إعلان

واشنطن بوست: كيف استغل الزعماء والسياسيون أزمة كورونا؟

08:43 م الثلاثاء 24 مارس 2020

كيف استغل الزعماء والسياسيون أزمة كورونا؟

كتب - محمد صفوت:

في عالم يعاني من وباء كورونا المتحور (كوفيد-19) وآلاف الوفيات والمرضى جراء الجائحة الفيروسية التي تجتاح العالم، وقف السياسيون على مسافة بعيدة يراقبون الوضع لينتهز بعضهم فرصة لتحقيق أهدافه الخاصة.
ومن هونج كونج، إلى الهند مرورًا بروسيا، أشارت السلطات إلى خطر انتشار الفيروس التاجي، كأساس لتفريق المظاهرات المناهضة للحكومة ومنع التجمعات الكبيرة.
وفي هذا الصدد، سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على عدد من السياسيين الذين ربما يستفيدون من أزمة كورونا، والإجراءات الصارمة التي تتبعها الدول لمكافحة انتشار الوباء. وتحت عنوان "كيف يستغل الساسة كورونا لتعزيز سيطرتهم" تقول الصحيفة: "إنه رغم الجائحة التي تسيطر على العالم، فهناك زعماء وساسة يستغلونها لتحقيق مصالح شخصية".

نتنياهو أحد أكبر المستفيدين

مثل الوباء الجديد، فرصة كبيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للهروب من السجن والقضايا التي تلاحقه منذ ما يقرب من عام، فهو اليوم يمثل القائد العظيم الذي يقدم إحاطة يومية بشأن الأمن القومي الإسرائيلي.
يقول الكاتب برنارد أفيشاي، في صحيفة "نيوريوركر" الأمريكية، إنه إذا سعى ترامب إلى حشد ناخبيه في الانتخابات المقبلة، فإن نتنياهو سيجعل ناخبي المعارضة ينسون نتائج الانتخابات السابقة".
يضيف الكاتب الأمريكي، أن الزعيم الإسرائيلي، الذي عانى خلال العشر سنوات الماضية، من انتقادات جراء تخفيضات حادة في التمويلات اللازمة لقطاع الصحة من مستشفيات ورواتب للأطقم الطبية، ربما يفلت من تلك الانتقادات، بإتقانه استغلال المبادئ التوجيهية الصارمة، التي تفرضها البيروقراطية الصحية".
ويقول الكاتب الإسرائيلي جيرشوم جورنبرج، لـ"واشنطن بوست" إن محادثات تشكيل الحكومة الجديدة توقفت، مضيفًا: "أغلقوا البرلمان، وسنوا الإجراءات الأمنية المتطرفة، دون أي إشراف تشريعي، وأوقفوا المحاكم التي كانت على وشك محاكمة نتنياهو في قضايا الفساد".
ويتابع: "ما فعله نتنياهو انقلاب على الديمقراطية، ولا يمكن وصفه بشيء آخر، وأي وصف آخر هو رفض لاستيعاب الحقيقة".

أمريكا ليست محصنة

تقول الصحيفة الأمريكية، إن الولايات المتحدة ليست بمنأى عن استغلال الفيروس الجديد في الأغراض السياسية وتحقيق مكاسب شخصية، وتشير إلى أن وزارة العدل الأمريكية، تسعى إلى توسيع نطاق سلطات حالة الطوارئ، بما في ذلك أحكام تنص تمنح القضاة سلطة احتجاز الأشخاص إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي يمكن للكونجرس رفضه.
ونقلت "واشنطن بوست" عن المحلل السياسي إيريكا فرانتز، قوله لصحيفة "إندبينتدنت" البريطانية، إن الأزمة الراهنة تشكل مخاطرة كبرى على الديمقراطيات أكثر مما تشكله على أي شيء آخر، متابعًا: "أرى هذه الأزمة كفرصة للحكومات لزيادة القمع لذا يجب أن ننتبه إلى الأحداث التي يُمكن استغلالها في أوقات الأزمات".
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى رسالة صدرت الأسبوع الماضي، عن مجموعة خبراء بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، مثلت "تذكيرًا للحكومات" بأن أي استجابات طارئة للفيروس التاجي يجب أن تكون متناسبة وضرورية وغير تمييزية.
وجاء في رسالتهم إلى الحكومات، أنه يجب عدم استخدام حالات الطوارئ القائمة على تفشي الوباء القاتل، لاستهداف مجموعات أو أقليات، أو استغلالها كغطاء للأعمال قمعية تحت مسمى حماية الصحة العامة.

أوربان يستغل الوباء

على الناحية الأخرى، يمارس الحليف غير الليبرالي لنتنياهو، رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، صلاحيات جديدة اقتنصها بفضل كورونا، فبعد أيام من ربط العدوى بكورونا بالهجرة غير الشرعية، مدد أوربان وحكومته القومية، قانون الطوارئ بأحكامه الجديدة، التي من شأنها تجريم الصحافة الناقدة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى تقرير نشر في "بلومبرج نيوز" يفيد بأن أوربان سيعلن عن خطوات جديدة لاحتواء الوباء، عبر مراسيم معينة إلى حين أن ترى الحكومة أنَّها لم تعد ضرورية، وفقاً لمشروع القانون الذي نُشِر على موقع البرلمان على الإنترنت في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي.
ووفقًا للقانون المزعوم فإنه يحق معاقبة كل من يروج لمعلومات كاذبة تعرقل جهود السلطات، بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات.
ويرى منتقدو أوربان، أنه يسعى من خلال حيلة ما، إلى الاستيلاء على النظام الديمقراطي في البلاد، بعد استمراره في سلطته لعشر سنوات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان