لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اغسل يديك؟ ملايين اليمنيين بلا مياه

10:29 ص الثلاثاء 24 مارس 2020

عدد من الأشخاص يملؤون أوعيتهم بالماء في مخيم للناز

صنعاء- (أ ف ب):

يكرّر خبراء الصحة نصيحة غسل اليدين بالمياه والصابون كسبيل الوقاية من فيروس كورونا المستجد الذي ينتشر حاليا في العالم، لكن كيف يمكن لملايين اليمنيين القيام بذلك وسط شح شديد للمياه؟.

لم تُسجّل في اليمن حيث أسوأ أزمة إنسانية في العالم أي إصابة بعد وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب الوباء حال بلوغه أفقر دول شبه الجزيرة العربية بكارثة بشرية.

فبعد خمس سنوات من تصاعد النزاع اثر تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري لوقف تقدّم المتمردين، يشهد اليمن انهيارا في قطاعه الصحي، فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الامراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.

وتقول مديرة مشاريع منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن والعراق والأردن كارولين سيغين لوكالة فرانس برس إن اليمنيين "لا يمكنهم الحصول على مياه نظيفة، وبعضهم لا يمكنه الحصول حتى على الصابون".

وسألت "يمكننا أن نوصي بغسيل اليدين، ولكن ماذا لو لم يكن لديك أي شيء لتغسل يديك به؟".

ومع حلول الذكرى الخامسة لبدء عمليات التحالف، تقول اليونيسيف ان 18 مليون نسمة بينهم 9,2 مليون طفل في اليمن لا قدرة لديهم للوصول مباشرة إلى "المياه الآمنة والصرف الصحي والنظافة الصحية".

ومن بين هؤلاء الأطفال،محمد علي طيب في محافظة حجة شمال غرب صنعاء، والذي يخرج كل صباح مع شقيقته على ظهر الحمار لا للذهاب إلى المدرسة، بل لجلب مياه، قد تكون ملوثة، لاستهلاك العائلة اليومي.

ويقطع الطفلان أحيانا مسافات تصل إلى ثلاث كيلومترات للحصول على المياه.

وينتظر الفتى (11 عاما) دوره في صف طويل لتعبئة العبوات البلاستيكية التي كانت في السابق تستخدم لتخزين زيوت المحركات، من بئر زراعي عبر خرطوم يبدو قذرا.

ويقول لفرانس برس "في الصباح، أقوم بتحضير الحمار (..) ثم من الساعة السابعة والنصف أذهب (لجلب المياه) واستمر ذهابا وإيابا حتى العاشرة" في نقل العبوات البلاستيكية.

وليست هذه العائلة الوحيدة في أفقر دول الجزيرة العربية التي تعتمد على مياه غير صحية لتغطية احتياجاتها اليومية بسبب شح المياه النظيفة ومياه الشرب.

ويقول مدير الاتصال في اليونيسيف فرع اليمن بيسمارك سوانجين لفرانس برس إن "الوصول إلى مياه الشرب تأثّر بشدة نتيجة سنوات من قلة الاستثمار في أنظمة المياه والصرف الصحي والنزاع الدائر الذي قضى على أنظمة المياه".

ولا يرتبط سوى ثلث سكان اليمن البالغ عددهم نحو 27 مليون نسمة بشبكات أنابيب المياه، بحسب سوانجين.

كوليرا وأمراض

قتل في البلد الفقير منذ بدء عمليات التحالف في 26 مارس 2015 آلاف المدنيين، فيما انهار قطاعه الصحي، وسط معاناة من نقص حاد في الأدوية، ومن انتشار للأمراض كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة مئات، في وقت يواجه ملايين السكان خطر المجاعة.

وساهم في تفشي الكوليرا شح المياه النظيفة. والكوليرا التهاب معوي تسببه جراثيم تتنقّل في المياه غير النظيفة. وللمرض علاج، لكن التأخر في الاستحصال عليه قد يؤدي للوفاة.

وفي مركز الجعدة الطبي في حرض في محافظة حجة، يؤكد طبيب الطوارىء محمد عقيل إن المركز يتعامل يوميا مع نحو 300 حالة.

ويقول إن غالبية الحالات التي تحضر إلى المركز تكون في الغالب "متعلّقة بأمراض منقولة بسبب المياه غير الصالحة للشرب".

ووفقا لسينجوين، فإن "الوصول إلى المياه النظيفة يعد أمرا بالغ الأهمية لمنع انتشار الأمراض التي تنقلها المياه".

وكان اليمن عانى في 2017 من أكبر انتشار للكوليرا والإسهال الحاد في العالم إذا تسبّب بوفاة أكثر من ألفي شخص.

والثلاثاء حذّرت منظمة "أوكسفام" من أن موسم الأمطار القادم قد يشهد موجة جديدة للكوليرا يمكن أن تتفاقم بشكل كبير في ظل تهديد فيروس كورونا المستجد.

ورأى محسن صديقي المدير الاقليمي للمنظمة انه "بعد خمس سنوات من الموت والمرض والنزوح وفي مواجهة تهديد متزايد من وباء عالمي، يحتاج اليمنيون بشدة إلى موافقة جميع الأطراف المتحاربة على وقف فوري لإطلاق النار".

"كارثة"

وينذر احتمال وصول وباء كورونا المستجد بكارثة تطال القطاع الصحي المنهار بفعل سنوات الحرب، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

وكتبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تويتر "يقال أن غسل الأيدي بشكل متكرر هو سبيل الوقاية الأبرز من فيروس كورونا. ماذا يفعل أكثر من نصف الشعب اليمني، الذي يفتقر الوصول للمياه الآمنة؟".

وبدأ المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق اخرى في شمال البلاد، باستعدادات وقائية بينها إغلاق مدارس وتعليق رحلات الامم المتحدة التي تحط في صنعاء، فيما أنّ الإجراءات بدت أقل في جنوب البلاد حيث المقر المؤقت للسلطة المعترف بها.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية في اليمن انه "لم يعد يمكن إرهاق النظام الصحي الهش بالفعل في اليمن"، مشيرة إلى أن "دخول المرض إلى اليمن سيثقل كاهل المستشفيات والمرافق الصحية".

وأسفر كورونا المستجد عن وفاة أكثر من 15 آلاف شخص منذ ظهوره في ديسمبر، غالبيتهم في اوروبا حيث أصبحت بعض المستشفيات الأكثر تطورا على مستوى العالم تنازع للسيطرة على الوباء.

وفي الخليج سجلت الدول الست أكثر من 1900 إصابة، وأربع وفيات. وسجلت السعودية 562 إصابة حتى الآن.

وقالت سيغين "نرى بالفعل كارثة في اوروبا حيث من المفترض أن يكون لدينا أفضل انظمة صحية في العالم، وفي اليمن نعرف أن هناك نظام (صحي) منهار، والكثير من مخيمات النازحين تعاني من نقص في النظافة الشخصية والمياه النظيفة".

وتابعت "نحن قلقون للغاية".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان