خلال 3 عقود.. كيف تعامل 5 رؤساء لأمريكا مع حوادث مشابهة لواقعة فلويد؟
كتب - محمد عطايا:
لم تكن قضية مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد، على يد شرطي أبيض، هي الحادثة الفريدة من نوعها، فعلى مدار قرابة 3 عقود، واجه 5 رؤساء للولايات المتحدة حقيقة قاتمة راسخة في التاريخ الأمريكي، وهي قتل أو إصابة رجل ذو بشرة سوداء على يد شرطي أبيض.
وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، لم يستجب الرؤساء الأربعة بنفس الطريقة، إلا أن جميعهم لم يتخذوا نفس النهج الذي سلكه الرئيس الحالي دونالد ترامب، بإصدار تهديدات وإنذارات للمحتجين، على مقتل شاب أسود.
لجأ ترامب وفقًا للصحيفة الأمريكية، إلى إطلاق التهديدات بعد إندلاع احتجاجات على مقتل فلويد، قائلًا "عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار"، في تغريدة حجبها موقع "تويتر" في وقت لاحق، وكان يشير حينها إلى أن استمرار الاحتجاجات وأعمال الشغب سترد عليها الشرطة بإطلاق النار.
الطريقة التي استجاب بها الرئيس الأمريكي الحالي كانت مختلفة بشكل كبير عن سالفيه، الذين كان لكل منهم طريقته الخاصة في التعامل مع الأزمة.
جورج بوش
خلال فترة إدارة بوش الأب، في عام 1991، تسبب مقطع فيديو لضباط شرطة في لوس أنجلوس يركلون ويضربون المواطن الأمريكي من أصول إفريقية، رودني كينج، بالهراوات بشكل وحشي، واحتلت تلك الحادثة الصفحة الأولى في الجرائد الأمريكية.
وضرب الضباط رودني كينج أكثر من 50 مرة، ما أدى إلى كسر جمجمته وتسبب في تلف دائم في الدماغ.
وصف بوش الأب حينها تصرفات الضباط بأنها "مريرة" قائلًا:"تلك المشاهد الرهيبة تدفعنا جميعاً إلى المطالبة بإنهاء العنف والوحشية غير المبررين. لا يمكن للمسؤولين عن تطبيق القانون وضع أنفسهم فوق القانون الذي أقسموا الدفاع عنه.
كان من الصعب رؤية الضرب الذي تعرض له كينج.
وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه تم اتهام أربعة ضباط بالاعتداء، وفي أبريل 1992، برأت هيئة محلفين جميعهم.
وقد أثار حكم المحكمة أيام من أعمال الشغب في لوس أنجلوس، ما استدعى بوش إلى الرد بنوع من الحدة: "ما رأيناه الليلة الماضية والليلة السابقة في لوس أنجلوس لا يتعلق بالحقوق المدنية. لا يتعلق الأمر بالقضية الكبرى للمساواة التي يجب أن يدعمها جميع الأمريكيين. إنها ليست رسالة احتجاج. لقد كانت وحشية الغوغاء".
وقال بوش إن "التدمير الوحشي للأرواح والممتلكات ليس تعبيراً مشروعاً عن الغضب بالظلم. إنه بحد ذاته ظلم. ولا عقلانية، مهما كانت صادقة، مهما كانت بليغة، يمكن أن تجعل الأمر خلاف ذلك".
بيل كلينتون
وقعت في عهده سلسلة متعددة من الاعتداءات الوحشية للشرطة الأمريكية ضد ذوي البشرة السوداء.
وقالت "نيويورك تايمز"، إن أكثر الحالات "وحشية"، هو ما حدث لأمادو ديالو، 23 سنة من غينيا، الذي أطلق عليه أربعة ضباط شرطة في مدينة نيويورك النار في فبراير 1999، وأردوه بأكثر من 41 طلقة، أصابت ديالو 19 مرة.
التزم كلينتون الصمت بشكل كبير خلال أيام عدة، وبعد شهر من إطلاق النار على ديالو، قال إنه "انزعج بشدة من المزاعم الأخيرة حول سوء سلوك الشرطة الخطير واستمرار التقارير عن التنميط العنصري الذي زعزع ثقة بعض المجتمعات بالشرطة الموجودين لحمايتهم"، ولكنه لم يذكر ديالو على وجه التحديد في خطابه، وفقًا لـ"نيويورك تايمز".
وبعد صدور حكم على الضباط الأربعة بالبراءة، قال السيد كلينتون: "أعلم أن معظم الناس في أمريكا من جميع الأعراق يعتقدون أنه لو كان شابًا أبيض في حي أبيض بالكامل، لما حدثت كل تلك الضجة على وفاة ديالو، وحكم البراءة للشرطيين الأربعة".
جورج دبليو بوش الابن
كان رد فعل بوش الابن غامضًا بشكل كبير خاصة بعدما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" إنها لم تعثر على أي تصريحات علنية من الرئيس الأسبق، على قضيتين رئيسيتين حدثت خلال فترة ولايته، وهما إطلاق النار على جسر "دانزيجر"، في عام 2005، حيث قتل ضباط شرطة في نيو أورليانز، شخصين غير مسلحين وجرح أربعة آخرين، وحادثة قتل شون بيل في مدينة نيويورك، في حي كوينز في 25 نوفمبر 2006.
باراك أوباما
في عام 2014، تم تسجيل مقطع فيديو لضابط شرطة في مدينة نيويورك يسيطر على المواطن ذو الأصول الإفريقية "إيريك جارنر"، بطريقة منعت عن الأخير الهواء.
وناشد جارنر الشرطي الأمريكي أكثر من مرة بأنه "لا يسطتيع التنفس"، وأصبح شعارًا للمتظاهرين.
وقال أوباما في خطاب بعد أن رفضت هيئة محلفين كبرى في جزيرة ستاتن توجيه اتهام إلى الضابط المتسبب في مقتل جارنر: "في الوقت الحالي، للأسف، نرى حالات كثيرة جدًا حيث لا يثق الناس في أنه يتم معاملتهم بإنصاف. وفي بعض الحالات، قد تكون تلك تصورات خاطئة. ولكن في بعض الحالات، هذه حقيقة. ومن واجبنا جميعاً، كأمريكيين، بغض النظر عن العرق أو المنطقة أو الإيمان، أن ندرك أن هذه مشكلة أمريكية وليست مجرد مشكلة سوداء أو مشكلة بنية أو مشكلة أمريكية أصلية".
وأضاف "هذه مشكلة أمريكية. عندما لا يعامل أي شخص في هذا البلد على قدم المساواة بموجب القانون، فهذه مشكلة".
بعد أقل من شهر من وفاة جارنر، أطلق ضابط في فيرجسون، النار على مايكل براون، وهو أسود غير مسلح يبلغ من العمر 18 عامًا وقتله، ما أدى إلى اندلاع أسابيع من الاحتجاجات.
وعندما رفضت هيئة محلفين كبرى توجيه تهم ضد الضابط في تلك القضية، قال أوباما: "نحتاج أن ندرك أن هذه ليست مجرد مشكلة بالنسبة لفيرجسون. هذه قضية لأمريكا. لقد حققنا تقدماً هائلاً في العلاقات العرقية على مدى العقود العديدة الماضية. لقد شاهدت ذلك في حياتي الخاصة. وأعتقد أن إنكار هذا التقدم هو إنكار قدرة أمريكا على التغيير".
وتابع "ولكن ما هو صحيح أيضًا هو أنه لا تزال هناك مشكلات، وأن مجتمعات الألوان لا تخلق هذه المشكلات فقط".
دونالد ترمب
برغم تكرار حوادث قتل المدنيين العزل على يد رجال الشرطة في عهد ترامب، إلا أنه نادرًا ما تحدث عن الأمر، إلا أن واقعة فلويد غيرت ذلك ربما، وقال: "بناء على طلبي، فإن مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل يجرون بالفعل تحقيقا في الوفاة الحزينة والمأساوية في مينيسوتا لجورج فلويد".
وفي مؤتمر صحفي يوم الخميس مع النائب العام وليام بار قال ترامب: "أشعر بسوء شديد. هذا مشهد صادم للغاية. لقد تحدثت أنا وبيل عن ذلك من قبل - إنه أحد أسباب وجود بيل هنا الآن، وقد طلبت من النائب العام ومكتب التحقيقات الفدرالي والمدعي العام اتخاذ إجراء قوي جدًا".
فيديو قد يعجبك: