إعلان

مرض مُعدٍ ومميت.. ماذا نعرف عن اللشمانيا بعد إثارتها للجدل في السعودية؟

02:19 م الخميس 10 ديسمبر 2020

اللشمانيا

كتبت- رنا أسامة:

على مدى الساعات الماضية، تداول رواد التواصل الاجتماعي في السعودية تقارير تُفيد بانتشار عدوى "اللشمانيا" في منطقة الثمامة بالرياض، وهو ما نفته وزارة الصحة بالمملكة.

وقال الدكتور محمد الزهراني، المدير العام لنواقل المرض الأمر المشتركة بوزارة الصحة السعودية، إنه تم تكليف فريق طبي لفحص جميع الموجودين (وافدين وسعوديين) على مدار الأسبوعين الماضيين في الثمامة، بناء على شكوى، و"لم تُكتشف أي إصابة بالمرض".

وأوضح الزهراني في تصريحات لقناة الإخبارية السعودية، أن العدوى باللشمانيا تتم من خلال حشرة ناقلة تسمى "ذبابة الرمل"، وتُرى بالعين المجردة ملليمترات صغيرة للغاية، مؤكدًا أن العدوى لا تنتقل بالتلامس أو بالتنفس أو بالمخالطة على الإطلاق.

وأكّد المسؤول السعودي أن الوضع " طبيعي للغاية" في الثمامة، مُشيرًا إلى أن "المرض يوجد بالمملكة في المناطق الريفية فقط".

ما هو اللشمانيا؟

تُعرّفه منظمة الصحة العالمية بأنه "عدوى طفيلية تنتقل بوساطة لدغات ذباب الرمل المصاب بالطفيلي". وينشط هذا الذباب في ساعات المساء، والشفق، والليل، أي من غروب الشمس حتى الفجر، كما يكون أكثر انتشارًا في المناطق الريفية.

هناك 3 أشكال مختلفة للشمانيا، المعروف أيضًا بـ"داء اللشمانيات":

- اللشمانيات الحشوي المعروف أيضًا بالكالازار: وهو مرض مميت في 95% من الحالات إذا تُرٍك دون علاج. ويتميز بنوبات غير منتظمة من الحمى، وفقدان الوزن، وتضخم الطحال والكبد، وفقر الدم.

تتركز معظم حالاته في البرازيل وشرق أفريقيا والهند. ويُقدّر عدد حالاته الجديدة حول العالم بما يتراوح بين 50 ألفًا و90 ألفًا سنوياً، تُبلّغ الصحة العالمية بنسبة تتراوح بين 25 و45% فقط منها. وفي عام 2018، تركزت أكثر من 95 بالمائة من الحالات الجديدة في 10 بلدان: (البرازيل والصين وأثيوبيا والهند والعراق وكينيا ونيبال والصومال وجنوب السودان والسودان).

- اللشمانيات الجلدي: أكثر أشكال داء اللشمانيات شيوعًا ويسبب آفات جلدية، تتمثل بشكل أساسي في التقرحات، في الأجزاء الظاهرة من الجسم، مُخلفًا ندوبًا دائمة وعجزًا خطيرًا. ويحدث حوالي 95% منه في الأمريكيتين وحوض البحر المتوسط والشرق الأوسط ووسط آسيا.

وفي عام 2018، تركزت أكثر من 85% من الحالات الجديدة في 10 بلدان (أفغانستان والجزائر وبوليفيا والبرازيل وكولومبيا وجمهورية إيران الإسلامية والعراق وباكستان وسوريا وتونس). ويُقدّر عدد الحالات الجديدة سنويًا بما يتراوح بين 600 ألف إلى مليون حالة عالميًا.

- اللشمانيات المخاطي الجلدي: يسبب التلف الجزئي أو الكلي للأغشية المخاطية للأنف والفم والحنجرة. ويتركز أكثر من 90% منه في دولة بوليفيا المتعددة القوميات والبرازيل وإثيوبيا وبيرو.

عالميًا، يقدّر عدد حالات الإصابة به بين 700 ألف ومليون حالة سنويًا، وفق تقديرات الصحة العالمية.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة به هم: (الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الاستوائية، وشبة الاستوائية، وجنوب أوروبا).

ما أعراضه وآثاره الجانبية؟

اللشمانيا الجلدية قد لا تظهر أعراض، أو علامات عند بعض المصابين بها، ولكن قد يعاني آخرون من قرحة واحدة أو أكثر على البشرة.

وقد تتغير شكل القرحة أو حجمها مع مرور الوقت، حتى تتكون قرحة لها حواف مرتفعة على شكل "فوهة بركان". وعادة ما تكون غير مؤلمة، ولكنها قد تصبح مؤلمة. وقد تتورم الغدد الليمفاوية لدى بعضهم، بحسب المنطقة المُصابة.

أما اللشمانيا الحشوية، فقد يُصاب بها بعض الأشخاص بدون أعراض. وقد تظهر أعراض على آخرين في شكل "ارتفاع درجة حرارة الجسم، وفقدان الوزن، وتضخم الطحال والكبد، ونقص في عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)، ونقص في عدد خلايا الدم البيضاء، ونقص في عدد الصفائح الدموية".

وفيما يتعلّق بالمُضاعفات؛ فتتمثل في اللشمانيا الجلدي في (نزيف، أو تشويه، أو التهابات أخرى بسبب ضعف الجهاز المناعي قد تفضي للوفاة).

أما في اللشمانيا الحشوي، فغالبًا ما تكون قاتلة بسبب تأثيراتها على الأعضاء الداخلية والجهاز المناعي. والمُصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أكثر عُرضة للإصابة به.

ما علاجه؟

يُعالج اللشمانيا بحسب توجيهات الطبيب المناسبة للحالة. وتلتئم -غالبًا- القرح في حالة اللشمانيا الجلدية دون علاج، ولكنها تسبب ندبات قبيحة. وفي عدوى اللشمانيا الحشوية الشديدة، قد تفضي إلى الوفاة إذا لم تُعالج.

ولا توجد لقاحات، أو أدوية لمنع الإصابة بذلك المرض. وأفضل طريقة للمسافرين لمنع الإصابة بالداء هي حماية أنفسهم من لدغات ذبابة الرمل؛ لتقليل خطر التعرض للدغات، مع الحرص على اتباع التدابير الوقائية التالية، وفق وزارة الصحة السعودية:

تجنب الأنشطة الخارجية، وتحديدًا من الغسق حتى الفجر، حيث تكون ذبابة الرمل أكثر نشاطًا بشكل عام.

تجنب النوم في العراء بالقرب من المزارع، وحظائر الحيوانات، وجحور الفئران.

تغطية الجسم أثناء التواجد في الهواء الطلق، أو في أماكن غير محمية.

استخدام الناموسية عند النوم.

ارتداء جوارب وملابس بأكمام طويلة.

استخدام طارد الحشرات على الجلد المكشوف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان