إعلان

بايدن يتولى منصبه الجديد في فترة محفوفة بالمخاطر

11:12 ص الأحد 08 نوفمبر 2020

جو بايدن

نيويورك - (د ب أ):

منذ ما يقرب من 50 عاما من دخوله عالم السياسة لأول مرة، تم اختيار جو بايدن ليكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، في فترة محفوفة بالمخاطر سوف يتعين عليه اجتيازها.

وذكرت وكالة "بلومبرج" للانباء في تقرير لها أن التحدي الأول أمام بايدن سيكون توجيه البلاد خلال الأسابيع المقبلة التي من المتوقع أن تتسم بالتحدي، حيث أن النتائج الكاملة والنهائية للانتخابات سوف تستغرق فترة من الوقت حتى يتم الانتهاء منها، كما سيتعين التوصل إلى حل بشأن العديد من المناورات القانونية. وإنه لأمر شبه مؤكد أن ذلك لن يؤدي إلى تغيير النتيجة، إلا أنه قد يؤدي إلى تأجيج الغضب وعدم الاستقرار.

وإلى أن تتم تسوية المسألة وحتى يخرج دونالد ترامب من الساحة - ومما لا شك فيه أنه سوف يؤكد على سرقة المنصب منه - سيحتاج بايدن، الذي شغل من قبل منصب نائب الرئيس الامريكي، والسياسي المخضرم منذ عقود في مجلس الشيوخ، إلى التحلي بالصبر والثبات.

وقد جرت الانتخابات بصورة أسرع مما توقعه الكثيرون، ويتعين على بايدن أن يكون حذرا بشأن المطالبة بتفويض من أجل تغيير جذري. ومما لا شك فيه، أنه يجب عليه هو والديمقراطيون أن يدفعوا بأجندتهم بينما يهدفون إلى كسب أكبر دعم ممكن.

ويعني ذلك فهم ومراعاة مخاوف الكثير من الأمريكيين الذين صوتوا لصالح ترامب حتى عندما أدركوا عيوبه. ويشار إلى أن لم شمل البلاد هو أمر سوف يرغب بايدن في القيام به، وذلك على عكس ترامب. ويعتبر رؤية ضرورة الحاجة إلى ذلك، بداية رائعة، بحسب "بلومبرج".

وقال بايدن في تصريحاته الأولى كرئيس للولايات المتحدة من ويلمنجتون في ديلاوير: "أتعهد بأن أكون رئيسا لا يقسم، يؤمن بالوحدة".

وأشاد بايدن بالناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي الذين عززوا حملته. وأضاف : "لقد كنتم دائما في ظهري وسأكون معكم".

من ناحية أخرى، اشتدت حدة جائحة كورونا (كوفيد-19) خلال الأسابيع الأخيرة في الولايات المتحدة. وقد أعلنت البلاد تسجيل وفاة نحو 235 ألف مواطن، بينما يحتجز حاليا أكثر من 50 ألف آخرين في المستشفيات، وذلك في الوقت الذي توشك فيه الكثير من الولايات والمدن من جديد على مواجهة أزمة من جديد.

وفي الوقت نفسه، يتعين على بايدن أن يعمل مع حكام الولايات ومسؤولي الصحة، من أجل تنظيم استجابة وطنية موحدة، مما يؤكد على المسؤولية الشخصية والشعور المشترك بالواجب.

وقال بايدن مساء أمس السبت، إن عمله يبدأ بـ "السيطرة على انتشار كوفيد-19"، مضيفا أنه لن يدخر جهدا من أجل احتواء هذه الجائحة.

كما أكد أنه سوف يقوم غدا الاثنين بتعيين مجموعة من العلماء للعمل كمستشارين انتقاليين لتنفيذ خطته الخاصة بفيروس كورونا بمجرد توليه منصبه.

أما مهمته التالية، فستكون إعادة اقتصاد البلاد إلى مساره الصحيح.

وبالنظر إلى أن تشكيلة مجلس الشيوخ المقبل مازالت غير مؤكدة، سوف يتعين على بايدن أن يكون مستعدا للعمل مع الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، من أجل تمرير مشروع قانون من شأنه أن يعمل على تقديم الدعم لحكومات الولايات والمدن المتعثرة، وعلى تقديم إعانات البطالة التكميلية بصورة حكيمة، بالاضافة إلى تقديم إعفاء إضافي موجه للعمال من ذوي الأجور المنخفضة.

وأضافت وكالة "بلومبرج" للانباء أن الرئيس الجديد سوف يحتاج أيضا إلى الدفع بإصلاحات تعمل على الرد على سوء استغلال ترامب للسلطة بصورة متكررة.

وأخيرا، يجب أن يبدأ بايدن العمل على استعادة مكانة الولايات المتحدة بين دول العالم.

ويشار إلى أن الولايات المتحدة انسحبت رسميا هذا الأسبوع من اتفاق باريس للمناخ، بعد أن كانت أعلنت في العام الماضي أنها ستقوم بذلك. ويجب التراجع عن هذا القرار في أسرع وقت ممكن، حتى تتمكن أمريكا من القيام بدورها في هذا الجهد العالمي الحيوي، بحسب "بلومبرج".

من ناحية أخرى، كان ترامب مترفعا عن ذلك النوع من التعاون الدولي الذي ظل بايدن يدافع عنه منذ فترة طويلة، حيث ترك الصداقات والتحالفات التقليدية للبلاد في حالة يرثى لها. لذلك، يجب على بايدن أن يعمل على إصلاح ذلك.

ولن يكون إصلاح الولايات المتحدة نفسه أمرا سهلا. كما أن بايدن لم يوضح على مدار أكثر من 18 شهرا من الحملة الانتخابية، أي رؤية شاملة وكبيرة. وقد كان أكثر وعوده حماسة هو ببساطة العودة إلى الحياة الطبيعية: إلى حكم جيد بقدر معقول، وسياسة أقل انقساما، وإلى حياة مدنية خالية من الفوضى والفساد (المعهودين) في عهد ترامب.

وفي حال تمكن بايدن من تحقيق ذلك فقط خلال الأعوام الأربعة المقبلة، فإنه سيكون قد قدم للبلاد خدمة رائعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان