إعلان

أمريكا أصبحت بؤرة انتشار كورونا في العالم.. ماذا بعد؟

01:41 م الجمعة 27 مارس 2020

مواطنون أمريكيون

كتبت- هدى الشيمي:

قبل ثلاثة أشهر لم يكن أحد يعرف أن فيروس كورونا المتحور موجود، ولم يتوقعون أن ينتشر في كل بلاد العالم تقريبًا، ويتجاوز عدد المصابين به نصف مليون شخص، وتسبب في انهيار الأنظمة الصحية والاقتصادية في بعض الدول، وفصل الكثير من الناس عن احبائهم، زملائهم، وأوقف الحياة الطبيعية بشكلها المُعتاد في جميع أنحاء العالم. قالت مجلة (ذي أتلانتيك) الأمريكية إنه مثل أحداث 11 سبتمبر والحرب العالمية الثانية بات الفيروس المستجد كل ما يشغل بال العالم.

قال ناهيد بهاديليا، طبيب الأمراض المُعدية في كلية الطب بجامعة بوسطن، إنه بغض النظر عن أي شيء، فإن كورونا سيختبر مرونة وقوة أنظمة الصحة في جميع العالم، لأن الفيروس أكثر قدرة على الانتشار، كما أنه أكثر فتكًا مقارنة بالأنفلونزا الرسمية، بالإضافة إلى أن أعراضه قد لا تظهر إلا بعد عدة أيام، وفي بعض الحالات لم تظهر الأعراض من الأساس.

وبعدما أصبحت الولايات المتحدة البؤرة الرئيسية في العالم الآن لفيروس كورونا، إذ تخطت الصين في عدد الإصابات المؤكدة، وظهرت أغلب الإصابات في ولاية نيويورك، قدمت مجلة ذي أتلانتيك عدة سيناريوهات مُحتملة لما يمكن حدوثه في أمريكا خلال الفترة المُقبلة، بالاستناد على كلام عدد من الباحثين والأطباء، وبالاعتماد على ما هو مُتاح من معلومات مؤكدة.

1

مهمة ليست مستحيلة

قالت المجلة إن قدرة واشنطن على السيطرة على الأزمة قد تكون صعبة لكن ليست مستحيلة. كوفيد-19 مرض بطي إلى حد ما، ما يعني أن الأعراض قد تظهر على المصابين في أمريكا بعد عدة أيام، حتى لو كانوا عزلوا أنفسهم بالفعل، وسينتقل بعضهم إلى وحدات العناية المركزة في مطلع ابريل المُقبل.

أشارت الإحصاءات إلى أن عدد الإصابات في الولايات المتحدة بلغ، حتى مساء أمس، 82179 إصابة، فيما بلغت الوفيات 1177 حالة.

حتى نهاية الأسبوع الماضي، كان عدد الحالات المؤكدة في الولايات المتحدة 17 ألف، لكن العدد الفعلي ربما كان يتراوح ما بين 60 ألف إلى 245 ألف، وبدأت الأرقام ترتفع بصورة كبيرة بداية من صباح الأربعاء الماضي، إذ وصل عدد الحالات المُسجلة رسميًا 54 ألف حالة في الولايات المتحدة.

كما أعرب العاملين في مجال الرعاية الصحية بالولايات المتحدة عن قلقهم إزاء نقص المعدات وحاجتهم للكثير من الأدوات، مع تزايد أعداد المرضى فيما تنتقل العدوى إلى الأطباء والعاملين في التمريض.

تحذيرات قاتمة

يقدم ما حدث في إيطاليا وإسبانيا تحذيرات قاتمة بشأن المستقبل، بعد امتلاء المستشفيات بالمرض، ونقص المعدات وعدم وجود كوادر طبية تكفي للإعتناء بالمرضى والمصابين، لذلك اضطر الأطباء إلى تقنين الرعاية المُقدمة للمرضى، وترك البعض يموتون.

حسب ذي أتلانتيك، فإن عدد أسرة المستشفيات في الولايات المتحدة أقل بما هو عليه في إيطاليا. وخلصت دراسة نشرها فريق أطباء في إمبريال كوليدج لندن إلى أنه إذا لم يتم احتواء الوباء في أمريكا، فإن المرضى لن يجدون مكان شاغر في المستشفيات بحلول أواخر إبريل.

2

توقع الأطباء، حسب ذي أتلانتيك، إنه مع حلول نهاية يونيو فإن حوالي 15 مُصاب بكوفيد-19 سيكون في حاجة إلى سرير واحد، وبانتهاء الصيف سيقتل الوباء حوالي 2.2 مليون أمريكي، لأن المستشفيات غير قادرة على رعاية المصابين الآخرين بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وحوادث السيارات.

لتجنب ذلك، يجب أن تحدث عدة أمور بسرعة، وعلى رأسها انتاج الأقنعة والقفازات والمعدات الطبية والوقائية بأقصى سرعة، فإذا لم يتم حماية العاملين في الرعاية الصحية بأقصى سرعة، ستنهار القدرة على الاستجابة للمرضى، وبالتالي يفقد المزيد من المصابين أرواحهم.

ما يزيد الوضع سوء في الولايات المتحدة هو تذبذب الرئيس الأمريكي، قالت المجلة إن ترامب أشار إلى استعداده إلى التراجع عن سياسات التباعد الاجتماعي من أجل حماية اقتصاد البلاد، وحث على حماية الأشخاص الأكثر عُرضة للخطورة، مثل كبار السن، فيما يعود الآخرين الأقل عرضة للخطورة إلى العمل.

قالت المجلة الأمريكية إن حتى الاستجابة المثالية لن تنهي الوباء، طالما استمر وجود الفيروس في مكان ما، فمن المحتمل أن ينقله المسافرون إلى أماكن آخر، كما حدث مع الصين، وسنغافورة ودول آسيوية أخرى بدت لفترة وجيزة وأنها تسيطر على الوضع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان