إعلان

هل يستطيع جونسون قيادة بريطانيا من داخل الحجر الصحي؟

12:43 م السبت 28 مارس 2020

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

كتبت- هدى الشيمي:

تساءلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية عن قدرة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على الاستمرار في قيادة بريطانيا التي يتجاوز عدد سكانها 66 مليون نسمة، بينما يخضع للعزل الذاتي بعد تأكد إصابته بفيروس كورونا المتحور؟

قال جونسون، في تغريدات عبر تويتر إضافة إلى مقطع فيديو نشره على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، إنه ظهر عليه أعراض خفيفة وشخصت الإصابة بفيروس كورونا، وأضاف: "أنا الآن بعزل فردي ولكن سأستمر بقيادة الحكومة عبر ’فيديو كونفرنس‘ خلال محاربتنا لهذا الفيروس".

كيف يبدو الوضع داخل داونينج ستريت؟

حسب سي إن إن، فإن عزل جونسون داخل داونينج ستريت، مقر الإقامة الرسمية لرئيس الوزراء، ليس بهذه الصعوبة. أوضحت الشبكة الأمريكية أن المبنى أكبر بكثير مما يبدو عليه من الخارج، الباب الأسود الشهير للمنزل رقم 10، تمتد الغرف والمكاتب على الجانبين إلى 11 و12 داونينج ستريت.

يعيش جونسون في شقة متواضعة إلى حد ما في رقم 11، والتي يمكن إغلاقها بسهولة من الرقم 10، وأوضح المتحدث باسم داونينج ستريت، في وقت مُبكر أمس الجمعة، إن هذا الباب المُتصل بين المبنيين سيتم إغلاقه، على أن يُترك أي شيء يحتاجه رئيس الوزراء سواء كان أوراق، أو طعام، أو شراب خارج الباب كي يحصل عليها بنفسه، وفي محاولة لاحتواء انتشار الفيروس سيحاول العاملين في داونينج ستريت إبقاء حتى هذا المستوى من التواصل عند الحد الأدنى.

1

ستعقد الاجتماعات عبر تقنية الفيديوكونفرنس، ورغم أن هذا قد يبدو صعبًا، أشارت سي إن إن إلى أن عدد من كبار المسؤولين وأبرزهم في حكومة جونسون توقفوا بالفعل عن أي تواصل مباشر معه قبل إعلان إصابته بالفيروس، على سبيل المثالعُقدت الاجتماعات الأخيرة في مجلس الوزراء البريطاني على المنصات الافتراضية.

وأكد المتحدث الرسمي باسم جونسون أن آخر لقاءته الأسبوعية مع الملكة إليزابيث كانت قبل أسبوعين، وأنهم يناقشان الأمور المهمة عبر المكالمات الهاتفية.

وداخل داونينج ستريت، حيث يوجد حوالي 250 من الموظفين المدنيين والمستشارين السياسيين، جرى تخفيض عدد العاملين والاكتفاء بمن يقومون الأدوار الرئيسية، ليصبح عدد الموجودين فيه حوالي 70 شخصًا فقط.

أكد المتحدث باسم جونسون أن جميع العاملين في 10 داونينج ستريت كانوا ملتزمين بكافة التدابير الاحترازية المُتخذة بما في ذلك التباعد الاجتماعي، والتواصل عبر تقنيات الفيديو كونفرانس.

هل يصمد جونسون؟

ورغم صرامة الإجراءات المُتخذة لمنع تفشي الفيروس داخل داونينج ستريت، ترى (سي إن إن) أن هناك حاجة مُلحة للتساؤل عما إذا كان جونسون قادر على إدارة البلاد في هذه الأوضاع؟

قالت الشبكة الأمريكية إن يوم بوريس جونسون يسير وفق نمط مألوف، في الساعة 8:15 صباحًا يناقش فريق آحدث مستجدات وتطورات فيروس كورونا بدون رئيس الوزراء، ويتألف هذا الفريق من كبير الأطباء، كبير المستشارين العلميين، ووزير الصحة، ووزراء آخرين في مجلس الوزراء.

2

في تمام 9:15 صباحًا، يعقد جونسون اجتماعًا مع وزراء الخارجية، وكبير الأطباء، وكبير المستشارين العلميين وعدد من المستشارين السياسيين، ومن هنا يتشكل جدول الأعمال اليومي الخاص به، وعادة ما يكون مليء بالاجتماعات مع الخبراء والمستشارين، وفي النهاية يُعلن عما توصلوا إليه في مؤتمر صحفي يومي يُعقد في حوالي الساعة الخامسة مساءً.

ومنذ تفاقم الأزمة في بريطانيا، تواصل جونسون مع الصحفيين ووسائل الإعلام من خلال الفيديو كونفرانس، وبالاعتماد على الأدوات التكنولوجية.

لفتت سي إن إن إلى أن أغلب الأعمال يمكن القيام بها بالاعتماد على التكنولوجيا، وفي حالة غياب رئيس الوزراء يمكن الاعتماد على وكلاء وممثلين له، ولكن تسيير العمل قد يصبح أكثر صعوبة بعد إعلان وزير الصحة مات هانكون إصابته بفيروس كورونا، أمس الجمعة، وكذلك قال كريس ويتي، كبير الأطباء في انجلترا، أنه يعاني من بعض أعراض كوفيد-19 وسيعزل نفسه سبعة أيام في بيته، وجميعهم سيواصلون العمل من منازلهم.

هل تحمي التدابير الاحترازية باقي أعضاء الحكومة؟

يشكك البعض في القدرة على حماية المحيطين برئيس الحكومة من فيروس كورونا، وقالت (سي إن إن) إنه بغض النظر عن حجم المبنى الكبير، فإن داونينج ستريت مليء بالمكاتب الصغيرة والممرات الضيقة، لا تزال الشكوك تساور كثيرين رغم اصرار كبار المسؤولين على الالتزام بالتدابير الاحترازية وعلى رأسها التباعد الاجتماعي، وكانت وسائل الإعلام البريطانية قد أشارت إلى أن جونسون الذي حرص على المشاركة في المبادرة الوطنية للتصفيق لتحية موظفي الرعاية الصحية، حرص على الوقوف على مسافة آمنة من وزير المالية.

لأسابيع طويلة، كانت هناك تكهنات حول المدة التي يحتاجها كورونا لوصول إلى قلب مؤسسة الحكم في المملكة المتحدة، وقالت (سي إن إن) إن فريق جونسون كانوا آخر الأشخاص الذين تصدوا للأزمة، وحاولوا منع تفشي الفيروس بكل قوتهم، والآن سيراقب العالم مدى فعالية الحكومة على قيادة دولة مثل بريطانيا عن بُعد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان