وداعًا عائلتي.. رسالة مؤلمة لأم وطفليها قبيل كارثة الطائرة الإندونيسية (صور)

كتبت- رنا أسامة:

"وداعًا عائلتي". هكذا علّقت الإندونيسية راتيه ويندانيا على صورة سيلفي التقطتها برفقة طفليها أثناء صعودهم على الطائرة الإندونيسية المنكوبة، لتُخبر عائلتها وأصدقاءها ومُتابعيها عبر انستجرام أنهم في طريقهم إلى المنزل، قبل أن تقع الكارثة وتنتهي الرحلة بشكل مأساوي مع تحطّم الطائرة.

كانت الأم الإندونيسية وطفلاها على متن طائرة "سريويجايا إير" التي تحطمت في البحر بعد دقائق من إقلاعها من مطار سوكارنو هاتا الدولي، في رحلة مدتها 90 دقيقة فوق بحر جاوة بين جاكرتا وبوفنتياناك، وهي بلدة في الجزء الإندونيسي من جزيرة بورنيو في غرب كاليمانتان، السبت الماضي.

واختفت الطائرة "بوينج 737-500"، وعلى متنها 62 من الركاب وأفراد الطاقم، من شاشات الرادار بعد 4 دقائق من إقلاعها. وعند تحطّمها سقطت من ارتفاع ما يقرب من 10 آلاف قدم في أقل من 60 ثانية.

ونشر شقيق الإندونيسية الراحلة، إرفانسياه ريانتو، صورتها وطفليها عبر انستجرام، مُعلّقًا: "صلّوا من أجلنا".

وقال إن ويندانيا أرسلت له الصورة مُرفقة بتعليق تعليق مؤلم أخير قبل الحادث: "وداعًا عائلتي. نحن في طريقنا الآن إلى المنزل"، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وكما عشرات الأقارب اليائسين الآخرين، هرع إرفانسياه إلى مطار "سوكارنو هاتا" في جاكرتا في وقت متأخر من السبت، بينما كان لا يزال يأمل في الحصول على أخبار جيدة عن شقيقته وأربعة أفراد آخرين من عائلته على متن الرحلة، بما في ذلك والديه.

وقال إرفانسياه للصحفيين: "نشعر بالعجز ولا يسعنا سوى الانتظار، ونأمل في الحصول على أي معلومات قريبًا"، مُشيرًا إلى أنه كان مُقررًا لأقاربه أن يستقلوا رحلة أخرى سابقة، لكن لم يتضح سبب تغيير رحلتهم.

وأوضح أن شقيقته وطفلاها كانوا في نهاية إجازة استمرت ثلاثة أسابيع، حيث أجروا رحلة بطول 740 كيلومترًا (460 ميلًا) إلى بلادهم في بونتياناك بجزيرة كاليمنتان الغربية.

والأحد الماضي، حدّدت السلطات الإندونيسية موقعي الصندوقين الأسودين لطائرة "سريويجايا إير"، فيما قال قائد الجيش الإندونيسي، هادي تغاهغانتو، دون أن يحدد إطارًا زمنيًا: "نأمل في أن نتمكن من انتشالهما قريبًا".

وحتى الآن لا يوجد ما يشير إلى سبب تحطم الطائرة التي وضعت قيد العمل منذ 26 عامًا.

يأتي ذك فيما يُسابق الغطاسون الزمن لرفع بقايا طائرة البوينغ بعد التعرف على هوية اول ضحايا الحادث.

وجرى تعبئة حوالى 3600 شخص لانتشال أشلاء 62 شخصا كانوا على متنها، وكذلك رفع قطع الطائرة ومسجلي الرحلة أو الصندوقين الأسودين اللذين يمكن ان يتحيا فهم أسباب الحادث الذي وقع قبالة جاكرتا السبت.

كما وُضِعت مسبارات أيضا في تصرف الغطاسين للمساعدة في عمليات البحث.

وهذا أول حادث دام يلحق بشركة "سريويجايا" منذ تأسيسها عام 2003.

وشهد قطاع الطيران في اندونيسيا عددا من الحوادث القاتلة في الأعوام الأخيرة، وتم في السابق حظر شركات طيران محلية عدة في أوروبا حتى عام 2018.

ففي أكتوبر 2018، قتل 189 شخصا عندما تحطمت طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس، تابعة لشركة "لايون إير" في بحر جاوة، بعد 12 دقيقة من إقلاعها من جاكرتا في رحلة تستغرق ساعة.

وتسبب هذا الحادث، ومن بعده كارثة تحطم طائرة من الطراز نفسه في إثيوبيا، بفرض غرامة بقيمة 2,5 مليار دولار على شركة بوينغ الأمريكية لاتهامها بخداع السلطات خلال عملية المصادقة على طائرة ماكس-737. ومنعت هذه الطائرات من التحليق بعد الكارثتين الداميتين.

بيد أن الطائرة التي تحطمت السبت لا تنتمي إلى هذا الجيل الجديد من طائرات بوينج، بل هي من طراز 737 "الكلاسيكي" الذي يعود إلى 26 عامًا.