إعلان

بعد عودة تفشيه في الصين.. هل يتحور فيروس كورونا المُستجد؟

02:17 م الأربعاء 20 مايو 2020

أرشيفية

بكين- (د ب أ):
يرى أطباء صينيون أن فيروس كورونا يظهر بشكل مختلف بين المرضى في مجموعة جديدة من الحالات في المنطقة الشمالية الشرقية، مقارنة بالتفشي الأصلي في مدينة ووهان، مما يشير إلى أن المرض ربما يتغير بطرق غير معروفة ويعقد جهود القضاء عليه، حسب وكالة "بلومبرج" للأنباء.
ويبدو أن المرضى، الذين تم العثور عليهم في إقليمي "جيلين" و"هيلونجيانج" يحملون الفيروس لفترة أطول ويستغرقون وقتا أطول في إظهار الاختبارات أنهم غير مصابين بالفيروس، طبقا لما قاله تشيو هايبو، أحد كبار أطباء الرعاية الحرجة للتلفزيون الرسمي أمس الثلاثاء.
كما أن المرضى بالمنطقة الشمالية الشرقية يستغرقون ، فيما يبدو ،وقتا أطول من فترة أسبوع إلى أسبوعين ، التي تم تحديدها في مدينة ووهان لظهور الأعراض بعد الإصابة.
وقال تشيو، الذي كان قد تم إرساله في وقت سابق إلى مدينة وهان للمساعدة في مواجهة التفشي الأصلي "أدت الفترة الطويلة، التي لا تظهر خلالها أية أعراض على المرضى إلى حالات إصابة جماعية بين صفوف الأسر ".
وهذه البداية المتأخرة تجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للسلطات لرصد الحالات قبل أن تنتشر، طبقا لما ذكره تشيو.
وتم رصد حوالي 46 حالة في الأسبوعين الماضيين، في ثلاث مدن ، وهي شيلان وجيلين سيتي وشينجيانج . وأدت هذه العودة لظهور العدوى إلى فرض إجراءات إغلاق في منطقة يبلغ تعداد سكانها مئة مليون نسمة.
ومازال العلماء عاجزين عن فهم ما إذا كان الفيروس يتغير بطرق خطيرة، والاختلافات التي يراها الأطباء ربما تنجم عن حقيقة أنهم قادرون على ملاحظة المرضى بشكل أشمل وفي مرحلة مبكرة عما كانوا عليه في مدينة ووهان.
وعندما بدأ التفشي أولا في المدينة الواقعة وسط الصين، كان نظام الرعاية الصحية المحلي مكدسا للغاية، إلى حد أنه كان يتم فقط علاج الحالات الأكثر خطورة.
وهذه الإصابات الجماعية بشمال شرق البلاد، أقل بكثير عن التفشي في إقليم هوبي، الذي أصاب أكثر من 68 ألف شخص.
تملك الصين واحدا من أشمل أنظمة الكشف عن الفيروس والاختبارات عالميا، ومازالت تكافح لاحتواء الإصابات الجماعية الجديدة.
ويحاول الباحثون في مختلف أنحاء العالم التأكد مما إذا كان الفيروس يتحور بطريقة خطيرة، ليصبح معديا أكثر، فيما يتسلل وسط البشر، لكن بعض الأبحاث المبكرة تشير إلى أن هذا الاحتمال يتعرض لانتقادات لكونه مبالغا فيه.
وقال كيجي فوكودا، المدير والبروفيسور الالكلينيكي بجامعة الصحة العامة في هونج كونج "من الناحية النظرية، يمكن أن تؤدي بعض التغييرات في التركيب الجيني إلى تغييرات في تركيب الفيروس أو طريقة سلوكه".
وأضاف: "غير أن الكثير من التحورات لا تؤدي إلى أي تغييرات ملحوظة على الإطلاق".
وأوضح قائلا "الملاحظات في الصين لا ترتبط على الأرجح بالتحور، وهناك حاجة لدليل واضح قبل الاستنتاج بأن الفيروس يتحور".
وقال تشيو إن الأطباء لاحظوا أيضا أن المرضى في المجموعة المصابة بالمنطقة الشمالية الشرقية، يبدو أنهم عانوا من أضرار شديدة في الرئة، بينما المرضى في مدينة ووهان عانوا من أضرار في عدة أعضاء، في القلب والكلى والأمعاء.
وأضاف تشيو أن المسؤولين يعتقدون الآن أن المجموعة المصابة الجديدة ناجمة عن مخالطة أشخاص مصابين وصلوا من روسيا، التي شهدت واحدا من أسوأ تفش في أوروبا. وأظهر التسلسل الجيني تطابقا بين الحالات في المنطقة الشمالية الشرقية وحالات لها صلة بروسيا.
ومن بين المجموعة المصابة في المنطقة الشمالية الشرقية ، 10 بالمئة فقط أصبحت حالتهم حرجة و26 يتلقون العلاج في المستشفيات.
وتسعى الصين بكل قوة لمكافحة حالات الاصابة الجماعية الجديدة ، قبل تجمعها السياسي السنوي في بكين، والمقرر أن يبدأ هذا الأسبوع. وفيما يتوجه آلاف المندوبين إلى العاصمة للمصادقة على جدول أعمال الحكومة، تسعى القيادة المركزية في الصين جاهدة إلى إبراز استقرار الوضع الصحي والسيطرة عليه .
وأصدرت الأقاليم الشمالية الشرقية أوامر لعودة إجراءات الإغلاق، وهي وقف خدمات القطارات وإغلاق المدارس وإغلاق المجمعات السكنية، مما أثار فزع السكان، الذين كانوا يعتقدون أن الأسوأ قد ولى.
وقال وو آنهوا، أحد المختصين في الأمراض المعدية للتلفزيون الرسمي أمس الثلاثاء: "لا يتعين أن يفترض الناس أن الذروة قد مرت أو يتهاونوا. من المحتمل أن يستمر الوباء لفترة طويلة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان