ناغورنو-كاراباخ: قتال عنيف بين جيشي أذربيجان وأرمينيا
ستيباناكرت - ( بي بي سي):
تجدد أحد أقدم النزاعات في العالم، وهو نزاع إقليمي بين أرمينيا وأذربيجان، حيث اندلع قتال عنيف بين الجانبين، هو الأشد منذ سنوات عديدة.
وأفادت تقارير بمقتل 23 شخصا على الأقل يوم الأحد في القتال، بين الدولتين اللتين كانتا ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي، على منطقة ناغورنو-كراباخ المتنازع عليها.
والمنطقة مُعترف بها دوليا على أنها جزء من أذربيجان، ولكنها تخضع لسيطرة الأرمن.
وعندما انفصل الإقليم عن أذربيجان في أوائل التسعينيات، اندلع قتال أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
وقال رئيس أذربيجان، إلهام علييف، يوم الأحد إنه واثق من استعادة السيطرة على المنطقة الانفصالية.
وأُعلنت الأحكام العرفية في بعض مناطق أذربيجان، وكذلك في أرمينيا وناغورنو-كراباخ.
وظل الصراع في جبال القوقاز دون حل لأكثر من ثلاثة عقود، مع نشوب القتال بين الحين والآخر.
وأدت اشتباكات على الحدود في شهر يوليو الماضي إلى مقتل 16 شخصا، وهو ما أدى إلى اندلاع مظاهرات، كانت الأكبر منذ سنوات في باكو عاصمة أذربيجان، داعية إلى استعادة السيطرة على المنطقة المتنازع عليها.
وقد يؤدي أي تصعيد إلى اضطراب في الأسواق، لأن جنوب القوقاز ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز الطبيعي من بحر قزوين إلى الأسواق العالمية.
وتعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بدعم أذربيجان خلال الأزمة الجديدة بينما دعت روسيا، التي يُنظر إليها تقليديا على أنها حليف لأرمينيا، إلى وقف فوري لإطلاق النار وإجراء محادثات لتحقيق استقرار في الوضع.
وفي ردود فعل أخرى:
دعت فرنسا، التي تضم جالية أرمينية كبيرة، إلى الحوار ووقف فوري لإطلاق النار.
عرضت إيران، المجاورة لكل من أذربيجان وأرمينيا، التوسط في محادثات سلام.
قالت الولايات المتحدة إنها اتصلت بالطرفين، لحثهما على "وقف الأعمال العدائية على الفور وتجنب الخطاب والأعمال غير المفيدة".
كيف اندلع القتال؟
قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن هجوما على مستوطنات مدنية بينها ستيباناكرت، عاصمة المنطقة المتنازع عليها، قد بدأ في الساعة الثامنة وعشر دقائق صباح الأحد بالتوقيت المحلي.
وقال مسؤولون إن امرأة وطفلا قُتلا. وقالت السلطات الانفصالية في ناغورنو-كراباخ إن 16 من جنودها قتلوا وأصيب 100 آخرون.
وقالت أذربيجان إن خمسة أفراد من عائلة واحدة قتلوا في قصف أرميني.
وأعلنت الحكومة الأرمينية الأحكام العرفية والتعبئة العسكرية الشاملة، بعد وقت قصير من إعلان مماثل من قبل السلطات في ناغورنو-كراباخ.
والأحكام العرفية هي إجراء طارئ، يتولى الجيش بموجبه سلطات ووظائف الحكومة المدنية.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان: "استعدوا للدفاع عن وطننا المقدس"، بعد أن اتهم أذربيجان بارتكاب "اعتداء مخطط له".
وحذر باشينيان من أن المنطقة على شفا "حرب واسعة النطاق"، واتهم تركيا بـ"سلوك عدواني" في إشارة إلى دعمها لأذربيجان، وحث المجتمع الدولي على الاتحاد لمنع أي مزيد من زعزعة الاستقرار.
وقالت أرمينيا إنها أسقطت طائرتين مروحيتين وثلاث طائرات مسيرة، ودمرت ثلاث دبابات.
وأكدت وزارة الدفاع في أذربيجان خسارة مروحية عسكرية لكنها قالت إن طاقمها نجا. وأفادت الوزارة بتدمير 12 نظاما دفاعيا أرمينيا. ونفت الوزارة أي خسائر أخرى تحدثت عنها أرمينيا.
وأعلن رئيس أذربيجان، إلهام علييف، أنه أمر بشن هجوم مضاد واسع النطاق، ردا على هجمات الجيش الأرميني.
وقال في تصريحات أذاعها التلفزيون: "نتيجة للهجوم المضاد، تم تحرير عدد من المناطق السكنية الأذربيجانية التي كانت تحت الاحتلال".
وأضاف: "أنا واثق من أن عمليتنا الهجومية المضادة الناجحة ستضع حدا ... للظلم، والاحتلال المستمر منذ 30 عاما".
ويسيطر على إقليم ناغورنو-كراباخ، الموجود داخل أراضي أذربيجان، الأرمن الذين يديرون شؤونه بأنفسهم بدعم مالي وعسكري كبير من أرمينيا، منذ توقفت حرب الانفصال في عام 1994.
وتحاول منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، منذ فترة طويلة، التوسط بمشاركة وسطاء من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة لتسوية النزاع.
وشكلت هذه الدول مجموعة دبلوماسية تابعة للمنظمة الأوروبية، تعرف باسم مجموعة مينسك، تسعى إلى التوصل لحل للصراع عبر البناء على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عليه البلدان في عام 1994.
فيديو قد يعجبك: