إعلان

"درء المفاسد مُقدّم".. كيف استقبل العالم الإسلامي قرار تعليق العُمرة؟

04:41 م السبت 29 فبراير 2020

مناسك العمرة

كتبت – إيمان محمود:

في خطوة وصفتها بـ"الاستباقية والمؤقتة"، قررت المملكة العربية السعودية، الخميس، تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، خوفًا من انتشار فيروس كورونا المُستجد، ووفقًا للمعايير التي تحددها الجهات الصحية المختصة بالمملكة.

وقال نائب وزير الحج والعمرة عبدالفتاح مشاط، إن تعليق المملكة العربية السعودية لتأشيرات العمرة إجراء استباقي ومؤقت، مضيفًا أن "الوزارة أكدت على جميع الشركات لمتابعة المعتمرين وتقديم كافة التسهيلات لهم، حيث أن هناك تعاونًا مع وزارة الصحة لتنفيذ كافة التعليمات لحماية المعتمرين"، بحسب ما نقلته قناة "العربية".

لقى هذا القرار تأييدًا واستحسانًا من العالم العربي والإسلامي، إذ اعتبره الكثير اجراءًا ضرورية للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن الذين يأتون من كل العالم لإقامة الشعائر المُقدسة.

مصر: "درء المفاسد مُقدم على جلب المصالح"

بدورها، قالت دار الإفتاء المصرية إن قرار السعودية يتفق مع أحكام الشريعة للحفاظ على أرواح المعتمرين.

وأشادت الدار بجهود المملكة تحت قيادة الملك سلمان، في خدمة ضيوف الرحمن الذين يتوافدون إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة، مشيرة إلى أن سلطات المملكة لا تدخر جهدًا في توفير كافة سبل الراحة وتذليل الصعاب التي تواجه ضيوف الرحمن.

وقالت الدار: "نؤيد وندعم بكل قوة مواقف المملكة وحرصها الشديد على أمن واستقرار المشاعر الدينية وكل ما تتخذه من إجراءات لضمان تحقيق ذلك، وسعيها الدؤوب للحفاظ على أرواح المعتمرين وضيوف الرحمن".

ولفتت إلى أن قرار التعليق المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوي الشريف يأتي استنادًا للقاعدة الفقهية "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".

كما أشاد الأزهر الشريف بقرار المملكة، قائلاً إن هذه الإجراءات جائزة ومشروعة ومأجورة، بل هي واجبة شرعًا لحفظ النفس، وهو أحد مقاصد الشريعة الإسلامية الذي تدور حوله الأحكام الجزئية والفرعية حمايةً للناس وللمجتمعات ، مشدداً على أن الإسلام حث على دفع الضرر وأمر باتخاذ التدابير والاحتياطات كافة لمنع انتشار الأمراض والأوبئة

رابطة العالم الإسلامي: "واجب شرعي"

من جانبها، أكدت رابطة العالم الإسلامي باسم علماء ومفكري العالم الإسلامي المنضوين تحت مجامعها وهيئاتها العالمية تأييدها الكامل للإجراءات الاحترازية المؤقتة التي اتخذتها المملكة تطبيقاً للمعايير الدولية المعتمدة لدعم جهود الدول والمنظمات الدولية، وبالأخص منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار فيروس كورونا ومحاصرته والقضاء عليه.

وأوضح بيان للرابطة صدر عن أمينها العام ورئيس مجلس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بأن الرابطة تؤكد أن الإجراء الوقائي المؤقت هو من "الواجب الشرعي الذي تشهد له نصوص الشريعة"، فضلاً عن أهمية التقيد بالمعايير الدولية في هذا الشأن، وأن هذا القرار يؤكد من جانب آخر حرص المملكة على سلامة المعتمرين والزوار من خطر انتشار هذا المرض.

وأشار بيان الرابطة إلى أنها تلقت تأييد علماء العالم الإسلامي لهذا القرار المُلِح معتبرينه إجراءً مهماً تُمليه الضرورة الشرعية والمتطلبات الدولية، وأن التساهل في ذلك يرتب مسؤولية كبيرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يُوْرِدْ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ".

الإمارات: "مقصد شرعي أصيل"

أكدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية، اليوم السبت، أن القرار الذي اتخذته الملكة، هو مقصد شرعي أصيل ينطلق من تشريعات الدين الإسلامي الحنيف الآمرة بالمحافظة على الإنسان، وتأمين كل من وفد مهلا بالعمرة إلى بيت الله الحرام.

وشددت الهيئة - في بيان أوردته وكالة الأنباء الإماراتية - على أن حفظ الأنفس ضرورة شرعية، وأولوية إنسانية، توليها السعودية كل اعتبار ورعاية، في كل قراراتها المتصلة بكعبة المسلمين وقبلتهم.

وأشارت الهيئة إلى أن قرار التعليق المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوي الشريف، قرار استشرافي حازم يؤكد دور السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بمجال الريادة العالمية والاحترافية الاستراتيجية في إدارة الأزمات، والاستجابة العالية لتقارير منظمة الصحة العالمية بأخذ الاحترازات اللازمة ضد تفشي الأوبئة والأمراض المستعصية، لتظل مكة المكرمة والمدينة المنورة واحتي أمان و سلام وطمأنينة لكل من قصدهما، وأماكن تشريف وتعظيم ومهابة لكل من دخلهما.

لبنان: "في إطار تعاليم الإسلام"

من جانبه، أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية عبداللطيف دريان، اليوم السبت، تأييده للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السعودية للحد من انتشار فيروس كورونا.

وأكد أن الإجراءات تأتي في إطار تعاليم الشريعة الإسلامية الحريصة على سلامة المعتمرين وضيوف الرحمن الوافدين من كل حدب وصوب، والمحافظة على الأمن الصحي للحد من انتشار هذا الفيروس.

السودان: "صائب وموفق"

رحبت جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، بالقرار، اعتبارًا واحترازًا مما يجري في العالم من بلاء انتشار فيروس كورونا، وتحسباً واستباقاً لخطر انتشاره من الدول التي تعاني منه إلى بلاد الحرمين.

وقال الرئيس العام للجماعة الدكتور إسماعيل الماحي: "القرار صائب وموفق، واحتراز معتبر، يتفق مع نهج المملكة في اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر وفق ما تمليه الدراسات والتوصيات من الجهات الطبية المختصة داخل المملكة وخارجها من منظمات عالمية ودولية تتابع تطور انتشار هذا المرض".

وأشار إلى أن القرار يتيح الفرصة للجهات المُختصة في المملكة والدول الأخرى لإحكام التدابير والإجراءات اللازمة لسلامة وصحة قاصدي الحرمين الشريفين والمواطنين والمقيمين.

الهلال والصليب الأحمر: "يؤكد الحرص على أرواح المعتمرين"

ثمنت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، الإجراءات الاحترازية التي أقرتها السعودية.

وأكد الأمين العام للمنظمة الدكتور صالح بن حمد التويجري أن هذه الإجراءات تؤكد حرص المملكة على سلامة أرواح معتمري وزوار الحرمين الشريفين من ضيوف الرحمن، منوهاً بدور حكومة خادم الحرمين الشريفين، وما تقدمه من تسهيلات كبيرة للحجاج والمعتمرين.

وعبّر عن تقديره للإجراءات التي اتخذتها حكومة المملكة بشكل عاجل في الوقت الذي يشهد العالم بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين لبذل كل الإمكانات والتسهيلات وتهيئة الأماكن والطاقات البشرية لخدمة المعتمرين والحجاج والزوار على مدار العام.

وأضاف التويجري أن المملكة لا تتوانى عن بذل أقصى الجهود لضمان عدم وصول هذا الفيروس إلى أراضيها التي تعتبر محط أنظار العالم، وهي مستمرة في ذات الوقت في تطبيق أعلى مستويات التأهب والاحتياطات، وتواصل جهودها الوقائية بتضافر جهود أجهزتها الحكومية المختصة في مختلف المنافذ البرية والجوية والبحرية على مدار الساعة.

وأشار إلى أن ذلك يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة دائما تستشعر مسؤوليتها تجاه حماية المواطنين والمعتمرين والزوار، إضافة إلى دورها المحوري الوقائي في المنطقة العربية ودول العالم أجمع، وحضورها الدائم في تقديم أي مساعدات من أجل احتواء هذا المرض والعديد من الأوبئة التي تهدد سلامة العالم.

البرلمان العربي: "يتماشى مع المعايير الدولية"

وأشاد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي، بالإجراءات، مشيرًا إلى تطورات انتشار فيروس كورونا المستجد وظهور إصابات في عددٍ من الدول العربية والإسلامية.

وأعرب رئيس البرلمان العربي عن تقديره العالي ودعمه للجهود التي تبذلها السعودية والإجراءات الاستباقية والوقائية للحفاظ على أمن وسلامة المعتمرين والزوار، وتطبيقها أعلى المعايير الإحترازية انطلاقاً من حرصها الشديد المحافظة على سلامة المعتمرين والزوار القاصدين زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، تماشياً مع المعايير الدولية ودعماً لجهود الدول والمنظمات الدولية، وعلى وجه الخصوص جهود منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار الفيروس والقضاء عليه.

وثمن رئيس البرلمان العربي عالياً الخدمات والأعمال الجليلة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن تحت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والعناية بعمارة الحرمين الشريفين وتسهيل أداء مناسك الحج والعمرة خدمةً لضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة من كافة بقاع العالم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان