لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيروس كورونا: هل تعود الدراسة في المدارس والجامعات إلى طبيعتها يومًا ما؟

10:38 ص الأحد 06 سبتمبر 2020

هل يعود الطلاب إلى الدراسة؟ (فورين بوليسي)

كتبت- هدى الشيمي:

بعد تسعة أشهر على انتشار وباء كورونا المُستجد، يستعد ملايين الطلاب في المدارس والجامعات حول العالم إلى استئناف الدراسة، سواء كان ذلك بالاعتماد على التعليم عن بعد أو بالذهاب إلى المدارس والجامعات بعد الفتح الحذر، والتشديد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية المتمثلة في التباعد الاجتماعي، وارتداء الأقنعة الواقية (الكمامات)، وغسل اليدين باستمرار.

اختلفت استراتيجية فتح المدارس من دولة إلى أخرى، حسبما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فعلى سبيل المثال تتبع الدنمارك طريقة "الفقاعة الدراسية" والتي تعتمد بصورة رئيسية على الحد من التواصل مع بقية الأشخاص المتواجدين في المدرسة، بينما تواصل مدارس أخرى في أماكن أخرى بالعالم الاعتماد على التعليم عن بعد رغم كثرة مشاكله وزيادة شكاوى الطلاب وأولياء الأمور، فيما سمحت بعض المدارس في أوروبا وشرق آسيا بعودة الطلاب إلى الجامعات والمدارس بعد تخفيف القيود، فيما اضطرت حكومات إخرى إلى إغلاق المؤسسات التعليمية بعد فتحها لارتفاع مُعدّلات الإصابة ونقل عدوى كوفيد-19.

قالت المجلة الأمريكية، في تقرير مطوَل نشرته على موقعها الإلكتروني، إن معاناة الجامعات أكبر كثيرًا من المدارس، نظرًا إلى زيادة خسائرها المادية. ولفهم تبعات انتشار كوفيد-19 وتأثيره على التعليم على المدى القصير والطويل، تحدثت المجلة الأمريكية مع عدد من الخبراء عن مستقبل التعليم بعد الوباء، وكان رأيهم كالتالي :

1

يمكن فتح الدارسة بأمان مع الالتزام بالبروتوكولات والخطط الصارمة

قالت جينيفر نوزو، عالمة الأوبئة في كلية بلومبرج للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز، إنه مع بدء فتح المدارس في الولايات المتحدة أبوابها مرة أخرى أمام الطلاب، يمكن استخلاص مجموعة من الدروس الأساسية ومنها:

أولاً: يجب مراعاة معدّل انتقال العدوى وخطورة المرض في المجتمعات التي يعيش فيها الطلاب والعاملون في المدارس. إذا كان هناك أعداد كبيرة أو متزايدة من الإصابات في المجتمعات، فقد تشكل العودة إلى المدارس خطورة كبيرة لا تقل شدتها عن إعادة فتح المطاعم والنوادي وغيرها من أماكن التجمع.

ثانيًا: بروتوكولات الأمان مُهمة. حتى داخل المجتمعات التي يقل فيها مُعدل انتقال العدوى وانتشار المرض، لا يزال هناك احتمالات بإصابة الأشخاص بالعدوى، ما يزيد أهمية الالتزام بالتدابير والإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الأقنعة، والحفاظ على المسافات بين الطلاب والمعلمين، وتجهيز الفصول الدراسية بأنظمة تهوية جيدة.

ثالثًا: على المدارس وضع خطط للتعامل مع اكتشاف أي حالات وأن تكون مستعدة للاستجابة لها. يجب أن يكون لدى المدارس خطط واضحة للإغلاق، والفترة التي يجب أن يبقى فيها الطلاب في المنازل. يُستحسن إنشاء فقاعات، وهي مجموعات ثابتة من الطلاب والموظفين يتفاعلون مع بعضهم البعض طوال الوقت، وإذا تبين أن شخصًا ما داخل الفقاعة مُصاب، فإن عدد الأشخاص المُحتمل إصابتهم سيكون محدودًا ويسهل التعامل معه.

أخيرًا: من المهم وضع في الاعتبار أن ما يحدث خارج الفصول الدراسية قد يقوّض خطط السلامة، أظهرت الدراسات أن إعادة فتح المدارس في جميع أنحاء العالمية والتجمعات خارج المدارس مسار مُهم لانتقال عدوى كوفيد-19، لذلك يجب أن يكون الجميع واقعيين عند المطالبة بالالتزام بالتباعد الاجتماعي خارج المدارس.

2

الآن أكثر من أي وقت مضى.. الوظائف تأتي أولاً

قالت منى مرشد، الرئيس التنفيذي المؤسس لأجيال (Generation)، إن فرص الخريجين في الحصول على وظيفة أصبحت ضعيفة للغاية. فقد الآن أكثر من 400 مليون شخص حول العالم وظائفهم، لينضموا إلى حوالي 200 مليون عاطل عن العمل بالفعل، ما يجعل عملية الانتقال من التعليم إلى التوظيف أكثر صعوبة عما كانت عليه من قبل.

كان من المعتاد ألا يفكر الطلاب في البحث عن فرص عمل إلا في نهاية مرحلة التعليم. وتابعت مرشد: "بالنسبة لكثيرين فإن العواقب المتوقعة هي البطالة، ونقص الدخل، والشعور بخيبة الأمل إزاء التعليم".

والأن سيجبر الوباء الجامعات والكليات ومقدمي التدريبات المهنية على قلب التسلسل، تؤكد مرشد على حاجة الناس إلى وظائف، لأنهم "غير مستعدين للاستثمار في التعليم بدون هذا الوعد" على حد قولها.

سيطالب الطلاب بالحصول على برامج لإعدادهم للعثور على فرص عمل، تشمل تصميم برنامج مُخصص للعثور على مهنة، بالإضافة إلى فهم واضح إلى كيفية ايجادها في ظل التحول السريع للاقتصاد.

ترى مُرشد أن الحاجة المُلحة لملايين الأشخاص للعثور على عمل وكسب دخل يعني أنه يجب حصولهم على برامج تستمر لأسابيع وليس سنوات، مُشيرة إلى الجانب الإيجابي من هذه المسألة وهي توفير فرصة لإعادة بناء الأنظمة التعليمية من أجل توفير فرص عمل وتحقيق الرفاهية المالية والكرامة الشخصية.

3

أوضاع التعليم العالي ستتحسن بعد الكارثة

قال ديك ستارتز، أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، إن كوفيد-19 كارثة مالية قصيرة المدى بالنسبة للكليات والجامعات، رغم كثرة مخاطره وتأثيره السلبي على الدراسة في الجامعات.

في النصف الأول من 2020، تراجعت الإيرادات التي تحصل عليها الجامعات والكليات من الفصول الدراسية والطعام والمكتبات في الحرم الجامعي بالإضافة إلى التذاكر الرياضية وتذاكر حضور الفعاليات المختلفة وما شابه. الأهم من ذلك، حسب ستارتز، هو عدد الطلاب الذين سيواظبون بالفعل على الحضور والالتزام، لاسيما في الكليات الحكومية.

إلى جانب انخفاض الإيرادات، فإن التحول إلى التدريس عبر الإنترنت يتطلب استثمارات كبيرة في المعدات والخدمات السحابية والدعم الفني.

تسبب ذلك في حدوث أزمة ببعض الكليات، أوضح ستارتز أن بعض الكليات الصغيرة التي كانت تتأرجح بالفعل على حافة الافلاس أوشكت على الانهيار.

وأوضح أستاذ الاقتصاد أن الرغبة في الالتحاق بالكليات والجامعات والحصول على تعليم عالي لن يتغير وسيعود إلى طبيعته على المدى الطويل، وربما لن يتغير شيء فيما يتعلق بالتكلفة.

في المقابل، يتوقع ستارتز أن توفر الإدارات في الجامعات المزيد من التعليمات عبر الإنترنت للطلبة، ولكن يبقى الاتصال البشري أفضل وسيلة لتلقي التعليم، ويرجح الأستاذ الجامعي أن تعود الأمور إلى طبيعتها في غضون سنوات.

4

كشف كوفيد-19 عن مدى انعدام المساواة في التعليم

قال أندرياس شلايشر، مدير التعليم والمهارات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، إنه في ذروة تفشي الوباء لم يستطع حوالي 1.5 مليار طالب الذهاب إلى مدارسهم، رغم الجهد المبذول لنجاح عملية التعليم عن بعد، إلا أن هؤلاء الطلاب عانوا من خسائر كبيرة في التعليم.

كان الأمر سيئًا بما يكفي، ومع ذلك فإن بعض استراتيجيات إعادة فتح المدارس التي يتم تطبيقها اليوم ستجعل خسائر الطلاب أكبر، يتوقع شلايشر أن تتبع هذه الخسائر الطلاب إلى سوق العمل، وسيترتب عليها نتائج اقتصادية سلبية على الطلاب ومجتمعاتهم.

وينما يصعب التنبؤ بمدى تأثير إغلاق المدارس على مستقبل الطلاب، إلا أن بعض الأبحاث السابقة تعطي بعض الأفكار حول تأثير ذهاب الطلاب إلى المدرسة على فرصهم في العثور على العمل وعلى سوق العمل والتنمية الاقتصادية في البلاد، لفت شلايشر إلى أن الاقتصاديين إريك هانشوك ولودجر ووسمان دراسة مؤخرًا آثار إغلاق المدارس المترتب على انتشار الوباء من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر.

إلا أن الجانب الأكثر إثارة للقلق من انتشار كوفيد-19 كان تسليطه الضوء لحجم انعدام المساواة في الأنظمة التعليمية، بما في ذلك عجز بعض الطلاب في بلدان مُعينة من الوصول إلى أجهزة كمبيوتر وشبكات إنترنت تساعدهم على التعليم عن بعد، والافتقار إلى البيئات الداعمة للتعلم، والفشل في جذب المعلمين الموهوبين للعمل في الفصول الدراسية وتعليم الطلاب في الأماكن الأكثر فقرًا.

5

للتغلب على الوباء أسس نظام تعليم أفضل

يرى آرني دنكان ، وزير التعليم السابقة في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إن سوء إدارة الوباء من قبل إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب تسببت في حدوث أكبر أزمة صحية في القرن، وأسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد العظيم، علاوة على حدوث فوضى في نظام التعليم بالولايات المتحدة.

ولكن على آثار الوباء على المدى الطويل متروكة للمسؤولين في الحكومات، دعا المسؤول الأمريكي إلى التصرف بسرعة ليس فقط للتغلب على العقبات الفورية التي كشفتها الأزمة وتفاقمت مع مرور الوقت، ولكن لبناء نظام تعليم قوي يساعد كافة الطلاب.

6

نهاية التعليم الدولي

يتوقع سالفاتور بابونيس، باحث مساعد في مركز الدراسات المستقلة وأستاذ في جامعة سيدني، أن يتسبب الوباء في التوقف عن انتقال الطلاب إلى الدراسة في الخارج.

يتنبأ بابونيس أنه مع حلول الوقت الذي تعود فيه الأمور إلى سابق عهدها، ستمنع العلاقات المتدهورة بين الصين والغرب الطلاب من الانتقال إلى الدراسة في الخارج، موضحًا أن الطلاب الصينيين يمثلون ما يقرب من 20 % من عدد الطلاب الذين يدرسون في الخارج.

7

الدول النامية عانت من مشاكل أشد قسوة

لا يوجد أدنى شك من أن كوفيد-19 كان له تأثيرًا سلبيًا على سكان البلاد النامية أو الأكثر فقرًا. قال ديفيش كابور، أستاذ دراسات جنوب آسيا ومدير برامج آسيا في كلية الدراسات الدولية، إنه مع وجود حوالي 260 مليون طفل في المدارس وقرابة 40 مليون في الجامعات، فإن الهند تواجه الآن تحديًا كبيرًا بسبب التعليم في ظل أزمة فيروس كورونا.

أوضح كابور أن نظام التعليم في الهند لا يزال يعاني من نتائج ضعيفة وترتفع نسبة تسرب الأطفال من الدراسة.

مع وضع هذه المعلومات في عين الاعتبار، فإنه من الطبيعي أن يتسبب كوفيد-19 في تسرب المزيد من الطلاب الهنود من التعليم، وزادت الأمور صعوبة، وفقًا لكابور، مع الاتجاه إلى التعليم عبر الإنترنت، وهو ليس بالأمر اليسير في الدول النامية كما الهند.

رغم زيادة انتشار الإنترنت والهواتف الذكية في السنوات الأخيرة، لفت كابور إلى أن حوالي 70 % من الهنود في المناطق الريفية يعجزون عن استخدام الإنترنت، ما يزيد أهمية التعليم في المدارس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان