إعلان

حرائق أمريكا: ماذا قال عنها ترامب وهل هو صحيح؟

10:25 ص الأربعاء 16 سبتمبر 2020

واشنطن- (بي بي سي):

يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحميل إدارة الغابات المسؤولية عن الحرائق المدمرة التي تجتاح أكثر من عشر ولايات أمريكية بدلاً من التغير المناخي باعتباره العامل الرئيسي وراء اندلاع هذه الحرائق.

عندما سُئل خلال زيارة لولاية كاليفورنيا عن دور تغير المناخ قال ترامب: "أعتقد أن هذا له علاقة أكثر بإدارة الغابة".

وأشار إلى دول أخرى بها غابات، قائلاً: "أذهب إلى النمسا وفنلندا والعديد من البلدان المختلفة التي لا توجد فيها حرائق".

إذاً، هل الإدارة السيئة للغابات هي المسؤولة عن هذه الحرائق المتفاقمة؟

من يدير الغابات؟

أولاً ، معظم الغابات في كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن ليست من مسؤولية سلطات الولاية في الواقع، نصيبهم من أراضي الغابات صغير.

في ولاية كاليفورنيا، تمتلك الحكومة الفيدرالية ما يقرب من 58% من أصل 33 مليون فدان من الغابات وفقاً لمكتب حاكم الولاية. وتمتلك الولاية نفسها 3% فقط، والباقي مملوك لأفراد أو شركات أو للسكان الأصليين.

والوضع مماثل لذلك في ولاية أوريغون، وتوجد نسب كبيرة من أراضي الغابات تحت إدارة الحكومة الفيدرالية بدلاً من الولاية، إضافة إلى الملكيات الخاصة.

وفي ولاية واشنطن تمتلك سلطات الولاية 12% فقط من أراضي الغابات و43% مملوكة للحكومة الفيدرالية و36% للقطاع الخاص.

الوكالات الفيدرالية مثل دائرة الغابات الأمريكية، ومكتب إدارة الأراضي، وخدمة الحدائق الوطنية هي المسؤولة عن صيانة الأراضي المملوكة للحكومة الفيدرالية، وفيما يتعلق بالغابات الخاصة فإن الأمر متروك للمالكين لإدارتها.

ولدى الوكالات الحكومية والفيدرالية برامج لتشجيع التعاون وتطبيق أفضل الأساليب عندما يتعلق الأمر بإدارة أراضي الغابات الخاصة والحفاظ عليها، بما في ذلك الحد من خطر حرائق الغابات.

واجهت موازنات الوكالات الفيدرالية المزيد من التخفيضات خلال سنوات حكم ترامب بينما زادت بعض الموازنات الخاصة التي تهدف الى الحد من مخاطر حرائق الغابات.

هل يمكن أن تكون هناك إدارة أفضل للغابات؟

قبل عامين، انتقد ترامب أيضاً إدارة الغابات في كاليفورنيا. وقارنها بما تقوم به فنلندا، وقال إنهم جرفوا الغابات وأزالوها لمنع الحرائق.

لا يمكن مقارنة فنلندا بشكل مباشر مع ولاية كاليفورنيا بسبب الاختلافات في المناخ وأنواع الغطاء النباتي واستخدام الأراضي. لكن الخبراء يعتقدون أن هناك مشكلات تتعلق بطريقة إدارة الغابات واستغلال الأراضي في كاليفورنيا وأماكن أخرى.

لطالما شكك سكوت ستيفنز -المسؤول الرائد في مجال حرائق الغابات في جامعة كاليفورنيا في أولويات إدارة الغابات لسنوات، وأشار إلى وجود الكثير من الأشجار الميتة التي تُركت واقفة في أجزاء من الولاية، بسبب الجفاف والأمراض رغم أنها تزيد من مخاطر نشوب حرائق مدمرة.

ويسلط البروفيسور ستيفان دوير، خبير حرائق الغابات في جامعة سوانزب البريطانية، الضوء على الممارسة الحديثة لإخماد للحرائق عبر السماح لبعض الحرائق المحدودة بالاشتعال وخلق فواصل في الغابة لمنع امتداد الحرائق.

"لعدة قرون كان السكان الأصليون يحرقون أجزاء من الغابة.. وهذا من شأنه أن يقلل من كثافة الغطاء النباتي القابل للاشتعال ويجعل الغابات أقل كثافة".

ويضيف دوير: "لكن أصبح التركيز على إخماد أي حرائق - وأدى ذلك الآن مع تغير المناخ، إلى إيجاد ما يشبه (علبة كبريت) من الغطاء النباتي".

وحاولت إدارة الغابات في الولايات المتحدة تصحيح هذا الأمر في السنوات الأخيرة من خلال إشعال الحرائق فيما يسمى بالحرائق "الخاضعة للرقابة" أو "الجراحية".

ومع ذلك، هناك تساؤلات حول ما إذا كان يتم تخصيص موارد كافية لذلك، أم فات الأوان لمنع الحرائق الكبرى.

وقال جون بيلي، خبير حرائق الغابات في جامعة ولاية أوريغون، لبي بي سي، إنه في الوقت الذي كانت تقوم الإدارة بإشعال الحرائق الجراحية في الولاية " لكن يبدو أنها غير كافية لمواكبة كميات الحطب والأعشاب التي تتراكم سنويا".

"وقد اعترف حاكم ولاية واشنطن، جاي إنسلي، بأن "هناك أماكن يكون من المنطقي فيها أن نضعف غاباتنا، ونقوم بفعل ذلك".

لكنه انتقد الرئيس ترامب لتسليطه الضوء على هذا العامل، وليس على تغير المناخ: "هذه حرائق بفعل التغير المناخي".

ما دور تغير المناخ في هذه الحرائق؟

يؤدي الجفاف وارتفاع الحرارة إلى جفاف الغطاء النباتي ويصبح أكثر قابلية للاشتعال. أضف إلى ذلك حقيقة أن مواسم الشتاء حيث تمطر أو تتساقط الثلوج باتت أقصر عامًا بعد عام.

ومن حيث الخسائر في الأرواح والأضرار التي لحقت بالممتلكات، تُظهر البيانات أن أسوأ الحرائق كانت كلها في السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك باستثناء حريق واحد في عام 1991 في مقاطعة ألاميدا.

وهذا العام، كانت هناك أيضًا رياح عاتية بشكل غير عادي مصحوبة بفترات جفاف عبر أجزاء من غرب الولايات المتحدة. وستة من أكبر الحرائق المسجلة في ولاية كاليفورنيا حدثت جميعها هذا العام.

ويقول البروفيسور دوير، إن مزيجًا من ظروف الجفاف الشديد وارتفاع درجات الحرارة والرياح الشديدة هو العامل الرئيسي في اندلاع الحرائق الأخيرة.

ويضيف أنه حتى في المناطق التي كانت هناك محاولات؛ لتقليل كثافة الغطاء النباتي القابل للاشتعال في الغابات، فليس من الواضح تأثير ذلك على الحرائق الحالية.

"خلاصة القول هي أن الظروف الجوية القاسية هي المحرك الرئيسي لهذه الحرائق الشديدة".

لماذا تعتبر هذه الحرائق الأسوأ؟

تتمثل إحدى القضايا الرئيسية التي لها علاقة بهذه الحرائق هو العدد المتزايد للأشخاص الذين ينتقلون من المناطق الحضرية للعيش بالقرب من الغابات.

وقدّرت دراسة أجريت عام 2018 لصالح الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، أن منزلاً واحداً من أصل كل ثلاثة منازل موجود الآن في مثل هذه المناطق وهذا الوضع يخلق هكذا نمو عدة مشاكل من بينها:

المزيد من مخاطر حوادث اندلاع حرائق الغابات بالقرب من الغابات أو مناطق أخرى فيها مواد قابلة للاشتعال.

تزايد احتمال تدمير الممتلكات في حال اندلاع حريق.

يصبح من الصعب السماح للحرائق التي يتم التحكم بها للحد من الغطاء النباتي.

وحذر تقرير في عام 2015 لوزارة الزراعة الأمريكية من أن التوسع في المناطق الحضرية بجوار الغابات "زاد من احتمال أن تهدد حرائق الغابات الممتلكات والبشر".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان