إعلان

أقرّتها الصحة العالمية علاجًا مُحتملًا.. ما دور الأعشاب في علاج "كورونا"؟

02:11 م الأحد 20 سبتمبر 2020

الطب التقليدي في علاج كوفيد-19

كتبت- رنا أسامة:

بعد أشهر من الجدل حول فعالية الطب التقليدي، لا سيّما الأعشاب، في علاج فيروس كورونا، والسخرية من دول اعتمدت عليه كسلاح رئيسي في معركة محاربة الوباء، أقرّت منظمة الصحة العالمية بروتوكولًا ينظم إجراء اختبارات على أدوية عشبية أفريقية كعلاجات محتملة لـ"كوفيد 19" وأمراض وبائية أخرى.

وأمس السبت، أقرّ خبراء من الصحة العالمية مع زملاء لهم من منظمتين أفريقتين أخريين، في بيان، بروتوكولًا "لإجراء اختبارات المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على أدوية عشبية لعلاج كورونا، إضافة إلى ميثاق وصلاحيات لتأسيس مجلس لمراقبة السلامة وجمع البيانات للتجارب السريرية على الأدوية العشبية".

ووفق البيان، فإن "المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية (والتي تضم مجموعة تصل إلى 3 آلاف شخص للاختبار)، محورية لتقدير سلامة وفعالية المنتجات الطبية الجديدة بشكل كامل".

الطب التقليدي

في حال ثبتت سلامة ونجاعة وجودة أحد منتجات الطب التقليدي، ستوصي الصحة العالمية به من أجل تصنيعه محليًا بشكل سريع وعلى نطاق واسع، حسبما قال المدير الإقليمي في المنظمة، بروسبر توموسيمى.

وأضاف توموسيمي أن "ظهور كوفيد-19، وكما تفشى فيروس إيبولا في غرب أفريقيا، سلط الضوء على الحاجة إلى نظم صحية قوية وسرّع برامج البحث والتطوير، بما في ذلك الطب التقليدي".

تُعرّف الصحة العالمية مصطلح الطب التقليدي بأنه "يُشير إلى المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات الأصيلة التي تمتلكها مختلف الثقافات، والتي تُستخدم للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض الجسدية والنفسية أو تشخيصها أو علاجها أو تحسين أحوال المصابين بها".

ويشمل الطب التقليدي، وفق تعريف المنظمة الدولية، طائفة واسعة من المعالجات والممارسات التي قد تختلف باختلاف البلدان والمناطق. ويُشار إليه في بعض البلدان بمصطلح "الطب البديل" أو "الطب التكميلي" أو "الطب الشعبي"، وفق الموقع الإلكتروني الرسمي للمنظمة.

1

والطب التقليدي معروف منذ آلاف السنين وأسهم ممارسوه بقسط وافر في تحسين الصحة البشرية، لا سيّما مقدمي خدمات الرعاية الأوّلية على الصعيد المجتمعي. واحتفظ بشعبيته في جميع أنحاء العالم، فيما تشهد كثير من البلدان المتقدمة والبلدان النامية زيادة في نسبة تعاطيه منذ التسعينيات.

أدرجته الصحة العالمية لأول مرة في مخططها الطبي العالمي في مطلع أكتوبر 2018، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".

كانت الصين- التي زحف منها الوباء إلى العالم في أواخر العام الماضي- أعلنت في وقت سابق أن الغالبية العظمى من بين أكثر من 50 ألف متعافى من "كوفيد-19" تلقوا علاجات من الطب الصيني التقليدي قبل مغادرتهم المستشفيات.

ويستخدم الطب الشعبي في الصين خليطًا من الأدوات أبرزها: الإبر الصينية والأعشاب.

2

وفي مارس، قال نائب رئيس دائرة الطب التقليدي الصيني، يو يان هونج، إن أكثر من 74 ألف حالة على مستوى البلاد تم علاجها باستخدام الطب الصيني التقليدي، وهو ما يمثل يمثل 92.5% من إجمالي المتعافين، وفقا للبيانات الرسمية.

وأكّد أن الجمع بين الطب الصيني التقليدي والطب الغربي يمكن أن يعالج أعراض "كوفيد-19" بسرعة أكبر، بما في ذلك الحمى والسعال والتعب، ويقلل كذلك بشكل فعال من فرص تطور أعراض خفيفة ودورية إلى أعراض شديدة أو حرجة، وذلك لتحسين معدل الشفاء وتقليل معدل الوفيات.

ومن بين الأعشاب التي استخدمتها الصين في برتوكولها لعلاج "كوفيد-19"، نبتة الإيفيدرا دائمة الخضرة، وموطنها الأصلي في آسيا الوسطى ومنغوليا، والتي استعملها الصينيون لقرون في علاج نزلات البرد والحمى واحتقان الأنف، إلى جانب نبتة العرقسوس الشهيرة، ومكونات أخرى أظهرت فعاليتها، بحسب تقرير سابق نشرته صحيفة "تشيانا ديلي" المحلية.

علاوة على "الحساء البني" أو "حساء طرد السموم من الجسم وتطهير الرئتين"، والمكوّن من أكثر من 20 عشبا طبيعيا مختلفا، منها أعواد القرفة وجذور العرقسوس والإيفيدرا، وفق تقرير سابق لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وفي مايو، قال مدير الصحة العالمية في أفريقيا، ماتشيديسو مويتي، إن الحكومات الأفريقية التزمت عام 2000 بإخضاع "العلاجات التقليدية" للتجارب السريرية مثل الأدوية الأخرى.

وأضاف "أستطيع أن أفهم الحاجة والدوافع للبحث عن شيء يمكن أن يساعد"، مضيفا "لكننا نرغب بشدة في تشجيع الاختبارات العلمية التي التزمت بها الحكومات نفسها".

"شيح" مدغشقر

ولم تُشر الصحة العالمية في بيانها إلى مشروب "كوفيد أورجانيكس" العُشبي الذي جرى توزيعه على نطاق واسع في مدغشقر، وبيع إلى عدة بلدان أخرى، خاصة في القارة السمراء، رُغم تحذيرات علماء من مخاطره المُحتمله.

كان رئيس مدغشقر آندريه راجولينا أعلن في أبريل عن شراب مُستخلص من نبات الشيح، المُثبت فعاليته في علاج الملاريا. وقال إنه اجتاز كافة المراحل العلمية المطلوبة وأظهر فعاليته ضد كورونا، مكررًا هذا الزعم الشهر الجاري أيضًا، دون أن يقدم أي دليل بشكل علني على ذلك.

3

لكن علماء حذّروا من نتائج كارثية مُحتملة لذلك العلاج، في الوقت الذي لم تُثبت فعاليته في تجارب مخبرية. ونبهت أكاديمية مدغشقر للطب، في الشهر الماضي، من مخاطر وخيمة على المرضى، لا سيّما الأطفال، بحسب مجلة "ساينس ماج" العلمية الأمريكية.

كما أن التركيب الدقيق لهذا الشراب غير معروف، رغم أن حكومة مدغشقر تقول إن أكثر من 60% منه مشتق من نبات الشيح.

وأكّدت المنظمة الدولية، في وقت سابق، عدم حصولها على معلومات مُفصّلة عن اختبارات الشراب العشبي، المُعد من جانب معهد مدغشقر للبحوث التطبيقية، حتى الآن.

وقال جان بابتيست نيكيما، من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن المنظمة قد تشارك لاحقًا في التجارب اعتمادًا على المعلومات التي يحصلون عليها حول التجارب المبكرة.

4

وفي الوقت الحالي، تقول الصحة العالمية إنه لا يوجد دليل على أن المنتجات المشتقة من الشيح تعمل على مكافحة هذا الفيروس، مشددة على أن جميع النباتات الطبية "يجب اختبارها من حيث الفعالية والآثار الجانبية الضارة" من خلال إجراء تجارب سريرية صارمة.

ويختبر علماء ألمان ودانماركيون مستخلصات من نباتات الشيح، والتي يقولون إنها أظهرت بعض الفعالية لمكافحة فيروس كورونا في بيئة مختبرية. ويعملون مع جامعة كنتاكي لإجراء تجارب سريرية على البشر في مرحلة ما، وفق "بي بي سي".

وتجري الصين اختباراتها الخاصة، بناءً على أدوية الطب الصيني التقليدية التي تستخدم نبات الشيح الحولي أيضًا. كما أجرى علماء في جنوب أفريقيا اختبارات في المختبرات على نبات الشيح الحولي وأنواع أخرى من النبات -الشيح الأفريقي- من أجل التأكد من فعاليته ضد "كوفيد-19"، لكن لا توجد نتائج حتى الآن.

وكشف بحث -لم تتم مراجعته بشكل مستقل من قبل علماء آخرين- عن أن هذه المستخلصات أظهرت نشاطًا مضادًا للفيروسات عند استخدامها مع الإيثانول النقي أو الماء المقطر.

ورُغم التحذيرات العلمية، بدأت مدغشقر في إنتاج كبسولات ومحلول يمكن حقنه أيضًا، وبدأت فعليًا بإجراء التجارب السريرية عليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان