باحثون بريطانيون يكشفون عن عقار يخفض خطر الوفاة لحالات كورونا الحرجة

لندن - أ ش أ

في ما وُصف بأنه أكبر اختراق حتى الآن في ما يخص علاج فيروس كورونا، كشف فريق من الباحثين بجامعة (أكسفورد) البريطانية عن فعالية مركب "ديكساميثازون" المستخدم لعلاج الالتهابات والأعراض الناجمة عن الحساسية، في تقليل خطر الوفاة لنحو ثلث المصابين بفيروس كورونا من ذوي الحالات الحرجة، وفقا لما أفادت به وسائل الإعلام البريطانية، اليوم الثلاثاء.

وأظهرت نتائج الاختبارات المكثفة على فعالية العقار -وهو أحد أدوية الكورتيكوستيرويد المشابهة للكورتيزون- أنه يقلل احتمالات الوفاة لنحو ثلث المصابين بكورونا من الخاضعين لجهاز التنفس الصناعي، كما أظهرت إمكانية أن مساهمته في تقليل فرص حاجة جميع المصابين بالفيروس للأكسجين بنسبة 20 بالمئة خلال فترة إصابتهم، حسب ما نقلت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية عبر موقعه الإلكتروني.

ووفقا للصحيفة، بيّنت نتائج تجارب الاستشفاء، التي شملت أكثر من 6 آلاف مصاب بالفيروس التاجي، أن الستيرويد بإمكانه منع وفاة حالة من بين كل 3 حالات من الخاضعة لجهاز التنفس الصناعي، وواحد من بين كل 25 مريض ممن يحصلون على دعم الأكسجين عبر الأقنعة العادية، لكن العقار -الذي يُباع في المملكة المتحدة بسعر 5 جنيهات استرليني ويُعطى من خلال أقراص أو بطريق الحقن- لم يثبت فعالية في علاج المرضى الذين لا يحتاجون لدعم الأكسجين أو أجهزة التنفس الصناعي.

ويُستخدم العقار الشائع في علاج العديد من الأمراض، من بينها التهابات القولون والمفاصل والتهابات مجاري التنفس وبعض أنواع السرطان.

ويمنع العقار منخفض التكلفة والمكتشف منذ خمسينيات القرن الماضي، إفراز المواد الجسمية التي تسبب الالتهاب، وهو أحد التعقيدات المساهمة في صعوبة التنفس لمرضى كورونا، ففي الحالات شديدة الإصابة، تصبح الرئتان ملتهبتين بشدة، مما يصعب استقبالها للأكسجين والحفاظ على استمرار عمل الأعضاء الحيوية في الجسم.

ووصف العلماء الاكتشاف بأنه أكبر اختراق حتى الآن في مجال علاج مرضى فيروس كورونا، بعدما أصبح أول مركب تثبت فعاليته بنسبة كبيرة في علاج الفيروس التاجي المستعصي على العلاج.

وقالت (ديلي ميل) إنه من المتوقع أن توافق هيئة الصحة الوطنية البريطانية على الفور على إعطاء العقار لـ400 مريض في حالة حرجة في مختلف مستشفيات المملكة المتحدة، ليكون ثاني عقار لمعالجة الفيروس في ترسانة الأطباء البريطانيين بعد عقار (رمديسيفر) الذي ابتُكر لعلاج فيروس (إيبولا).

وقال قائد الفريق البحثي مارتن لاندراي إن (ديكساميثازون) قد ينقذ ما يصل لـ5 آلاف مريض من بين المرضى الحاليين في بريطانيا، مضيفا: "إذا كنت ستحتاج لتصميم عقار يعالج فيروس كورونا، فهذه بالضبط ستكون الطريقة التي تأمل أن يعمل بها".