إعلان

"عنف أسري وقطع أرزاق".. كيف أثر حظر التجوال بالسلب على السريلانكيين؟

02:17 م السبت 28 مارس 2020

الشرطة في سريلانكا

كولومبو- (د ب أ):

مع لجوء سريلانكا إلى اتخاذ تدابير مستميتة لمنع انتشار فيروس كورونا، يكافح الكثير من الأشخاص للتعامل مع ساعات طويلة من حظر التجول بعد أن حظرت الشرطة حتى التجمعات العفوية بين الجيران.

وتعرض المحطات التلفزيونية أفلاما تحظى بقبول شعبي، كما يعرض مزودو خدمات الإنترنت باقات منخفضة التكلفة للسماح للأشخاص بالبحث في مواقع الإنترنت وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي من أجل البقاء مشغولين خلال حظر التجوال.

لكن بالرغم من ذلك، فقد تم اعتقال نحو ألفي شخص بسبب خرق حظر التجوال وصادرت السلطات 500 مركبة أثناء استخدامها في فترة الحظر، حسب نائب المفتش العام للشرطة، أجيث روهانا.

وقال روهانا: "أصدرنا تعليمات للشرطة بعدم السماح للأشخاص بالتجمع، حتى الالتقاء بالجيران، وسيتم اعتقال الأشخاص لخرق هذه التعليمات".

وتم رفع حظر للتجوال لمدة 60 ساعة صباح يوم الاثنين الماضي في 17 منطقة من مناطق البلاد الـ 25 من أجل السماح للأشخاص بشراء الطعام، لكن أعيد فرضه مجددا منذ ذلك الحين، وتم تمديد الحظر في بعض المناطق إلى 140 ساعة.

وكان الأشخاص الأكثر تضررا من حظر التجوال هم الذين يعملون باليومية، وخاصة في عاصمة البلاد، حيث يعتمدون على العمل في الموانئ والمطارات والأسواق ومن خلال تشغيل خدمات سيارات الأجرة.

ويعتقد الكثيرون في كولومبو أن مدة حظر التجوال طويلة للغاية، حيث يؤثر ذلك على مصادر أرزاقهم. وقال جميل عبدين، من كولومبو: "أنا سائق تاكسي وأعتمد على الدخل من الأجرة اليومية التي أكسبها... أنا واحد من أولئك الذين تضرروا بشدة من حظر التجوال".

وفي منطقة العاصمة، تم تمديد حظر التجوال الذي تم فرضه مساء الجمعة الماضية لمدة 24 ساعة قابلة للتجديد.

وقالت بوشبا رامياني دي سويسا ، كبيرة طاقم تمريض بالمستشفى الوطني في كولومبو: "حظر التجوال له تأثير سلبي في بعض المنازل، حيث أن عدد حالات العنف الأسري في ازدياد".

وأضافت أن عدد الذين نقلوا إلى المستشفيات بسبب العنف الأسري يشهد تزايدا، حيث يقوم الرجال بضرب زوجاتهم.

ومع ذلك، وفي حين كانت هناك ردود فعل متباينة حول الإجراءات الصارمة، والتي لا تشمل فقط ساعات حظر التجوال الطويلة ولكن أيضا القيود على السفر بين المناطق، يعتقد معظم الأشخاص أن الضوابط الصارمة ضرورية للسيطرة على انتشار فيروس كورونا.

وقال بريانكارا جاياسينج، أحد سكان المنطقة الشمالية الغربية من البلاد "ربما تتسبب الساعات الطويلة من حظر التجوال في إزعاج الناس، لكنها كانت مفيدة في إبطاء انتشار الفيروس وبالتالي تجنب الأوضاع التي تمر بها بعض الدول الأجنبية".

وأضاف أن منطقته، التي منها يعمل ويعيش آلاف من أفراد الأسر في إيطاليا، قد رحب معظم سكانها بحظر التجوال وتعاونوا مع الشرطة لتطبيقه.

كما تعد إجراءات الحجر الصحي الصارمة من بين سلسلة الإجراءات المتخذة للسيطرة على انتشار الفيروس. ويقيم الجيش 45 مركزا للحجر الصحي، حيث تم عزل 3458 شخصا لمدة 14 يوما. وعاد معظم هؤلاء من الخارج، بمن فيهم أشخاص كانوا يعملون في كوريا الجنوبية وإيطاليا.

وحثت سريلانكا جميع مواطنيها الذين عادوا إلى البلاد اعتبارا من أول مارس للتسجيل لدى الشرطة وعزل أنفسهم.

وحتى يوم الاثنين الماضي ، تم تسجيل ما يصل إلى 19 ألف شخص وهم يتبعون إجراءات الحجر الصحي ويجري مراقبتهم بشكل صارم من قبل مسؤولي الصحة المحليين

ولكن لم يتم تسجيل كل من عاد من الخارج على النحو المطلوب. وقال روهانا: "لقد اضطررنا إلى إرسال فرق شرطة للبحث عن أولئك الذين عادوا إلى البلاد منذ الأول من مارس ولم يتم تسجيلهم لأنهم يشكلون تهديدا لبقية المواطنين".

وتأتي إجراءات مكافحة الفيروس أيضا في الوقت الذي بدأت فيه البلاد في إخراج نفسها من تأثير التفجيرات المتعددة العام الماضي التي شنها متطرفون إسلاميون في عيد الفصح الأحد، والتي خلفت 268 قتيلا.

وتدرس الحكومة بالفعل إجراءات تيسير مالية لعدة قطاعات، بما في ذلك قطاع السياحة، الذي كان يعاود النشاط مجددا عندما بدأ الفيروس في الانتشار في جميع أنحاء العالم.

وبالنظر إلى أن سريلانكا تشهد حالات إصابة منخفضة نسبيا عددها 96 حالة مؤكدة حتى الآن وعدم وجود وفيات، فهل هذه الإجراءات الصارمة ضرورية؟

وتقول السلطات الصحية إنه لا يمكنها أن تغامر. وقال الدكتور أنيل جاسينغي، المدير العام للخدمات الصحية: "ربما يتغير الوضع قريبا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان