إعلان

هل تشهد سوريا حربًا مباشرة بين تركيا وروسيا؟

02:10 م الخميس 13 فبراير 2020

بوتين وأردوغان

كتبت- هدى الشيمي:

تحدثت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عما أسمته "لعنة سوريا"، وقالت إنه مع الهدوء النسبي الذي يسود أنحاء البلاد بعد اندلاع الحرب التي أوشكت على اكمال عامها التاسع، إلا أنه دائمًا ما يحدث تطور جديد يشعل الأزمة، والآن ولأول مرة تتعاظم احتمالات حدوث مواجهة بين روسيا وتركيا على الأراضي السورية.

وأضافت الشبكة الأمريكية أن الأسبوع الماضي شهد مواجهة واضحة ومباشرة بين تركيا وروسيا، بسبب استمرار تقدم قوات النظام نحو إدلب، شمال غرب سوريا، والتي تسعى أنقرة إلى السيطرة عليها، نظرًا لقربها من حدودها.

لم يقتصر الأمر على حرب الوكلاء ووصل إلى حدود الهجوم المشترك بين أنقرة وموسكو، فيما يتساءل بعض المحللين والمراقبين الدوليين عما إذا كانت إدلب ستمهد لحدوث نزاع كبير بين البلدين اللتين لعبتا دورًا كبيرًا في الأزمة منذ اندلاعها وحتى الآن، فتركيا كانت الداعم الرئيسي للمعارضة في سوريا، أما روسيا فتمكنت من خلالها مساندتها لبشار الأسد مساعدته على تغيير دفة الحرب لصالحه، واستعادة السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، ولم يبقَ أمامه الآن سوى إدلب، آخر معاقل المعارضة المسلحة.

ووصفت سي إن إن التطور الأخير في الأزمة السورية بـ"الزلزالي"، لاسيما وأن إدلب إحدى مناطق تخفيض النزاع الأربعة التي اتفقت عليها روسيا وتركيا في عام 2017، وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعهد بالثأر من مقتل 13 جنديا تركيا في الأراضي السورية خلال عمليات قوات النظام.

وقال أردوغان، في كلمة ألقاها أمس الأربعاء، إن الجيش التركي سيهاجم قوات الحكومة السورية في أي مكان، بالوسائل البرية أو الجوية إذا أصيب أي جندي تركي بسوء، في الوقت الذي تسعى فيه حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إلى استعادة السيطرة على محافظة إدلب.

وأكدت أنقرة أنها لن تسمح بما اعتبرته "عدوان" من قبل قوات الأسد، وطالبت أنقرة موسكو بإنهاء هجوم قوات النظام على إدلب، وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنّ بلاده تنسّق مع روسيا بشكل وثيق بعد الاشتباكات، وأضاف أنّ وفداً من روسيا سيزور تركيا لإجراء مزيد من المحادثات.

وشدد جاويش أوغلو على أن هدف بلاده على الأرض في إدلب ليس روسيا، وقال "من نفّذ الهجوم هناك؟ إنه النظام. من هاجم جنودنا؟ إنه النظام. من قام بمضايقة مواقع المراقبة لدينا؟ إنه النظام".

كما عززت تركيا مواقعها العسكرية في إدلب، حيث أرسلت مئات الآليات المحملة بقوات خاصة وصواريخ وعسكريين خلال الأيام الماضية.

في المقابل، أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، اليوم الخميس، أن الكرملين لا يرى نزاعا فيما يحدث في إدلب بل هو محاربة القوات المسلحة السورية للإرهاب على أرض بلادها.

وقال بيسكوف: "الحديث لا يدور حول نزاع، بل حول عدم تنفيذ اتفاقات سوتشي، وحول الالتزامات التي أخذتها الأطراف على نفسها وفق الاتفاقات".

وأضاف أن الحديث يدور بالدرجة الأولى عن محاربة الإرهاب التي تقوم بها القوات المسلحة السورية في أراضي بلدها.

تصعيد جديد

يرى تشارلز ليستر، زميل أقدم في معهد الشرق الأوسط، أن الصراع في سوريا وصل إلى مستوى جديد الآن، وقال، حسب سي إن إن، إنه بالنظر إلى تصرفات أردوغان والاعتبارات التي يضعها في ذهنه فإنه من الصعب توقع أي شيء، ولكن من المحتمل أن يحدث تصعيد جديد في الأحداث.

كما ينذر تصاعد حدة النزاع في إدلب بتفاقم الأزمة الأنسانية، لاسيما مع تواجد حوالي 4 مليون شخص هناك يعانون من ويلات القصف والمعارك المستمرة، فيما هدد اردوغان بالسماح بالنازحين للوصول إلى أوروبا، ما يُثير مخاوف حدوث موجة نزوح كبرى أخرى ربما لن تستطيع القارة العجوز استيعابها.

مغامرة تركيا

وقال آرون شتاين، من معهد ابحاث السياسة الخارجية، إن سلسلة الاتفاقات التي توصلت إليها روسيا اشترت وقتًا لتركيا، ما أخر حدوث هذا التصعيد لحوالي 500 يومًا، ولكن في النهاية وجدت أنقرة نفسها مُضطرة للقيام بشيء ما.

حسب شتاين، فإن أنقرة كانت حريصة على ترك مجال لروسيا للاشتراك في الحوار، مع التركيز على توجيه رسائل قاسية للنظام السوري اعتراضًا على أفعاله، ويستبعد الباحث ألا تساعد موسكو أنقرة في هذه المسألة.

قد تخاطر تركيا بقتل روس إذا قررت خوض حرب ضد النظام السوري، لاسيما وأن موسكو لن تسحب قواتها من الأراضي السورية، ولن تضغط على الأسد كي يتوقف عن قتاله لاستعادة إدلب.

وأرجع شتاين موقف تركيا الضعيف في سوريا إلى قرارها بتحدي حلفائها الغربيين، وشنّ هجمات على الأكراد السوريين العام الماضي في عدوانها العسكري على شمال سوريا لتطهيرها ما ادعت أنهم إرهابيين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان