إعلان

نظرة على الاتفاق الأمريكي مع طالبان.. صفقة خروج أم اتفاق سلام بأفغانستان؟

10:55 ص الإثنين 02 مارس 2020

اتفاق سلام بين أمريكا وطالبان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن (د ب أ)

تصافح ممثلو الولايات المتحدة وطالبان، على مرأى ومسمع من العالم، بعد توقيع اتفاق يسعى لإنهاء الصراع في أفغانستان، والسماح بعودة القوت الأمريكية أخيرا إلى الوطن، بعد نشرها هناك لقرابة 19 عاما.

لكن الاتفاق لم يخل من منتقديه، حيث يحذر الصقور من أنه يصل بالولايات المتحدة إلى حد الاستسلام، ويمكن أن يشكل خطرا إرهابيا على الوطن. أما أولئك الذين يؤيدون انسحابا كاملا، فيبدون قلقهم من ألا يصمد الاتفاق بقوة، مما يعنى رؤية تواجد للقوات في أفغانستان بشكل أو آخر.

والحجة الأساسية الداعمة لما هو مطروح على الطاولة تنطوي على شقين، لكنها ترتكز إلى حد كبير على ضجر الولايات المتحدة من الحرب.

أولا، تمثل الحرب في أفغانستان أطول الصراعات الأمريكية في تاريخ البلاد. فالجنود الذين لم يولدوا في 11 سبتمبر 2001، عندما هاجم تنظيم القاعدة الولايات المتحدة، أصبحوا مؤهلين حاليا للقتال هناك.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن: "لقد سئم الجميع الحرب، إنها طويلة وبشعة بشكل خاص"، وركز في حملته الانتخابية على إنهاء الحرب، وأبدى رغبته في القيام بذلك، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات في أواخر العام الجاري، متعهدا بأن يبدأ الجنود في مغادرة أفغانستان "فورا".

ثانيا، ربما يكون ذلك أفضل اتفاق يمكن أن تخرج به الولايات المتحدة دون أن تنتظر جيلا آخرا. فقد تم تفويت فرص ماضية لإبرام اتفاق، وأصبح الوضع فقط أكثر سوءا بالنسبة للولايات المتحدة بدلا من أن يتحسن.

وقال جاريت بلانك، الذي عمل مبعوثا أمريكيا لأفغانستان في عهد الرئيس السابق باراك أوباما: "كان لدينا نفوذ أكبر، وكان بإمكاننا إبرام اتفاق أفضل في أي مرحلة قبل اليوم. ولم نفعل ذلك لأننا لم نعترف بحدودنا". وأضاف: "الاتفاق المتاح غدا سيكون أسوأ".

وفي اللحظة الأخيرة، تم إرسال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من واشنطن إلى الدوحة؛ لإضافة ثقل إلى الاتفاق، والإسهام بتحذير إضافي إلى طالبان من أن خفض الولايات المتحدة لقواتها، مشروط بنهاية دائمة للعنف.

وقال بومبيو: "لن يعني هذا الاتفاق شيئا، ولن تستمر المشاعر الطيبة (التي نشهدها) اليوم، إذا لم نتخذ إجراءات ملموسة بشأن ما تم تقديمه من تعهدات ووعود".

وأكد بومبيو أنه يتعين على طالبان الآن الجلوس مع ممثلي السلطات في كابول، معترفا فعليا بالأمر الذي يثير قلق منتقدي الاتفاق، وهو ألا تكون الحكومة الأفغانية طرفا في ذلك.

وقال: "الأمر الأكثر أهمية هو أن مستقبل أفغانستان متروك للأفغان ليقرروه".

ووقف وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إلى جانب الحكومة الأفغانية في كابول، في إشارة طمأنة للكيان الذي دعمته واشنطن لقرابة نحو عقدين، وحذر من أن عودة العنف "ستبطل" الاتفاق.

ولو صمد هذا الاتفاق، فإنه قد يمهد الطريق أمام محادثات مباشرة بين طالبان وشخصيات من داخل الحكومة الأفغانية المنتخبة.

وسيجري الانسحاب الأمريكي على مرحلتين. أولا، ستخفض الولايات المتحدة قواتها أثناء الأشهر المقبلة إلى ثمانية آلاف و600 جندي ، إلى مستويات ما قبل وصول ترامب إلى السلطة، وخلال العام المقبل، هناك أمل في أن يتم إنهاء نشر تلك القوات بصورة كاملة.

وقال الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زاد: "لقد وقعنا اتفاقا مع طالبان يحقق أهداف الولايات المتحدة، ويضع أفغانستان على مسار السلام".

ومع ذلك، فإنه يواجه سؤالا يتعلق بما إذا كان ذلك حقا اتفاق سلام أم مجرد خطة للولايات المتحدة لتتمكن من الخروج من أفغانستان.

وتزامن تخفيف وتيرة العنف الذي دام أسبوعا، وأدى إلى توقيع الاتفاق، مع فترة الهدوء المعتادة في القتال أثناء فصل الشتاء، ومن المقرر أن يتم الانسحاب الكامل في أوائل العام المقبل ، قبل أن يبدأ موسم القتال مرة أخرى.

وقال المحلل المحافظ ستيفن هايز إن الاتفاق يعد "صفقة خروج" بشكل أكبر من كونه اتفاق سلام. وأشار إلى أن هناك مرفقات سرية للاتفاق، الأمر الذي أثار المزيد من الشكوك بشأن ما إذا كانت القضايا الشائكة بشكل خاص، خافية عن الرأي العام.

وأشار ديفيد بترايوس، الجنرال المتقاعد والقائد الأمريكي السابق في أفغانستان، هذا الأسبوع إلى أن لديه "تحفظات" على الاتفاق، من بينها ما يتعلق بجبهة الإرهاب، حيث سبق أن تم استخدام أفغانستان كقاعدة لهجمات 11 سبتمبر 2001.

وأضاف بترايوس إن الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان قد تكون صراعا متعدد الأجيال.

ومع ذلك ، فقد تقلصت شهية الولايات المتحدة للحرب الطويلة، ويستعد الكونجرس بشكل متزايد لفرض قيود على البيت الأبيض للحد من المزيد من عمليات نشر القوات الخارجية وخوض الحروب.

ومن جبهة الحمائم ، قال آدم وينيش ، أحد قدامى المحاربين في أفغانستان وزميل معهد كوينسي، الذي يدعو إلى الحذر، إن ترامب تعهد أيضا بخفض القوات في سورية، لكن القوات تظل موجودة في ذلك البلد.

وكتب وونش يقول: "ليس بوسع أحد الادعاء بأنه أنهى الحرب، بينما تظل قوات أمريكية على الأرض" ، وأوضح أن سياسة واشنطن يجب أن تتحول "بعيدا عن الاستخدام المفرط للقوة العسكرية التي تسفر عن نتائج عكسية، والدفع باتجاه تدخل دبلوماسي حقيقي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان