الانتخابات الأمريكية: فوز بايدن لن يُصلح ما أفسده ترامب
كتبت- هدى الشيمي:
لن يعود العالم كما كان من قبل حال خسارة الرئيس الأمريكي والمرشح الجمهوري للانتخابات دونالد ترامب أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن. قالت شبكة (سي إن إن) إن فوز نائب الرئيس الأمريكي السابق، المتُقدم في النتائج الأولية حتى الآن، لن يُصلح ما أفسده رجل الأعمال النيويوركي منذ وصوله إلى سدة الرئاسة قبل حوالي 4 سنوات.
قالت الشبكة الأمريكية، في تحليل على موقعهل الإلكتروني، إنه حتى إذا فاز بايدن في الانتخابات، فإنه لن يستطيع إخماد قوى الشر التي حفزت ترامب، حتى بعض إشارة المُرشح الديمقراطي إلى أنه سيعيد الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ، وسيسعى إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، الذي توصلت إليه إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وكذلك تعهد بايدن بأنه سيوقف أي دعم للحكام المستبدين، ويعامل حلفاء واشنطن باحترام بعد تعكير صفو علاقاتهم مع الولايات المتحدة خلال حكم ترامب، ويحسن العلاقات مع الصين.
وقد تبعث هذه الوعود الوردية على التفاؤل، إلا أن (سي إن إن) ترى أن بايدن (77 عامًا) يغفل عن العديد من التفاصيل.
تتوقع الشبكة الأمريكية أن يقضي بايدن عامه الأول في الرئاسة، إذا نجح في التغلب على ترامب، في محاولة إنقاذ البلاد من الوضع الاقتصادي المتدهور الناتج عن أزمة وباء كورونا.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررًا جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض كوفيد-19، في العالم.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية، قالت (سي إن إن) إن الأمريكيين لا يريدون الانغماس في مشاكل العالم بعد الآن، كما أن الأحداث الحالية تُشير إلى أن أمريكا قد تدخل في مواجهة طويلة الأمد مع بكين بغض النظر عن هوية من يسكن البيت الأبيض.
تؤكد الشبكة الأمريكية أن ما مرّت به الولايات المتحدة على مدار الأربع سنوات الماضية لن يعيدها إلى سابق عهدها وكأن ترامب لم يتولى الرئاسة أبدًا.
ويحذر مبعوثون أجانب في واشنطن ومحللون للمشهد السياسي، من أن التفكك السياسي الذي ساهم في صعود ترامب قد يتسبب في ظهور رئيس قومي آخر في غضون أربع سنوات، ما يعني أن خصوم الولايات المتحدة كما إيران وغيرها لن يرحبوا بأي اتفاق أو صفقة جديدة مع علمهم بأنها قد تكون مؤقتة، وقد يقرر من يحكم واشنطن خلفًا لبايدن، إذا كان قوميًا، الانسحاب منها مُجددًا.
كان منافسو الولايات المتحدة يعملون في صمت، بينما انشغل الأمريكيون بسلسلة التغريدات الصباحية، ومساءلة الرئيس بهدف الإطاحة به، وتصريحات ترامب المُثيرة للدهشة بشأن كورونا ودعواته لحقن المصابين بالفيروس بالمطهرات والمواد الكيمياوية.
ذكرت (سي إن إن) أن الصين استطاعت تعزيز قاعدة قواتها الآسيوية، وعززت ثقلها السياسي على الصعيد العالمي، بينما بدأ الاتحاد الأوروبي في تصور عالم لا توجد فيه الولايات المتحدة كقوة عالمية، وحققت روسيا مكاسب كبيرة خلال الأربع السنوات الماضية، وأثبتت وجودها في الشرق الأوسط.
وفي حين رجّحت الشبكة الأمريكية أن يساعد فوز بايدن المحتمل بالرئاسة على تحقيق المزيد من الاستقرار الاستراتيجي، وتقليل الاضطرابات، استبعدت أن يعيد الولايات المتحدة إلى سابق عهدها، فلا يمكن أن تستعيد دولة هيمنتها العالمية وسط كل هذا الانقسام الداخلي، وما لحق بها من أضرار على مدار سنوات
فيديو قد يعجبك: