لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد قتلى وابتزاز بالمهاجرين.. تركيا تتفق مع روسيا بشأن إدلب السورية

09:40 م الخميس 05 مارس 2020

تركيا تتفق مع روسيا بشأن إدلب السورية

كتب – محمد الصباغ:

أعلنت موسكو وأنقرة اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، وذلك بعد اجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، على أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بداية من منتصف الليل.

وقال الرئيس الروسي إنه اتفق مع أردوغان خلال مباحثات استمرت لست ساعات، على صيغة يأمل في أن تفضي إلى وقف العمليات العسكرية في إدلب السورية، والتي تصاعدت في الأيام الأخيرة وأسفرت عن مقتل عشرات الجنود الأتراك والسوريين.

من جانبه صرح الرئيس التركي أن بلاده ستبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار لكن سيكون لها حق الرد حال نفذ الجيش السوري أي هجمات ضدها، مشيرًا إلى أن أنقرة تعمل مع موسكو على جعل اتفاق وقف إطلاق النار دائم.

وأعلنت الدولتان عن إقامة ممر آمن على طول طريق "إم 4" الاستراتيجي الذي يربط الغرب السوري بالشرق في شمال البلاد، بجانب تسيير دوريات مشتركة بداية من 15 مارس الجاري.

ونص بيان مشترك للبلدين أن روسيا وتركيا سيؤمنان ممرا سمتد بطول 6 كيلومترات إلى الشمال ومثلهم إلى الجنوب من طريق "إم 4"، الذي يربط مدينة سراقب باللاذقية.

وعلى الرغم من الاتفاق إلا أن الرئيس الروسي أشار في حديثه خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره التركي إلى أن الجانبين لا يتفقان في كل شئ بخصوص سوريا، مؤكدا على عمله لضمان وحدة وسلامة سوريا والقضاء على الإرهابيين فيها.

وبالتزامن مع إعلان تفاصيل الاتفاق، أصدرت وزارة الدفاع التركية بيانا يؤكد مقتل اثنين من جنودها وإصابة ثلاثة آخرين في اشتباكات مع الجيش السوري في إدلب.

وقالت الوزارة في بيان إن القوات التركية ردت بإطلاق النار على أهداف للحكومة السورية، وفقا لرويترز.

وبداية من الخميس الماضي زاد التوتر في محافظة إدلب السورية، حيث أسفر هجوم للجيش السوري عن مقتل أكثر من 36 جنديا تركيا، لتبدأ أنقرة بعدها عملية درع الربيع ضد القوات الحكومية السورية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القصف الجوي السوري الذي أسفر عن مقتل عشرات الجنود الأتراك يوم الخميس، تم دون معرفة وجود جنود أتراك في تلك المنطقة.

وأسقطت أنقرة بعد ذلك طائرتين حربيتين سوريتين في سماء إدلب، وذلك بعدما استهدفت الدفاعات الجوية السورية طائرة مسيرة تركية في نفس المدينة التي يسيطر عليها مجموعات مسلحة مدعومة من تركيا وبينها عناصر حركة أحرار الشام المصنفة إرهابيًا بقرار أممي.

وعقب إسقاط الطائرات الحربية السورية، قررت دمشق فرض حظر جوي في الشمال الغربي للبلاد واعتبار أي حركة طيران بدون تنسيق هدف معاد يتم التعامل معه.

وبالفعل أسقطت الدفاعات السورية عدد من الطائرات المسيرة التركية في سماء أدلب.

وأعلنت تركيا توجيه ضربات برية وجوية ضد الحكومة السورية في المنطقة، وأشارت إلى أنها استهدفت مطار النيرب العسكري وأخرجته من الخدمة.

واستمرت الاشتباكات المسلحة بين دمشق وأنقرة في إدلب بشكل مباشر، ودعمت تركيا تحركات المجموعات المسلحة التي حاولت السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية التي تمنح من يمتلكها السيطرة بشكل كبير على طريق "إم 4" الاستراتيجي.

لكن القوات الحكومية السورية أعلنت السيطرة على المدينة وبدء عملية تطهيرها من الإرهابيين والمسلحين، في وقت قامت بعمليات تمشيط وتقدم من أجل السيطرة بشكل كامل على الطريق السريع، حتى جاء اللقاء اليوم بين أردوغان وبوتين ليضع حلا للصراع على الطريق الاستراتيجي في شمالي سوريا.

وفي إطار متصل، حاولت تركيا الحصول على دعم أوروبي وأمريكي من أجل تقليل حجم خسائرها في سوريا، وطلبت دعما أمريكيا كعضو في حلف الناتو لمواجهة النفوذ الروسي في سوريا.

لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أشار في مؤتمر صحفي اليوم الخميس إلى أن بلاده تعتبر أن لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها في سوريا، ثم أشار إلى أن أنقرة طلبت دعما تبحثه الولايات المتحدة حاليا من أجل إنهاء الأزمة العسكرية والإنسانية في إدلب.

وأعلنت أنقرة فتح حدودها أمام المهاجرين للتحرك نحو أوروبا، ليتحرك الآلاف منهم باتجاه دول بينها اليونان التي عززت وجودها على الحدود ورفضت إدخال أي من الأشخاص القادمين من تركيا باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين.

كما أعلنت الداخلية التركية اليوم الخميس، تعزيز قواتها على الحدود بألف من فرد لمنع عودة المهاجرين إلى أراضيها بعدما خرجوا نحو اليونان.

وتقول تركيا إنها تستضيف 3.6 مليون لاجئ سوري، وللحصول على مزيد من الأموال والدعم من أوروبا بشأن الوضع المأساوي في إدلب، أعلنت أنقرة أنها لن تلتزم باتفاق عام 2016 الذي توقف بموجبه عبور المهاجرين إلى دول أوروبا في مقابل مساعدات بمليارات اليورو.

ووصفت مصادر دبلوماسية لرويترز ما تقوم به تركيا بأنها محاولة ابتزاز، وأضافت المصادر أن سفراء الاتحاد الأوروبي أبدوا غضبهم من محاولة أردوغان "ابتزاز" التكتل بالسماح للمهاجرين بالتجمع على حدود اليونان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان