لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف أظهر كورونا أسوأ ما في البشر؟ (فيديوهات وصور)

02:00 م الإثنين 16 مارس 2020

كتبت- هدى الشيمي:

في أحد مراكز التسوق في أستراليا، هددت امرأة بطعن رجل بسكين خلال شجار على ورق المرحاض. وفي العاصمة البريطانية لندن تعرض طالب سنغافوري من أصل صيني للضرب الُمبرح وتُرك مكسور الوجه. ويستقبل المتظاهرون في جزيرة ريونيون بالمحيط الهندي ركاب الرحلات البحرية بالإساءة ويلقونهم بالصخور.

هكذا أظهر تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، أسوأ ما في المبشر، وفق شبكة (سي إن إن) الأمريكية التي رأت أنه "ربما تكون هذه أكبر مخاطره".

أوضحت الشبكة الأمريكية أن ورق المرحاض متوفر في استراليا ومن المستبعد نفاده من الأسواق قريبًا، ولا يوجد أي صلة تربط الطالب السنغافوري بكورونا، ولم يكن أحد من ركاب السفينة التي وصلت إلى جزيرة رينيون مُصابا بالفيروس، ومع ذلك لجأ الجميع إلى العنف، ويبدو أن البشر سيتبعون هذا النهج مع سرعة تفشي الفيروس وغياب أي عقار لشفائه.

هل يتحد العالم ضد كورونا؟

ورغم أن هذه الحوادث غير المنطقية والتي تنم عن أنانية شديدة مُجرد استثناءٌ وليس قاعدة، قالت الشبكة الأمريكية إنه بناء على مراقبة ما يجري في العالم بالتزامن مع تفشي الفيروس يبدو أن البشر سيتعاملون مع كل ما يتعلق بكورونا بنفس الطريقة، وهو ما يُثير الشكوك حيال قدرة العالم على الاتحاد والتصدي للأزمة.

لا تزال هناك مشكلة واضحة في التنسيق بين الدول للقضاء على المشكلة التي باتت تشكل تحديا للبشرية، رغم تحركات قادة الدول المتضررة لاتخاذ الإجراءات والتدابير للسيطرة على الوضع، من فرض إجراءات صارمة على الحركة والانتقال، وتخصيص مبالغ كبيرة لمكافحة الفيروس، والتعهد بتحسين الخدمات الصحية، وتوفير أماكن إضافية في المستشفيات ومراكز العلاج، وتخصيص كوادر طبية لعلاجه.

هل يُجدي التنسيق الاقتصادي؟

تنفد أقنعة الوجه في جميع أنحاء العالم والمواد المُعقمة وأدوات الوقاية في كل مكان بالعالم، لأن الأشخاص الذين لا يحتاجون إليها يخزنونها في منازلهم. ذكرت (سي إن إن) أن الولايات المتحدة تخزن الأدوات الوقائية، فيما حظرت كوريا الجنوبية، ألمانيا، روسيا، من بين دول أخرى، تصديرها لضمان حصول شعبها على ما يكفي منها.

أما الهند، التي تصنع 20 % تقريبًا، من الأدوية والعقاقير الطبية، أوقفت تصدير بعض الأدوية، لفتت (سي إن إن) إلى أنها غير قادرة على الحصول على المكونات من الصين، ما عطّل قدرتها على تحقيق الانتاج المعتاد، ولكن من المُرجح أيضًا أنها تحتفظ بالأدوية لشعبها.

هل ينتصر الشعبيون؟

تفشى كورونا في الوقت الذي يتشكك فيه العالم في العولمة، بينما يدعو الشعبيون والأحزاب المناهضة للعولمة والانفتاح على المزيد من العزلة.

كان زعيم المعارضة اليمنية المتطرفة الإيطالي ماتيو سالفيني، دعا مؤخرًا إلى إغلاق الحدود بين الدول الأوروبية.

فيما اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كورونا "فيروس أجنبي"، وأدان عجز أوروبا على التعامل مع تفشيه بالسرعة الكافية، وأعلن قيودًا صارمة على السفر من أكثر من 20 دولة أوروبية، وتم تمديد الحظر، السبت الماضي، ليشمل المملكة المتحدة وأيرلندا.

حتى الآن، أودى الوباء بحياة أكثر من 5000 شخص، وأصاب أكثر من 150 ألف آخرين، ووصل إلى كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية، ويعبر الحدود الجغرافية رغم إغلاقها وتشديد الأمن عليها.

التقى القادة الأوروبيون عدة مرات، ولكنهم لم يعلنوا عن التنسيق فيما بينهم إلا الخميس الماضي. أشارت سي إن إن إلى أن أول القرارات التنسيقية بين قادة أوروبا تمثلت في التحفيز الاقتصادي، عوضًا عن وضع خطة تساعد على إبطاء انتشار الفيروس.

تُشكك الشبكة الإخبارية في فعالية الأدوات الاقتصادية في الحد من انتشار الفيروس، حتى الآن لا تزال إيطاليا، وهي أكثر الدول تضررًا من كورونا بعد الصين، تشكو من أن المساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي بطيئة للغاية، خاصة وأنها كانت في أمس الحاجة للأقنعة الوقائية وبعض الأجهزة الطبية.

انتقد قادة الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء بسبب تخزين المعدات الوقائية كما الأقنعة.

لماذا يتصرف البشر بأنانية وجنون؟

يميل البشر، بغض النظر عن ثقافتهم أو مكانتهم الاجتماعية، إلى التصرف بأنانية وغير عقلانية عندما يشعرون بأنهم في أزمة كبيرة. قال باول سلوفيك، عالم النفس في جامعة أوريجون، إن هذه السلوكيات ترجع إلى ميل البشر بالثقة في مشاعرهم إزاء الحقائق، وهي طريقة تفكير قديمة وغالبًا ما يقوم بها البشر دون دراية لمواجهة المخاطر.

حسب سلوفيك، فإن هناك طريقتين رئيسيتين للتفكير البشري، الاحساس البديهي القائم على المشاعر، والاحساس الأكثر عقلانية القائم على التفكير العلمي والأدلة والعقل، وخلال فترات الأزمات تغلب الطريقة البديهية وتصبح المُهيمنة على الموقف.

يختلف التعامل مع كورونا عن التصرف مع المشاكل والأزمات الأخرى. قال سلوفيك، لسي إن إن، إن البشر قديمًا كانوا يتعاملون مع مخاطر وتهديدات مباشرة مثل المخلوقات الأكبر حجمًا المفترسة، أو الحروب مع القبائل الأخرى، كانت كلها ملموسة أو مباشرة، لذلك كان رد فعلهم مفيدًا ومُلهمًا، تمكنوا من تطوير الأسلحة واكتشاف النار، وغيرها من الأمور التي ساعدت البشرية لاحقًا.

والآن، يبحث الناس عن تهديد ملموس يواجهونه، لذلك صبّ البشر غضبهم على ركاب السفن البحرية، أو الأشخاص الذين ينتمون إلى أصول صينية أو آسيوية، ويتسابقون لتخزين السلع والمنتجات كي يشعرون بالأمان.

حسب سلوفيك، فإنه من الطبيعي أن يشعر الناس بالخوف والتهديد إزاء الأشخاص الذين يأتون من ووهان، بؤرة انتشار الفيروس، أو القادمين من الصين أو إيطاليا أو إيران. وقال: "هذه استجابة طبيعية ووقائية، والتي من الممكن أن تصبح مبالغا فيها أحيانًا، وقد تتسبب في إلحاق أضرار ببعض الأشخاص في أحيان أخرى".

يتحد البشر عندما يشعرون أنهم جميعًا يواجهون تهديدًا واحدًا، حسب سوزان ميشي، الأخصائية النفسية في كلية لندن الجامعية.

قالت ميشي إن أغلب الأشخاص يميلون إلى التعاون والتنسيق فيما بينهم عندما يشعرون بأنهم جميعًا يواجهون تهديدًا واحدًا، وسيزداد اتحادهم عندما يشعرون أنهم يستطيعون الاعتماد على الحكومات والمجتمع لتوفير الخدمات الطبية، وعندما يجدون الجهات المختصة تعاملهم جميعًا بنفس الطريقة، وهو ما حدث في بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية.

لكن المشكلة تتفاقم، حسب ميشي، عندما يتجاوز الطلب على الرعاية الصحية، والغذاء، والأدوية والعقاقير والمواد الوقائية إمكانات الدول.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان