إعلان

"تدليك وحجامة وحساء".. كيف ساهم الطب الصيني التقليدي في علاج مُصابي كورونا؟

02:57 م السبت 22 فبراير 2020

أرشيفية

كتبت- رنا أسامة:

يُسابق علماء الفيروسات في الصين ودول أخرى الزمن من أجل تطوير لُقاح جديد باستخدام أساليب التعديل الجيني، لعلاج المُصابين بفيروس كورونا الجديد "كوفيد 19" المُتفشّي منذ شهرين، من خلال إجراء أبحاث وتجارب سريرية على عدد من العقاقير التي لوحِظ أنها أثبتت فعاليتها في مكافحة الفيروس القاتل، بما في ذلك عقاقير استُخدِمت لعلاج متلازمة التهاب الجهاز التنفسي الحادة "سارس"، ومرض نقص المناعة البشري المُكتسب "الإيدز"، والملاريا، والإنفلونزا.

إضافة إلى ذلك، ساهمت الأدوية الصينية التقليدية في علاج أكثر من 85.2 بالمائة من إجمالي المرضى المُصابين بـ"كوفيد-19" حتى الاثنين الماضي، وأكثر من 90 بالمائة في بعض المُقاطعات الصينية مثل "شنشي" الواقعة في شمال غربي البلاد، و"هيلونججيانج" بشمال شرقي البلاد، وفق نتائج بيانات صادرة عن مصلحة الدولة الصينية لإدارة الطب والصيدلة التقليدية، نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".

وأشارت "شينخوا" إلى أن الجمع بين الطب التقليدي والغربي لم ينجح فقط في الحد من تدهور حالات المُصابين، لكنه ساعد على انتشال الكثير من المرضى المُصابين ذوي الحالات الخطيرة، وتحسين مُعدّلات الشفاء.

وفي بعض المقاطعات الصينية، تُستخدم العقاقير الصينية التقليدية كأساليب وقاية أيضًا، بهدف تجنّب العدوى العابرة بين العامة، بحسب شينخوا.

ينتمي فيروس كورونا الجديد إلى فصيلة الفيروسات التاجية، التي تسبب مجموعة من الأمراض الأكثر شيوعًا وصعوبة في علاجها، مثل نزلات البرد، الذي لم يُتوصل بعد إلى لقاح فعّال له، وكذلك "سارس" ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس".

ويُصيب الجهاز التنفسي العلوي، مُسببا مجموعة من الأمراض قد تتضمن الالتهاب الرئوي. لكن ثمة أدلة تثبت أنه قد يتوغل في الجسم فيصيب الجهاز العصبي المركزي ويسبب اضطرابات عصبية طويلة الأمد.

أساليب الطب الصيني التقليدي

الطب الصيني التقليدي مجموعة من القواعد الطبية المتوارثة منذ آلاف السنين، تعتمد على فكرة وجود طاقة للجسم بشكل عام تسمى "كي"، تتحرك خلال الجسم من خلال مستويات مختلفة.

يعتمد على أساليب العلاج التقليدية المتمثلة في الوخز بالإبر، والتدليك، والحجامة، والعقاقير الطبيعية (بما في ذلك الأعشاب الصينية)، والعلاج الغذائي، وكي جونج (تقنيات صينية للاسترخاء من خلال تمارين معينة للجسم والتنفس وعمليات تأمل).

وأدرجته منظمة الصحة العالمية لأول مرة في مخططها الطبي العالمي في مطلع أكتوبر 2018، بحسب شينخوا.

وأظهرت نتائج العلاج المُتبعة مع المُصابين بالفيروس، أن الطب الصيني التقليدي ساهم في تحسين حالة المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض خفيفة، بما في ذلك خفض الحرارة وتخفيف حدة السُعال، بشكل ملحوظ، كما قال وانج شيان بو، مدير مركز تجميع وتكامل الطب الصيني والطب الغربي في مستشفى ديتان المتخصصة في علاج الأمراض المعدية في الصين.

أما بالنسبة للمرضى ذوي الحالات الخطيرة والحرجة، أشار المسؤول الصيني إلى اتباع نظام "فحص مزدوج" بأساليب متكاملة تجمع بين الطب الصيني والطب الغربي، وهو ما أدى إلى تحسّن حالة بعضهم بشكل كبير.

وفق الأرقام الرسمية المُعلنة، تعافى حتى الآن أكثر من 20 ألف مُصاب- بينهم رُضّع وكبار سن- وغادروا المُستشفيات في الصين و30 دولة أخرى ضربها الفيروس، باستثناء دول إيران ولبنان وإسرائيل.

نقلت "شينخوا" عن امرأة صينية مُتعافية من الفيروس تُدعى بينج (64 عامًا) قولها: "عندما تمكن مني المرض بشكل خطير، كان من الصعب عليّ أن أتنفس بشكل طبيعي. لكني بدأت أشعر بتحسن أعراض ضيق الصدر والتقيؤ والسعال بعدما تناولت العقاقير الصينية التقليدية بضعة مرات، كما تحسنت مؤشرات جسمي الحيوية بشكل ملحوظ في فحص التصوير المقطعي المحوسب".

كانت بينج نُقلت إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى ديتان في العاصمة الصينية بكين في 20 يناير الماضي، ثم بدأت تتلقى العلاج بأسلوب الطب الصيني التقليدي، إلى جانب إخضاعها لبعض تدابير الطب الغربي المُمثلة في "تناول المضادات الحيوية والعلاج بالأوكسجين"، ما أسهم كثيرًا في تحسن أعراضها بشكل ملحوظ في 6 فبراير.

وفي هذا الصدد، اتبعت مقاطعة جيجيانج الواقعة في شرقي الصين تدابير متنوعة لمواجهة تهديد الفيروس، تتمثل في التأكد من "ضمان الوصفات الطبية الصينية الجاهزة للوقاية والسيطرة على انتشار الفيروس بين من كانوا على اتصال وثيق مع العامة المُعرضين للإصابة، وضمان تهيئة الظروف اللازمة لاستخدام الطب الصيني التقليدي في معالجة الحالات المُشتبه بإصابتها".

"حساء تنظيف الرئة"

أما في مقاطعة جوانجدونج بجنوبي الصين، التي سجّلت 5 وفيات إلى الآن، فجرى اتباع سياسة علاجية دقيقة تحمل اسم "وصفة طبية صينية منفردة لشخص واحد" على جميع المرضى ذوي الحالات الحرجة، إضافة إلى التدخل المبكر في علاج المُشتبه بإصابتهم، أو المُصابين بشكل خفيف، باستخدام العقاقير الصينية التقليدية، وفق شينخوا.

وبينما يُساعد التشخيص المبكر للحالات المصابة في احتواء تفشي المرض، ابتكر المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها مجموعة أدوات تعتمد على تحليل الحمض النووي للكشف عن "كوفيد 19".

وتعتمد هذه الأدوات على تقنية جديدة تظهر النتائج في غضون 4 ساعات، رغم أنها تتطلب معدات معملية باهظة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ويعمل باحثون بجامعة كاليفورنيا وعدد من شركات التكنولوجيا الحيوية على تطوير طرق تشخيص حديثة، تعتمد على تقنية "كريسبر" للتعديل الجيني لرصد الفيروس لدى المصاب قبل ظهور أعراضه.

وفي 6 من الشهر الجاري، أوصت لجنة الصحة الوطنية بالصين باستخدام نوع من العقاقير الصينية التقليدية يُعرف باسم "حساء تنظيف الرئة والتخلص من السم" في جميع أنحاء البلاد، وذلك بعد إثبات فعاليته على 214 حالة سريرية.

بعد 10 أيام من استخدام هذه العقاقير، وفق نتائج اللجنة، تم علاج 701 مُصابًا في 57 مؤسسة طبية في 10 مقاطعات صينية، وغادر 130 منهم المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء، واختفت أعراض الفيروس نهائيًا على 15 حالة منهم، فيما تحسّنت أعراض 268 حالة، ولم تتفاقم بشكل مطرد في 212 حالة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان