إعلان

طبيب إيطالي عن جائحة كورونا: لم نرَ شيئًا كهذا من قبل

08:45 م الأربعاء 18 مارس 2020

تفشي فيروس كورونا في إيطاليا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

مع استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد في إيطاليا والعجز عن مواجهته وإبطاء انتشاره، قال ماركو بافسي، طبيب تخدير إيطالي، إن الأطباء في بلاده لم يشهدوا أبدًا أزمة صحية كما التي تحدث حاليًا، متوقعا أن ينهار النظام الصحي في روما قريبًا مع ارتفاع عدد حالات المصابين والوفيات. وحذر من أن إيطاليا "أمام كارثة كبرى".

تعتبر إيطاليا ثاني أكثر الدول تضررًا بالفيروس المتحور الذي يسبب مرض (كوفيد-19)، إذ تجاوز عدد المصابين فيها الـ31 ألف حالة. وأعلنت السلطات الإيطالية اليوم الأربعاء، عن وفاة 475 شخصا في أنحاء البلاد بسبب كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 2978.

قال بافسي، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم الأربعاء، إن لا أحد من الأطباء الإيطاليين اختبروا ظروفًا مشابهة لما يعيشونه الآن، فهم يعلمون كيفية التعامل مع حوادث الطريق، واصطدام القطارات، وحتى الزلازل الأرضية، ولكن ليس التعامل مع فيروس يقتل كثيرين، ويزداد توحشا كل يوم ولا يوجد له أي علاج حتى الآن ولا يمكن ردعه.

1

غالبًا ما يفكر البشر في أن المصائب تحدث بعيدًا عنهم، لأشخاص آخرين، في جزء آخر من العالم، قال بافسي إن هذا النوع من الخرافات لن نستطيع استخدامه في التعامل مع كورونا المتحور، لأنه- على حد قوله- سيكون قريبًا منّا، وسوف يؤذي أحبائنا، جيراننا، وزملائنا.

وتابع: "أنا طبيب تخدير في ميلانو، وهي جزء من إقليم لومبارديا، بؤرة انتشار كورونا في إيطاليا. في 21 فبراير الماضي، وهو اليوم الذي سُجلت فيه الحالة الأولى، عرضت المستشفى التي نعمل بها، وهي متخصصة في جراحة القلب، المساعدة في رعاية مرضى كوفيد -19، إلى جانب مستشفيات أخرى، وأسسنا فريق عمل من أطباء العناية المركزة كي يتم إرسالهم إلى المستشفيات في المنطقة الحمراء".

وعلى الفور صدر قرار بتأجيل كل العمليات الجراحية المُخطط لها، وخصصت أسرة العناية المركزة لمرضى الفيروس، وفي غضون 24 ساعة كانت المستشفى قد تمكنت من انشأ أماكن جديدة للعناية المركزة من خلال استخدام غرف العمليات وغرف التخدير، مع تخصيص 40 سريرًا إضافيًا المشتبه بإصابتهم بالفيروس، أو ثبت إصابتهم به ولكنهم ليسوا في حالة خطيرة.

مع ذلك، كانت زيادة الحالات مُذهلا. وفي إقليم لومبارديا وحده وصل عدد المصابين إلى 16.220 حالة، وأودى الفيروس قرابة 3 آلاف شخص، ووضع نحو ألف اخرين في غرف العناية المركزة.

توقع الطبيب الإيطالي أنه في ظل هذا الارتفاع المُطرد سوف ينهار النظام الصحي في روما قريبًا جدًا.

أوضح بافسي أن المرضى الذين يصلون إلى المستشفيات يبقون هناك لعدة أيام، وهو ما يستنزف الموارد الطبية. وفي إقليم لومبارديا تتعرض أنظمة الرعاية الصحية لضغوط هائلة.

2

لحسن الحظ، وضع المسؤولون في لومبارديا والحكومة الوطنية تدابير احتواء صارمة قبل 10 أيام، وبحلول نهاية هذا الأسبوع، أو بعد مضي 15 يومًا، حسب الدكتور بافسي، فسوف يرى الجميع نتائج هذه التدابير، وقتها سيتحدد ما إذا كان هناك إمكانية للحد من انتشار الفيروس.

وعما تردد عن ترك بعض المرضى دون علاج في إيطاليا، لاسيما المُسنيين والذين يعانون من الأمراض المزمنة، فال دكتور بافسي إن هذا الأمر لم يحدث أبدًا في المستشفى الذي يعمل به، الجميع يتلقى الرعاية الطبية التي يحتاج إليه، لكنه حذر من احتمالات العجز عن تلبية احتياجات بعض المصابين مع ارتفاع الأعداد، لأن الموارد الطبية لن تكون كافية.

وفي هذه الحالة، لفت الطبيب الإيطالي، إلى أنه ربما يضطر الأطباء فرز المرضى وتقديم المساعدات للأشخاص الذين لديهم فرص أكبر للنجاة والبقاء على قيد الحياة.

تابع: "وقد تكون هذه الممارسات قاسية".

وأضاف: "زملائي في المستشفى وكل الأطباء في إيطاليا يقدمون تضحيات هائلة، نعلم أن الجميع في حاجة إلينا الآن، ما يمنحنا القوة لتحمل الاجهاد والقلق. لن اتوقع إلى متى سنتمكن من الصمود".

أشار دكتور بافسي إلى أن بعض الأطباء الإيطاليين أصيبوا بالفيروس، ونقل بعضهم إلى العناية المركزة، ويؤكد: "بالنسبة لنا، فإن المخاطر كبيرة".

باعتباره طبيب تخدير مسؤول عن التعامل مع حالات الطوارئ الجراحية، لم يتعامل الدكتور بافسي بصورة مباشرة مع مرضى كورونا، ولكنه يتذكر مريضا مُسنا كان في حالة صحية سيئة وخضع لعملية إزالة ورم، وجرت العملية بشكل طبيعي، وبعد 4 ساعات استيقظ دون ألم.

3

كان ذلك في منتصف أبريل، بعد أسبوع واحد فقط بدأت الأعراض تظهر عليه، حمى شديدة، سعال. وبعد فترة وجيزة، اُصيب بالتهاب رئوي، وهو الآن في العناية المركزة، بعد أن أصبح في حالة حرجة.

يأمل الطبيب الإيطالي أن تبدأ نهاية الفيروس قريبًا، وقال: "لكننا سنعلم أنه سينتهي إذا انخفض مُعدّل انتقال العدوى".

وتابع: "استجابة المواطنين للتدابير الوقائية، والقوانين الصارمة التي تفرضها الحكومة، والخبرة التي يكتسبها الأطباء في التعامل مع الأمراض الخطيرة، وما يتردد عن العلاجات الجديدة هي ما يُبقي الأمل بداخلنا، ربما ستكون تدابير الاحتواء مجدية، ونتلقى أخبارًا جيدة في نهاية هذا الأسبوع".

وقال: "لكن حتى الآن، نحن أمام كارثة كبرى".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان