قمران صناعيان في 10 أشهر.. ما أهداف إثيوبيا من دخول عالم الفضاء؟
كتبت- رنا أسامة:
دخلت إثيوبيا عالم الفضاء منذ 10 أشهر بقمرين صناعيين؛ أطلقت أحدهما بالفِعل في ديسمبر الماضي، فيما تعتزم إطلاق الثاني في أكتوبر المُقبل.
وباتت منذ ذلك الحين الدولة الـ70 في العالم والـ10 في القارة السمراء التي تمتلك قمرًا صناعيًا، بعد كلٍ من مصر، وجنوب أفريقيا، ونيجيريا، وغانا، وكينيا، والجزائر، والمغرب، وفق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
"الفضاء ليس ترفًا"
بالنسبة لإثيوبيا، فإن "الفضاء ليس ترفًا"، ولكنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأهداف التنمية المُستدامة. قال سولومون بلاي، المدير العام للمعهد الإثيوبي لعلوم الفضاء والتكنولوجيا، إن "الفضاء يعني الغذاء، وفرص العمل، والحد من الفقر، وكل شيء كي تحقق إثيوبيا تنمية شاملة مستدامة".
في 20 ديسمبر 2019، أطلقت إثيوبيا قمرها الصناعي الأول "ETRSS-1"إلى الفضاء، على متن الصاروخ "لونج مارش 4 بي"، بمساعدة الصين، في إطار مساعيها لتطوير برامج فضاء لدفع أهدافها التنموية الشاملة المستدامة.
ورُغم إطلاقه من الصين، فإن مركز القيادة والتحكم بالقمر يقع في مرصد إنتوتو الإثيوبي، وهو جزء من المعهد الإثيوبي للعلوم الذي تم تدشينه عام 2016 للاستفادة من تكنولوجيا الفضاء في أغراض التنمية.
القمر الصناعي الأول
ويعدّ "ETRSS-1" أصغر الأقمار الصناعية لرصد الأرض بحجم 70 كيلوجرامًا، ومزوّد بكاميرات عالية الدقة، بهدف استخدامه في عمليات الرصد الزراعي والمناخي والبيئي والتعدين. ويحلّق على ارتفاع 700 كيلومتر من سطح الأرض.
بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية (إينا)، يُقدم القمر الصناعي الإثيوبي البيانات اللازمة عن التغيرات المناخية والظواهر المتعلقة بالطقس، التي سيتم استخدامها في أنشطة الزراعة ومراقبة المحاصيل، وتحسين التخطيط الزراعي، والإنذار المبكر بالجفاف، وإدارة الغابات لحماية الموارد الطبيعية.
شارك في تصميمه وعملية إطلاقه مهندسون صينيون، و21 مهندسًا إثيوبيًا، بينهم 5 سيدات. ووفق سولومون، تخطط إثيوبيا لمشروع أقمار صناعية أخرى خلال السنوات الـ3 المقبلة.
بلغت تكلفته 8 ملايين دولار، فيما تحملت الصين حوالي 6 ملايين دولار من سعر الكبسولة في شكل تدريب مالي، وفق تصريحات مسؤولين بمعهد علوم وتكنولوجيا الفضاء الإثيوبي في جامعة أديس أبابا.
ووصفه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بـ"الإنجاز المُهم". وعدّه نائبه دمقي مكنن، "يومًا تاريخيًا لإثيوبيا"، موضحا أنه سيُمكّن البلاد من مواكبة التكنولوجيا والتطور والازدهار.
وقال مكونن في كلمة بمناسبة بث إطلاق القمر على التلفزيون الرسمي- وقتذاك: "سيكون هذا أساسًا لرحلتنا التاريخية نحو الرخاء".
القمر الصناعي الثاني
وبعد مُضي أقل من عام على إطلاق القمر الأول، تعتزم إثيوبيا إطلاق قمرها الصناعي الثاني المسمى (AT-SMART-RSS) للفضاء في أكتوبر المقبل، لأغراض الرصد الأرضي وجمع بيانات للأرصاد الجوية.
والقمر الصناعي الإثيوبي الثاني من طراز "النانوستالايت"، ويزن 8.9 كيلو جرام. وتبلغ تكلفته حوالي 1.5 مليون دولار أمريكي، بحسب موقع "أفريكا نيوز".
ووفق تقارير إعلامية محلية، جرى تطوير القمر الصناعي الإثيوبي الثاني وتجميعه واختباره على يد شركة "سمارت ستالايت تكنولوجي" الصينية والمعهد الإثيوبي للعلوم وتكنولوجيا الفضاء، بموجب اتفاقية التعاون المشتركة بين الجانبين الموقعة في 23 أغسطس 2019 بالصين.
ومن المُقرر أن يتم إطلاقه من مركز الإطلاق الفضائي "وينتشانج" في إقليم هينان الصيني، للمساهمة في تعزيز الاستراتيجية الإثيوبية المتعلقة بمكافحة الجفاف والظروف المناخية المتطرفة والتغيرات المناخية.
فيديو قد يعجبك: