جيفري إبستين: اتهامات أمريكية رسمية لغيلين ماكسويل سيدة المجتمع البريطانية الشهيرة
واشنطن - (بي بي سي):
واجهت غيلين ماكسويل، سيدة المجتمع البريطانية والصديقة السابقة لجيفري إبستين المدان بالتحرش الجنسي بالأطفال، اتهامات في الولايات المتحدة بعدما أوقفها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي".
واتُهمت بمساعدة إبستين في استغلال فتيات قاصرات من خلال المساعدة في استدراج واستمالة ضحايا معروفين بكونهم تحت السن القانونية.
وأوقفت غيلين في ولاية نيوهامبشير الأمريكية. وقد تم تقديمها إلى المحكمة وحبستها احتياطياً لنقلها إلى نيويورك.
وأنكرت غيلين التي تبلغ 58 عاماً، سابقاً، أي ضلوع في سوء السلوك الجنسي المزعوم لإبستين أو أي معرفة به.
وتوّفي إبستين في السجن في العاشر من أغسطس الماضي بينما كان ينتظر، من دون أن يحظى بفرصة الإفراج مقابل كفالة، محاكمته بتهم الاتجار بالجنس.
وأوقف العام الماضي في نيويورك بعد ادعاءات بأنه كان يدير شبكة لفتيات تحت السن القانونية – بعضهن في الرابعة عشرة من العمر – من أجل الجنس.
واعتُبرت وفاته انتحارا .
وادعى ممثلو الادعاء أن غيلين ساعدت إبستين بين عامي 1994 و1997 على استمالة فتيات في سن الرابعة عشرة.
وتقول قائمة الاتهامات إنها كان تنسج علاقة معهن – بواسطة اصطحابهن إلى التسوق أو إلى السينما على سبيل المثال – وتقنعهن لاحقاً بقيامهن بتدليك إبستين حيث كان يتم خلال ذلك استغلالهن جنسياً.
ولعبت غيلين دورا أساسيا في مساعدة إبستين على التعرف إلى الضحايا القاصرات ومصادقتهن واستمالتهن من أجل الاستغلال الجنسي، وفقا لأودري شتراوس نائبة المدعي العام للمنطقة الجنوبية في نيويورك.
وفي حالة إدانة غيلين بارتكاب خمس من ست تهم وُجِّهت إليها، يمكن أن يحكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات، أما التهمة السادسة - وهي نقل قاصر بقصد المشاركة في فعل جنسي إجرامي - فيُعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات.
ما هي تفاصيل التهم؟
تعود أربع من أصل ست تهم إلى سنوات 1994-1997 حين كانت غيلين، بحسب لائحة الاتهامات، من بين المعاونين الأقرب لإبستين، وعلى "علاقة حميمة" معه.
أما التهمتان الأخريان فتتعلقان بادعاءات بالإدلاء بشهادة زور عام 2016.
وتقول لائحة الاتهامات إن غيلين "ساعدت وسهلت وساهمت في استغلال جيفري إبستين للفتيات القاصرات، عبر مساعدته في استدراج واستمالة وفي النهاية استغلال ضحايا معروفين لماكسويل وإبستين بكونهم دون الثامنة عشرة".
وتواجه غيلين على وجه التحديد بالتهم الآتية:
· التآمر لإغواء القاصرات على السفر للمشاركة في أفعال جنسية غير شرعي
· إغواء قاصر على السفر للمشاركة في أفعال جنسية غير شرعية
· التآمر لنقل قاصرات مع نية بالمشاركة في عملية جنسية جرمية
· القيام بنقل قاصر مع نية المشاركة في عملية جنسية غير شرعية.
واتهمت أيضاً باستمالة عدد من الفتيات القاصرات للمشاركة في أفعال جنسية مع إبستين. ويُزعم أن غيلين "حاولت مصادقتهن الضحايا عبر سؤالهن عن حياتهن وعائلاتهن، ثم نسجت هي وإبستين علاقات صداقة معهن عبر اصطحاب الضحايا القاصرات إلى السينما أو للتسوق."
وحسب الاتهامات فإنه "بعد بناء علاقة معهن، كانت غيلين تحاول أن تجعل استغلال ضحية تحت السن جنسيا أمرا طبيعيا من خلال: مناقشة مواضيع جنسية والتعري أمام الضحية والحضور أثناء تعرّي إحدى الضحايا القاصرات و/أو الحضور أثناء الأفعال الجنسية بين ضحية قاصرة وبين إبستين."
وقالت أودري في مؤتمر صحفي إن غيلين وإبستين عملا سويا على إغواء الضحايا القاصرات للسفر إلى أماكن إقامة إبستين – في مدينة نيويورك على الجانب الشرقي الأعلى وكذلك في بالم بيتش في ولاية فلوريدا وفي سانتا فيه في ولاية نيو مكسيكو.
وقالت مسؤولة الادعاء إن "بعض أفعال الاستغلال حصلت في مقر إقامة ماكسويل في لندن في إنجلترا".
أما التهم الموجهة إلى غيلين بالإدلاء بشهادة زور تعود الى شهادات أدلت بها في محكمة في نيويورك في 22 أبريل و22 يوليو عام 2016.
وتقول عريضة الاتهام إنها "كذبت بشكل متكرر حين سئلت عن سلوكها، بما في ذلك المتعلق ببعض الضحايا القاصرات".
وقالت شتراوس "ماكسويل كذبت لأن الحقيقة، كما يُزعم، كانت تقريبا لا توصف"، مضيفة "ماكسويل أغوت فتيات قاصرات وجعلتهن يثقن بها ثم أوصلتهن الى الفخ الذي نصبته لهن مع إبستين. هي زعمت أنها امرأة بإمكانهن الوثوق بها. طيلة ذلك الوقت كانت تعدهن للاستغلال الجنسي من قبل إبستين وفي بعض الحالات من قبل ماكسويل نفسها".
ما هي خلفية القضية؟
تعود الادعاءات ضد إبستين الى سنوات قبل قول والدي فتاة في الرابعة عشرة من العمر إنها تعرضت للاعتداء الجنسي عام 2005.
وبموجب اتفاق قانوني، أفلت من مواجهة اتهامات فيدرالية ومنذ عام 2008 وأدرج ضمن المستوى الثالث في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية في نيويورك.
ولكنه أوقف مجددا في نيويورك في السادس من يوليو 2019 واتهم بالتجارة في فتيات قاصرات بعرض الجنس على مدى سنوات عدة.
واتهمت بعض ضحاياه المفترضات غيلين بالإتيان بهن إلى دائرته من أجل استغلالهن جنسيا من قبله وأصدقائه.
أحدهن قالت لـ"بي بي سي بانوراما" إن ماكسويل "سيطرت على الفتيات. كانت بمثابة قوّادة".
وقد أنكرت غيلين ارتكاب أي خطأ.
وفي وقت سابق من هذا العام، رفعت دعوى على شركة إبستين تطلب فيها سداد الرسوم القانونية وتكاليف الأمن.
ووفقاً لوثائق المحكمة في تلك القضية، تلقت غيلين تهديدات منتظمة لحياتها وسلامتها. واتهمت فرجينيا جيوفري وهي ضحية مفترضة أخرى من ضحايا إبستين، غيلين باستدراجها كعاملة تدليك لإبستين عندما كانت في سن الخامسة عشر.
وظهرت تفاصيل الادعاء ضد غيلين في وثائق كشف عنها قاض أمريكي في أغسطس الماضي في قضية تشهير تعود لعام 2015 ولكنها ليست جزءاً من الاتهامات التي كشفت ضدها في تموز- يوليو 2020.
من هي غيلين ماكسويل؟
هي ابنة قطب الإعلام البريطاني الشهير الراحل روبرت ماكسويل. وهي سيدة مجتمع تمتلك علاقات كثيرة، يقال إنها عرّفت إبستين على العديد من أصدقائها الأثرياء والأقوياء، من بينهم بيل كلينتون ودوق يورك (الذي اتهم في أوراق محكمة عام 2015 بالتحرش بسيدة في منزل إبستين في الولايات المتحدة، برغم ان المحكمة استبعدت في ما بعد الادعاءات ضده).
وقال قصر باكنغهام إن أي إشارة إلى سوء السلوك مع قاصرات من قبل الدوق "خاطئة بشكل قاطع".
وكانت غيلين معظم الأوقات بعيدة عن الأضواء منذ عام 2016.
وقال المدعي العام الأمريكي الشهر الماضي إن الأمير أندرو سعى إلى تصوير نفسه، على نحو مزيف، بكونه حريصا على التعاون في التحقيق في قضية إبستين.
وقال المدعي الأمريكي المكلف بالملف جيوفري بيرمان إن الأمير أندرو رفض بشكل متكرر طلبنا الاعداد لمقابلته.
ورفض محامو الدوق سابقا ادعاءات تفيد بأنه لم يتعاون مع التحقيق، قائلين إنه عرض المساعدة ثلاث مرات.
وتنحى الأمير أندرو عن مهامه الملكية السنة الماضية.
وردا على سؤال عن الأمير يوم الخميس، قالت نائبة المدعي العام للمنطقة الجنوبية في نيويورك "لن أعلق على وضع أي شخص في هذا التحقيق ولكن سأقول أننا نرحب بأن يتحدث معنا الأمير أندرو، ونود الاستفادة من أقواله".
وقال مصدر مقرب من محامي الأمير أندرو لـ"بي بي سي نيوز": "فريق الدوق حائر بسبب تعليقات وزارة العدل في وقت سابق اليوم، حيث تواصلنا معهم مرتين في الشهر الماضي ولم نتلق أي رد".
فيديو قد يعجبك: