الإيكونومست: قطر تُخرس المنتقدين والمعارضون "يعيشون في خوف"
كتب – محمد الصباغ:
قالت مجلة الإيكونومست البريطانية في تقرير لها، إن قطر أقل تسامحا مما تبدو عليه؛ إذ أنها "تُخرس المعارضين، بينما يهدد الأمير تميم بن حمد آل ثاني من يتجرؤون من المعارضة."
وتعيش قطر في عزلة بعد قطع دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين العلاقات معها في عام 2017، لاتهامها بدعم الإرهاب واحتضانها لعناصر مصنفة على قوائم الإرهاب، بجانب التدخل في شئون الدول المجاورة عبر مؤسستها الإعلامية الجزيرة، وتنفي الدوحة ذلك.
الإيكونومست ذكرت في تقريرها المنشور بعددها هذا الشهر، ونقله موقعها الإلكتروني، أنه لعقود روجت قطر لفكرة أنه دولة منفتحة في منطقة يسودها القمع، حيث هي ملاذ لكل العرب الذين يشعرون بالاضطهاد، لكن أميرها تميم بن حمد لا يبدي أي تسامح مع الانتقادات الموجهة إليه.
وتضيف أنه خلال الشهر الماضي، أصدر أمير قطر قرارا يقضي بالسجن خمس سنوات أو غرامة تعادل قيمتها 27 ألف دولار لمن "يبث أو ينشر أو يعيد نشر شائعات متحيزة أو أخبار خاطئة، أو بيانات أو أخبار... تهدف للإضرار بالأمن القومي، أو تثير الرأي العام أو تخالف النظام الاجتماعي".
شبهت المجلة صور تميم المنتشرة في شوارع العاصمة القطرية الدوحة بالأخرى التي كانت موجودة لصدام حسين في العاصمة العراقية بغداد، وأبرز شعاراتها كان "تميم المجد".
كما أن الصحف القطرية عادة ما تصدر بنفس القصص في الصفحة الأولى، وتقريبا نفس العناوين. وكانت القصة الرئيسية في الثالث والعشرين من يناير على سبيل المثال، حول احتفال تخرج دفعة جديدة في كلية الشرطة، مع ذكر اسم الأمير تسع مرات.
وتقول الإيكونومست إن الأكاديميين القطريين لا يمكنهم المخاطرة بالابتعاد عن السائد، وبحسب كاتب عائد من محاضرة في الكويت حول حقوق الإنسان "لا يمكنني تنظيم ورشة".
نقلت المجلة عن منتقدين أن المؤسسات المعنية بمساءلة الحكومة مجرد "ديكور". وأشارت إلى البرلمان واللجنة الاستشارية، يجلس أعضائهم في مباني فخمة، لكن الـ45 عضوا من المعينين لا يمتلكون حتى سلطة صغيرة، كما أن الانتخابات التي وُعد بها في عام 2003 لم تظهر حتى الآن.
تقول منظمة تراقب لوسائل الإعلام في قطر للإيكونومست: "الجزيرة لها الحرية في انتقاد الدول الأخرى لكنها لا تنتقد أمير قطر أبدا". وأبرز التقرير أن القناة الممولة من الدولة القطرية فردت ساعات من البث لأزمة النساء السعوديات اللواتي يهربن للجوء في الغرب، لكنها صمتت حيال النساء القطريات اللواتي يسعين للجوء في بريطانيا.
وحينما سألت المجلة مصطفى سواج المدير العام لشبكة الجزيرة عن عدم وجود منتقدين للحكومة القطرية في برامج القناة، قال "لا توجد معارضة قطرية".
هناك شكوك من القطريين في قرار الأمير تميم بن حمد، وبحسب الإيكونومست، هم يتساءلون حول سبب المليارات المنفقة على الجهات الخارجية وصفقات الأسلحة والمعاناة في الوصول لمصالحة مع السعودية.
"نحن في خوف" قالها نجيب النعيمي وزير العدل الأسبق في قطر والممنوع من السفر إلى الخارج، ويضيف للمجلة البريطانية "يتحفظون على جواز سفرك أو ممتلكاتك ويتركونك مواطن بلا دولة، لو تحدثت".
ومع اقتراب موعد انطلاق كأس العالم لكرة القدم الذي تنظمه قطر عام 2022، يبدو أن المخاوف بين السكان المحليين المحافظين بسبب المشجعين السكارى، وأعلام إسرائيل التي يمكن أن ترتفع في الدولة الخليجية.
فيديو قد يعجبك: