الجزائر على خط الأزمة الليبية.. بوساطة: نعرف الحل من منطلق تجربتنا
وكالات:
دخلت الجزائر على خط الأزمة الليبية، وعرضت مساعدتها على طرفي النزاع الليبي من أجل إيجاد حل للأزمة ووقف إطلاق النار.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن "كل الأطراف في ليبيا لا تعترض على الوساطة التي تقترحها الجزائر لإيجاد حل للأزمة يحقن دماء الليبيين"، مُبديًا استياءه من "تدفق الأسلحة إلى ليبيا، بعد فترة قصيرة من مؤتمر برلين"، الذي بحث في يناير الماضي، إحلال السلام في هذا البلد.
وأكد تبون خلال لقاء مع صحفيين بثه التلفزيون الحكومي ليلة الخميس، أن الجزائر "ليست لها أطماع توسعية ولا اقتصادية في ليبيا، وهمها الوحيد هو وقف اقتتال الأفرقاء فيما بينهم، لأننا كجزائريين عشنا محنة شبيهة، ونعرف ماذا يعني سقوط أرواح"، وذلك في إشارة إلى فترة الصراع مع الإرهاب في تسعينات القرن الماضي.
وأشار إلى أن دور الوسيط الذي تقترحه الجزائر لا يعترض عليه رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، ولا قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ولا القبائل الليبية"، حسبما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".
وأوضح تبون أن "حسم الأزمة في ليبيا لا يمكن أن يكون عسكريًا، والجزائر التي تقف على نفس المسافة من جميع الأطراف، مستعدة للمساعدة في إنهاء الأزمة، ومرافقة الليبيين في تنظيم شؤونهم الداخلية، في أثناء بناء المؤسسات وتنظيم الانتخابات".
وأضاف: "البلد يشهد مداً وجزراً بين هذا وذلك، والمبدأ الأساسي الذي عبّرنا عنه بوضوح هو أنّ الحسم لن يكون عسكرياً، وكل الدول، بما فيها العظمى، تقف مع خطة الجزائر ومقاربتها"، دون أن يوضّح خطة الجزائر بخصوص وقف المواجهة العسكرية.
وعن الجهود الجزائرية لحل الأزمة الليبية، قال تبون: "حاولنا بكل مجهوداتنا حل الأزمة سلميًا عن طريق الاتصالات، التي أجرتها دبلوماسيتنا مع مختلف الأطراف الليبية (...) فالدماء التي تسيل هي دماء ليبية، وليس دماء الأطراف التي تحرك الحرب بالوكالة في ليبيا. والجزائر تتألم لما آل إليه الوضع في هذا البلد، لأنها عاشت مثل هذه المصائب، وتعرف كيف تحلّها من منطلق تجربتها".
وفي هذا السياق، شدد الرئيس الجزائري على أن "العودة إلى الحوار لا بد منها، مهما بلغ عدد الضحايا، ولتكن البداية بالمفاوضات"، مشيراً إلى أن "الدول العظمى تدرك أنّ الجزائر هي البلد القادر على صنع السلام في ليبيا".
كما أعرب عن استعداد بلاده التعاون مع مصر وتونس لإيجاد حل للأزمة الليبية. ولفت إلى إمكانية تكرار ما تم التوصل إليه بمالي في ليبيا، في إشارة إلى "اتفاق السلام" في مالي بين السلطة المركزية وجماعات المعارضة الطرقية شمال البلاد عام 2015 برعاية جزائرية. لكن بسبب انعدام الثقة بين طرفي الصراع تعثر تنفيذه.
على صعيد متصل، استقبل تبون أمس السبت رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، الذي وصل إلى العاصمة الجزائرية في زيارة رسمية بناءً على دعوة من الرئيس الجزائري.
وقال المتحدث باسم مجلس النواب الليبي عبد الله بليحق، إن رئيس ديوان رئيس المجلس عبدالله المصري، يرافق عقيلة صالح في هذه الزيارة، التي تأتي بعد نحو أسبوع من طرح مبادرة إعلان القاهرة، الخاصة بحل الأزمة الليبية.
يأتي هذا في وقت لم تتوصل الدعوات الدولية والأممية إلى وقف للنار في ليبيا، لاسيما مع استمرار تركيا في دعم حكومة الوفاق عسكريا، وإرسال المرتزقة السوريين للقتال ضد الجيش الليبي، في انتهاك لاتفاق برلين القاضي بوقف التدخلات الخارجية وحظر توريد السلاح.
فيديو قد يعجبك: