"هآرتس": هل يعتمد نتنياهو على الجنس والفضائح للفوز بالانتخابات الثالثة؟
كتب- محمد عطايا:
يصوت المستوطنون في دولة الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين المقبل، على الانتخابات التشريعية الثالثة، بعدما فشلت عملية التصويت السابقة في إفراز الكتلة ذات الأغلبية في "الكنيسيت"، ومن ثم فشل تشكيل حكومة منذ شهور.
واختتم رئيس حكومة تسيير الأعمال بدولة الاحتلال، زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، ومنافسه زعيم حزب أزرق أبيض، بيني جانتس، مساء السبت، الحملة الانتخابية الثالثة في أقل من عام، عشية انتخابات صارت نتائجها رهنًا بمدى رغبة الناخبين في المشاركة.
ورغم المنافسة الشديدة بين الخصمَين اليمينيَّين؛ فإن بعض وسائل الإعلام العبرية نشرت إحصائيات قالت إنها تظهر تقدم وشعبية نتنياهو على منافسه ذي الخلفية العسكرية.
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن نتنياهو ربما اعتمد على حملة تشويه قاسية لمنافسه جانتس، من خلال بعض التسجيلات والتسريبات التي أظهرته ضعيفًا ولا يحظى بثقة الناخبين.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن قناة "12" العبرية، نشرت تسجيلًا مثيرًا للمستشار الاستراتيجي لبيني جانتس، إسرائيل بشار، قال فيه الأخير ما يوحي بأن جانتس "جبان لا يجرؤ أبدًا على مهاجمة إيران".
خبراء سياسيون داخل دولة الاحتلال أكدوا أن شهادة بشار من المحتمل أن تسيء إلى جانتس في الساعات القليلة المتبقية قبيل الانتخابات. ووَفقًا لـ"هآرتس"، تبين أن بشار قد تم التسجيل له بشكل خفي خلال حديث خاص مع حاخام، على صلة وثيقة بمحامي نتنياهو، وأنه (الحاخام) قابل نتنياهو في اليوم السابق للمقابلة.
يعتقد القادة السياسيون في دولة الاحتلال أن مكتب نتنياهو مسؤول بشكل مباشر عن تدبير بعض الحيل لتشويه سمعة منافسيه في الانتخابات المقبلة.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، عمل مساعدو نتنياهو على تشويه سمعة جانتس، بإظهاره أنه فاسد وجبان، وذلك وفقًا لـ"هآرتس"، التي أشارت إلى تسريبات في أبريل الماضي حول اختراق إيراني لهاتف جانتس، فضلًا عن انتشار تسريبات جيدة في وسائل الإعلام حول مقاطع فيديو يفترض أنها محرجة وجدت على الهاتف، كما اتهم نجل نتنياهو، يائير، جانتس على موقع "تويتر"، بأن الأخير أرسل شرائط جنسية إلى محبيه خلال عدوان إسرائيلي على غزة.
وعمل نتنياهو بنفسه على تشويه سمعة رئيس أركان جيش الاحتلال السابق باعتباره خائنًا يبيع روحه مقابل الحصول على الدعم من القائمة المشتركة المدعومة من العرب إلى حد كبير.
في المقابل، ظهر جانتس -وفقًا لـ"هآرتس"- غاضبًا في رده على مزاعم ومحاولات التشويه التي يقودها نتنياهو، رافضًا بغضب مزاعمه ووصف إعادة انتخابه بالكارثة على مستقبل دولة الاحتلال.
ويمكن النظر إلى نسبة المشاركة على أنها العامل المجهول في هذا الاقتراع الثالث. فبين أبريل وسبتمبر ارتفعت نسبة المشاركة بنقطة ونصف النقطة؛ خصوصًا بسبب مشاركة الناخبين العرب بكثافة. ولامست النسبة الإجمالية في حينه 70%.
وحلَّت الأحزاب العربية المنضوية تحت عباءة "القائمة المشتركة"، ثالثةً في حينه، وتأمل حاليًّا في زيادة عدد مقاعدها. وتعوّل في ذلك على معارضتها "خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب" للشرق الأوسط والتي يدافع عنها كل من نتنياهو وجانتس.
وقال رئيس هذه القائمة، أيمن عودة، لـ"فرانس برس": "نريد سقوط نتنياهو عرّاب صفقة القرن"، في إشارة إلى الخطة الأمريكية التي تنص بشكل خاص على جعل القدس عاصمة "غير مجزّأة" لدولة الاحتلال.
في هذه الأثناء، يحلّ ضيف جديد على هذا الاقتراع الثالث، متمثلًا في فيروس كورونا المستجد. وخلال الأيام العشرة الأخيرة، غطَّى هذا الوباء جزئيًّا في الإعلام على الحملات الانتخابية بعدما سجَّلت في دولة الاحتلال ست حالات على الأقل.
واتخذت السلطات سلسلة من التدابير العاجلة على غرار إنشاء مركز اتصال مخصص للتدقيق في الحالات المشتبه فيها وطمأنة السكان ومنع مسافرين من زيارة إسرائيل إذا كانوا آتين من عدد من الدول؛ من بينها إيطاليا.
وفي ما يتعلق بالانتخابات، حذّر وزير الأمن الداخلي من "الأخبار المغلوطة" عن الفيروس الذي من شأنه، وفقًا له، التأثير سلبًا على اقتراع الإثنين، في حال قرر ناخبون مقاطعة المراكز الانتخابية خشية انتقال العدوى إليهم.
فيديو قد يعجبك: