كورونا في الجزائر.. أعلى نسبة وفيات عربيًا والحكومة تدافع عن نفسها
كتبت- إيمان محمود وهدى الشيمي:
في ظل اجتياح فيروس كورونا المُسبب لمرض "كوفيد-19" المنطقة العربية، كانت الجزائر على رأس قائمة الوفيات الناتجة عن الفيروس المتحور، بعد أن سجّلت 235 وفاة منذ ظهور المرض في 12 مارس الماضي، بالإضافة إلى 1666 إصابة.
وحسب بيان وزارة الصحة، الخميس، فإن الجزائر سجلت خلال الـ24 ساعة الأخيرة ارتفاعا في عدد الوفيات بـ 30 حالة.
وأوضحت الصحة الجزائرية أن الإصابات الجديدة توزعت بين 25 ولاية، علما أن 20 ولاية لم تسجل أي حالات، و15 ولاية سجلت ما بين حالة واحدة وحالتين، أما الوفيات الجديدة والبالغ عددها 30، فقد وزعت عبر 10ولايات، وتم تشخيصها بين 31 مارس و9 أفريل، موزعة عبر 34 ولاية.
وارتفع العدد الاجمالي للحالات التي تماثلت للشفاء 347، منها 123 بالبليدة، و96 بالعاصمة، فيما خضعت 1704 حالة للعلاج ببروتوكول "كلوروكين"، منهم الحالات التي تم تشخيصها بالأشعة والسكانير، حسبما أعلن موقع النهار الجزائري.
لا رفع للحجر الصحي
قالت صحيفة "الخبر" الجزائرية إن الحديث عن رفع إجراءات الحجر الصحي سابق لأوانه، حسب الصحيفة فإنه رغم أن حجم انتشار الفيروس في الجزائر ليس بالحجم الموجود عليه في الضفة الأوروبية، حيث لا زالت الحالات المسجلة والمعلن عنها من قبل وزارة الصحة في حدود كانت متوقعة وتتطور بنسب متحكم فيها إلى حد الآن، بعد إقرار جملة من الإجراءات مبكرا، على غرار وقف النقل العمومي وأماكن التجمعات و50 في المائة من عمال الوظيف العمومي وحتى الخاص، ورفع ساعات حظر التجوال في عدة ولايات.
مع ذلك، لم تتضح الأمور بشأن موعد رفع الحجر الصحي، وليس هناك أي حديث عن سيناريوهاته على مستوى السلطات العمومية التي أقرت تمديد العطلة المدرسية حتى إشعار آخر، وهو مؤشر على أن رفع الحجر الصحي ليس في "أجندة" الحكومة.
وبحسب الصحيفة الجزائرية، فإن الحكومة لاحظت ضعف سلوكيات المواطنين الوقائية وعدم التزامهم الكامل بإجراءات الحجر الصحي، علاوة على ضعف القدرات الوطنية في مجال أجهزة إجراء التحاليل لكافة المواطنين لمعرفة عدد المصابين بالفيروس وعدد الذين تحصلوا على المناعة ضد الفيروس وأيضا صعوبة توفير الأقنعة الطبية للجميع في الظرف الحالي، والأكثر من ذلك عدم تبين بدقة بؤر الوباء في الجزائر، وصعوبة اقتناء هذه الأجهزة حاليا لندرتها وتهافت كل الدول عليها.
وأشارت الصحيفة إلى عدم انتهاء فترة الحجر بالنسبة للمرحلين من الخارج، ما يعني أن كل حديث عن رفع الحجر الصحي وحتى التخفيف منه سابق لأوانه، ومن شأنه أن يعرض كل الإجراءات الوقائية المتخذة إلى الاندثار قبل تحقيق النتيجة المرجوة منها وهي محاصرة انتشار الفيروس والحيلولة دون عودته ثانية.
"لم نتأخر في مواجهة الفيروس"
من جانبه، أكد محند أوسعيد بلعيد، الوزير المستشار للاتصال، الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية، مساء الخميس، أن الجزائر "لم تتأخر في مواجهة كورونا"، معلنا أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمر بإنشاء لجان "لدراسة والتحضير لما بعد الوباء".
وقال بلعيد، في تصريحات إعلامية الخميس، إن الجزائر لم تتأخر في مواجهة الوباء بل كانت من أولى الدول التي اتخذت احتياطات لمجابهته، مضيفا أن الوباء ظهر في الصين يوم "8 ديسمبر 2019 والعالم لم يظهر اهتمامه به إلا في النصف الثاني من شهر يناير 2020، بما في ذلك الجزائر التي استفادت من تجارب دول أخرى.
وأكد بلعيد إن الوضع صعب ويحظى بمتابعة يومية من طرف الرئيس تبون الذي يستشعر ثقل المسؤولية، مشيرا إلى أنه "ليس هناك دولة في العالم متحكمة في الوضع بنسبة مائة بالمائة لأن الوباء أظهر عجز الإنسان وعجز أكبر المخابر في العالم نظرا لأنه جديد وقد تسبب في حدوث ارتباك في بداية الأمر".
الاستعانة بالصين
في محاولة للاحتواء الفيروس، ترأس وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد، الخميس، لقاءا جمع خبراء من المركز الصيني للمراقبة والوقاية من الأمراض ونظرائهم الجزائريين، باستعمال تقنية الحاضر المرئي عن بعد.
حضر اللقاء الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية، عبد الرحمان جمال لطفي بن أحمد، إضافة إلى عدد من الخبراء العرب في مجال الصحة، بهدف نقل التجربة الصينية في مجابهة الوباء.
استلمت الجزائر، اليوم الجمعة، الطلبية الثانية من الوسائل الطبية ومسلتزمات الحماية من كورونا القادمة من الصين، والتي تشمل شحنة تقدر بـ 30 طن من وسائل الحماية وأجهزة تشخيص للفيروس وكذا أجهزة تنفس اصطناعي نقلت من بكين إلى الجزائر على متن طائرتين تابعتين للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي، في ظرف 38 ساعة.
وقال وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة الجزائرية، عمار بلحيمر، الذي وقف على وصول الطائرتين وعملية إفراغ هذه الشحنة برفقة كل من وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، ووزير الأشغال العمومية والنقل فاروق شيالي وكذا الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية جمال لطفي بن باحمد، ان هذه المعدات تتمثل في ثلاثة أنواع وهي "معدات فردية كالكمامات والأقنعة"، وكذا "معدات تشخيص فيروس كورنا وأجهزة التنفس الاصطناعي"، مبرزا أن هذه العملية "تؤكد مرة أخرى حرص الدولة الجزائرية على الصحة العمومية وسلامة مواطنيها".
تجهيز كافة المؤسسات
وأوضح نفس المسؤول أنه "سيتم تجهيز كافة المؤسسات الصحية للبلاد بالمعدات اللازمة لقهر وباء فيروس كورونا".
وقال الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية جمال لطفي بن باحمد إن هذه الشحنة تشمل على "500 ألف كمامة من نوع اف أف بي2، و40 ألف مشخص لفيروس كورونا"، بالإضافة إلى "100 جهاز تنفس اصطناعي"، مشيرا إلى أنه "سيتم قريبا وصول واستلام معدات أخرى".
من جهته أكد المقدم بلعابد تواتي أمين من مديرية الإعلام والإيصال والتوجيه بأركان الجيش الوطني الشعبي، أنه "طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، وبإشراف مباشر من القيادة العليا للجيش تم نقل هذه المعدات عبر طائرتين (يوشين 76 ) تابعة للقوات الجوية الجزائرية في وقت قياسي"، وذلك "في إطار مواصلة الجهود الوطنية للقضاء على جائحة كورونا:، مشيرا إلى أنه "سيتم تنظيم رحلات جوية مماثلة لجلب معدات أخرى".
فيديو قد يعجبك: