إعلان

جونسون يتحدث لأول مرة عن معاناته مع كورونا: كنت أكافح لالتقاط أنفاسي

08:14 م الأحد 03 مايو 2020

بوريس جونسون

كتب - محمد عطايا:
"لقد كانت لحظات مخيفة، استمرت مؤشراتي الصحية في التدني، حتى نقلت إلى العناية المركزة، وأصبحت أكافح حتى التقط أنفاسي، ما جعلني في النهاية اتلقى إمدادت أكسجين، وازدادت الأوضاع سوءًا حتى أصبح الأطباء جاهزين لإعلان وفاتي"، هكذا وصف بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، تدهور حالته الصحية عندما كان مصابًا بكورونا.
قال جونسون، لصحيفة "ذا صن" البريطانية، في أول حوار له بعد شفاءه من مرض "كوفيد-19"، "أنا رجل محظوظ للغاية".
تدهورت الحالة الصحية لرئيس الوزراء البريطاني، بعد أيام من إصابته بفيروس كورونا المستجد، أواخر مارس الماضي، ما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية.
ومع استمرار تأخر حالته الصحية، نقله الأطباء إلى الرعاية الصحية، حيث وضع على جهاز تنفس صناعي.
يتذكر جونسون، في حواره مع الصحيفة البريطانية، أنه مر بحالة إنكار بشأن حالته الصحية لأكثر من أسبوع بعد أن كانت نتيجة اختباره إيجابية لفيروس التاجي، ولم يشعر حتى بالقلق حينما طلب منه الأطباء نقله للمستشفى.
وأضاف "المؤشرات الدموية استمرت في الاتجاه الخاطئ"، وأدرك حينها أن وضعه صعب، وأنه لا يوجد علاج للداء الجديد.
وتابع "أدركت أن الأمر أصبح جادًا جدًا وأتذكرت أنني أخبرت نفسي مرارًا كيف سأخرج من هذا؟".
يقول جونسون "احتجت لترات ولترات من الأكسجين قبل أن يتم نقلي إلى العناية المركزة".
 واجه الأطباء قرار "50-50 بشأن وضع رئيس الوزراء البريطاني على جهاز التنفس الصناعي".
ووفقًا لـ"ذا صن"، وضع أطباءه خططًا حول كيفية الإعلان عن وفاته.
يتذكر جونسون "حتى الآن، لا استطيع فهم كيف استطاع أبطال الرعاية الصحية المذهلين إنقاذي".
أصبح رئيس الوزراء الآن في وضع صحي جيد، ويباشر عمله من "10 دونينج ستريت"، مقر رئاسة الوزراء، وذلك بعد أسبوعين عانى خلالهما بشكل كبير جراء إصابته بالفيروس التاجي.
يؤكد جونسون أن الأطباء كان لديهم كل أنواع الخطط لما يجب فعله إذا سارت الأمور بشكل سيء.
وأضاف "لم أكن في حالة رائعة للغاية لأن مستويات الأكسجين في دمي استمرت في الانخفاض، ولكن بفضل العناية الطبية التي تلقتها تحسنت بشكل كبير".
يتلعثم جونسون بينما يتذكر الأوقات الصعبة التي مر بها في المستشفى والعناية المركزة "لا أستطيع أن أشرح كيف حدث ذلك. لا أدري، لا أعرف... كان من الرائع رؤية...".
وتابع "أشعر بالعاطفة حيال ذلك... لكنه كان شيئًا غير عادي".
عزل جونسون نفسه في بداية مرضه بمنزل عاش به بمفرده، وافترق عن خطيبته الحامل كاري سيموندز، ولكنه استمر في عمله.
وذكر رئيس الوزراء قائلاً: "كنت في حالة إنكار لأنني كنت أعمل واستمررت في عقد اجتماعات عبر رابط الفيديو، ولكني كنت أشعر بشعور شديد حقًا، لأكون صادقًا تمامًا معك. كنت أشعر بالضياع الشديد".
وتابع "لن يفتهم أحد الأمر سوى من مر به، فلقد كنت أكافح من أجل التنفس ولكني لم أكن في حالة جيدة ولم اتحسن".
وأضاف "مع تدهور حالتي الصحية أخبرني الأطباء بأهمية الذهاب إلى مستشفى سانت توماس، إلا أنني أخبرتهم أنني لا أريد الذهاب إلى هناك حقًا، ولكنهم في الواقع كانوا على حق في إجباري للذهاب إلى المستشفى".
بعد تقييم سريع لجونسون في المستشفى، تم إمداده بالأكسجين ومزود بأنبوب تحت أنفه، ولكن سرعان ما أصبح واضحًا أنه بحاجة إلى المزيد، لذا تم إعطاؤه قناع وجه كبير.
أخذت الأحداث منعطفاً نحو الأسوأ وأصبح جونسون "خائفًا قليلًا" عندما تم نقله إلى العناية المركزة في اليوم التالي.
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني "كانت هناك مرحلة واحدة كانوا يعطونني فيها الكثير من الأكسجين، وكان يتم إمدادي بأكثر من لتر من الأكسجين لفترة طويلة".
وتابع "لقد كنت واعيًا تمامًا بما يجري عندما نقلوني إلى العناية المركزة، وجاءت اللحظة السيئة عندما كانوا ينظرون في وضع أنبوب داخل القصبة الهوائية".
ويعترف جونسون بأنه مع تدهور حالته الصحية كان يؤهل نفسه -لأول مرة- أنه من المحتمل أن يتوفى".
عانى جونسون عدة مرات من قبل، وعادة ما كان يعاني من إصابات في لعبة الركبي، ولكن لم يمر بما شهده مع الفيروس التاجي.
وقال "لقد كُسرت أنفي، وكُسرإصبعي، وكُسر معصمي، وكُسر ضلعي. لقد كسرت كل شيء تقريبا. لقد كسرت كل أنواع الأشياء، عدة مرات في بعض الحالات، ولكن لم يكن لدي أي شيء جدي مثل هذا".
وأضاف "كل ما أتذكره هو الشعور بالإحباط. ولم أستطع أن أرى لماذا لم أكن أتحسن. لقد كنت محبطًا بشكل لا يصدق لأن المؤشرات الدموية استمرت في الاتجاه الخاطئ وفكرت أنه لا يوجد دواء لهذا الشيء ولا يوجد علاج".
أدرك جونسون العواقب المحتملة إذا ما ذهب في غيبوبة وربطه بجهاز التنفس الصناعي. ومع ذلك، رفض التسليم واستمر في المقاومة.
وأصر جونسون "سيكون من الخطأ القول في أي مرحلة فكرت إنني شعرت بأن تلك هي النهاية".
وتابع "كنت محبطًا للغاية، وأتذكر أنني رأيت الكثير من الضحايا الآخرين، سواء كانوا يدخلون ويخرجون من العناية المركزة. وبعد ثلاث ليال، بفضل العمل المعجزة الذي قام به الفريق الطبي، تم إعادتي إلى الجناح العام دون الحاجة إلى التهوية. وشعرت حينها أنني محظوظ لأن الكثير من الناس عانوا أكثر بكثير مما عانيت".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان