال التي بدأت في 2016، "توقفت" كما يقول آسفاً المؤرخ نكونغولو الذي شارك في لجنة إنشاء الموقع بين عامي 2015 و2016.

وأضاف "بشكل عام في الكونغو، لا سيما في كاتانغا، عندما نتحدث عن لومومبا، يقال لنا دائما إنها مسألة سياسية، حساسة".

يعتبر سكان كاتانغا اغتياله "وصمة عار" لإقليمهم وفق نكونغولو الذي أوضح أنه "على الرغم من ذلك، يظهر الواقع أن البلجيكيين استغلوا الكاتانغيين".

في المدارس الثانوية، لا يدرّس لومومبا إلى للتلاميذ بين عمر 13 إلى 18 عاماً، كما يخبر أستاذ التاريخ جان ماري مونغوي. ويضيف "نحن أنفسنا لا نعرف تاريخ بلادنا جيداً".

في كينشاسا، أعلن الرئيس فيليكس تشيسيكيدي عن تكريم للومومبا في 30 حزيران/يونيو المقبل، بمناسبة استعادة "رفاته"، وهي سنّ من أسنانه يعتقد أن شرطيا بلجيكيا انتزعها من جثته لحظة إخفائها.

يرى ابن لومومبا الأكبر فرانسوا الذي فر إلى مصر ثم المجر بعد وفاة والده أن "لومومبا يمثل رمز وحدة الكونغو. وكذلك هو بطل الاستقلال".

ويؤكد الابن "قمنا بإعادة تنشيط حركة باتريس لوموبا القومية الكونغولية" التي أنشأها والده في عام 1958. وتدعم الحركة "الاتحاد المقدس" الذي وضعه الرئيس الحالي بعدما أنهى تحالفه مع سلفه جوزيف كابيلا.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان