إعلان

احتجاجات وحرق مصارف.. ماذا يحدث في لبنان؟

07:41 م الثلاثاء 28 أبريل 2020

الاحتجاجات في لبنان

كتب - محمد صفوت:

عادت الاحتجاجات اللبنانية، بعد فترة هدوء نسبي، إثر تفشي وباء كورونا المستجد في البلاد، وقطع المحتجون عددًا من الطرقات الرئيسية، وأحرقوا واجهات عدة مصارف في طرابلس.

وشهدت شوارع وساحات طرابلس، حالات كر وفر، بين المحتجين من ناحية، وقوات الجيش اللبناني من ناحية أخرى، التي فرضت سيطرتها على المدينة، بعد مواجهات استمرت لأكثر من 5 ساعات.

وتقدمت قوات الجيش، تحت غطاء من الإطلاق المكثف من القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وذلك بعدما حاول المحتجون، محاصرة القوات وتطويقها في بعض الأحياء الصغيرة ورشقها من نقاط مختلفة بالحجارة والألعاب النارية.

وبدأت الاحتجاجات مساء أمس الاثنين، في مدينة طرابلس، وسرعان ما تحولت إلى أعمال شغب، أحرق خلالها المتظاهرون مصارف، وآليتين عسكريتين للجيش اللبناني، بالقنابل الحارقة "مولوتوف".

وخلال الاشتباكات بين الجيش والمتظاهرين، قُتل شاب، متأثرًا بجراحة، فيما أصيب 2 آخرين، فضلاً عن إصابة 54 عسكريًّا، بينهم 40 في أحداث طرابلس، بحسب بيان للجيش اللبناني، اليوم.

وقال الجيش في بيان إنه "أثناء احتجاج في ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس أقدم عدد من المندسين على القيام بأعمال شغب والتعرض للممتلكات العامة والخاصة، وإحراق عدد من الفروع المصرفية والتعرض لوحدات الجيش المنتشرة، بحيث استهدفت آلية عسكرية بـ"مولوتوف" كما استهدفت دورية أخرى برمانة يدوية تسببت بإصابة عسكريين بجروح طفيفة".

وجددت قيادة الجيش تأكيدها على احترام حق المواطنين بالتعبير عن الرأي، محذرة من محاولات البعض استغلال التحركات للقيام بأعمال تمس بالأمن والاستقرار.

ونفذ الجيش اللبناني، في الساعات الأولى من صباح اليوم، مداهمات عدة في طرابلس بحثًا عن أشخاص شاركوا بإحراق آلية تابعة له أمس، وأوقف 9 أشخاص، و4 آخرين في مناطق أخرى.

من جانبها، أوقفت المديرية العامة لأمن الدولة، اللبناني (خ.ب) بعد نشره رسالة صوتية عبر تطبيق "واتس اب" يحرض فيها على استخدام السلاح ضد الجيش وقوى الأمن الداخلي، بالإضافة إلى تحريض طائفي.

ودفع الجيش بتعزيزات كبيرة، التي انتشرت في كافة أنحاء طرابلس، ما أدى إلى انحسار المواجهات وعمليات الكر والفر، التي كان ينظمها المحتجون.

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، فإن اشتباكات جديدة أندلعت بين قوات الجيش، ومحتجون خلال تشيع جثمان محتج توفي في وقت سابق اليوم متأثرًا بإصابته خلال اشتباكات أمس.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، خلال جلسة لمجلس الوزراء اليوم، عن تفهمه "صرخة" الناس ضد السياسات التي أوصلت البلاد إلى هذه الحالة مناشدًا اللبنانيين أن يقطعوا الطريق على أي محاولة "لخطف ثورتهم".

من جهته، أكد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، أن أحداث العنف التي تشهدها مدينة طرابلس شمالي لبنان، والتي تنطوي على مواجهات بين المتظاهرين غير السلميين مع الجيش، تمثل إشارة تحذير للقادة السياسيين في لبنان، بضرورة التوقف عن تصفية الحسابات في ما بينهم والعمل على دعم الفقراء والمحتاجين.

وشهد لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي، احتجاجات عارمة، خفت مع أزمة وباء كورونا، وخلال الثلاثة أيام الماضية، بدأت الاحتجاجات في استعادة زخمها مرة أخرى، حيث عاد المحتجون إلى الشوارع تحت شعار "مظاهرات الجوع" على وقع التدهور الاقتصادي المتسارع والارتفاع الكبير في الأسعار وتراجع القدرة الشرائية لرواتبهم والارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار مقابل الليرة والذي أدى إلى موجة غلاء واسعة وضغوط معيشية هائلة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان