إعلان

هل تأخذ كامالا هاريس بيد جو بايدن إلى البيت الأبيض؟

11:03 ص الأربعاء 07 أكتوبر 2020

جو بايدن وكامالا هاريس

كتبت- هدى الشيمي:

منذ ترشيحها لتكون نائب المُرشح الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية جو بايدن، بالكاد ذُكر اسم كامالا هاريس في الصحف ووسائل الإعلام، وربما يكون ذلك طبيعي، حسبما تقول مجلة فورين بوليسي، نظرًا إلى أن أغلب التغطية الإعلامية كانت تدور حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الساعي إلى الفوز بفترة رئاسية ثانية، حتى أن نائبه مايك بنس كان غير مرئي أيضًا.

كُتب اسم هاريس في التاريخ في أغسطس الماضي باعتبارها أول امرأة أمريكية من أصل أسود وجنوب آسيوي يتم ترشيحها لمنصب نائب الرئيس، وتشير التوقعات الأولية إلى أن أزمة كوفيد-19 ستكون في صدارة الموضوعات المثارة في المناظرة المرتقبة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، يوم الأربعاء، خاصة بعد إعلان ترامب، الثلاثاء، أنه لن يتفاوض بشأن خطة تحفيز الاقتصاد الأمريكي حتى إجراء الانتخابات.

يستعد المرشحان لمنصب نائب الرئيس الأمريكي- بايدن وهاريس- للمناظرة ومن المرجح أن تركز على صحة ترامب بعد إصابته وإصابة عدد من القريبين منه بفيروس كورونا المستجد، وتأتي قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية المُقررة في 3 من نوفمبر.

1

تتوقع فورين بوليسي أن تصب هاريس تركيزها على اخفاقات بنس كنائب رئيس، ورئيس الفريق المعني بمكافحة فيروس كورونا، وفقًا لمصدر مُقرب من الحملة الانتخابية.

"المناظرة الأهم على الإطلاق"

يتوقع مات بينيت، الباحث من مؤسسة "ذا ثيرد واي" الفكرية ومقرها واشنطن، إن تكون المناظرة بين مايك بنس وكامالا هاريس أهم مناظرة بين نواب الرئيس على الإطلاق، وأضاف: "سيكون بنس حادًا، ولن يرجع ذلك إلى أن ترامب مريض، ولكن لأن بنس هو الرئيس الظاهري لفريق العمل المعني بمكافحة فيروس كورونا، وهي القضية الوحيدة التي تحظى بأهمية في الولايات المتحدة بالوقت الحالي".

وتابع بينيت: "هاريس محامية ماهرة، ولن يردعها شيء على مواجهة بنس".

قالت إيلين كامارك، الباحثة في معهد بروكينجز وأحد كبار مساعدي نائب الرئيس آل جور، إن هذه المناظرة ستكشف الكثير عن مصير الانتخابات، وأضافت: "هذه أكبر نقاط ضعفهم، هذا ما سيؤدي إلى خسارة ترامب، وبينما اعتقد بنس شخص ألطف من ترامب، ولكنه في مأزق كلاسيكي لأنه يجب أن يكون مُخلصًا تمامًا للرئيس، وسيضطر إلى الدفاع عنه لاسيما فيما يتعلق بأزمة كوفيد-19، هو في موقف لا يُحسد عليه".

كان تأثير بنس على سياسات إدارة ترامب غير واضح ولكن هذا الأمر انتهى في فبراير الماضي، عندما وضعه الرئيس على رأس الفريق المعني بمكافحة الوباء في الولايات المتحدة فبات يظهر أمام الكاميرات ويتحدث مع الصحفيين تقريبًا كل يوم.

منذ ذلك الوقت، لم تهدأ الانتقادات الموجهة إلى بنس والإدارة الأمريكية، حتى أن مستشارة الأمن القومي الداخلي السابقة أوليفيا تروي اتهمت البيض الأبيض بإهدار الوقت وتضييع أشهر قبل الاستجابة لتفشي الفيروس.

قالت تروي إنها ستصوت لبايدن، وانتقدت الرئيس الأمريكي ونائبه وأدانت سياسات الإدارة الأمريكية في التعامل مع أزمة كوفيد-19.

وفقًا لمؤشر الاستجابة العالمية لكوفيد-19 فإن الولايات المتحدة جاءت في المرتبة الـ32 من بين 36 دولة من حيث عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا.

3

لا يلتفت أحد إلى المناظرات بين نواب الرئيس، قالت فورين بوليسي إنه على مدار التاريخ لم تكن هذه المواجهات مؤثرة في الحملات الانتخابية أو مصير المُرشحين لرئاسة، ففي عام 1988 عندما استطاع لويد بنتسن، نائب المُرشح الديمقراطي وقتذاك مايكل دوكاكيس، التفوق على دان كويل، نائب المُرشح الجمهوري آنذاك جورج بوش، فاز بوش في النهاية. مع ذلك، ترى فورين بوليسي أن المناظرة بين هاريس وبنس سيكون لها أهمية كبيرة لاسيما مع استمرار تفشي جائحة الفيروس التاجي.

وقال بعض المحللين إن أهمية المناظرة بين كامالا هاريس ومايك بنس تتمثل في عمر المُرشحين للرئاسة بايدن وترامب. قالت كامارك: "نواب الرئيس لا يلعبون دورًا كبيرًا في الحملات، فهم يفعلون ما يُقال لهم، ولكن هذين الرجلين كبار في السن والرئيس مريض، ما يغير وضع مُرشحي نائب الرئيس إلى حد كبير".

حدث شيء مُشابه في عام 2008، ذكرت المجلة الأمريكية أنه في عام 2008 تسبب اختيار المُرشح الجمهوري، وقتذاك، جون ماكين لحاكمة ألاسكا سارة بالين إلى نتائج عكسية، نظرًا إلى المخاوف بشأن عمره وصحته، إذ اتضح أن بالين لم تكن على المستوى المطلوب لتولي هذا المنصب، لاسيما وأن ماكين كان في الـ72 من عمره، ولديه تاريخ طويل من المعاناة من مرض السرطان، ومن هنا تتجلى أهمية الدور الذي يلعبه بنس الآن.

"استغلال كوفيد-19"

مع ذلك، سعت حملة ترامب الانتخابية والرئيس نفسه إلى إظهار إصابته بالعدوى وكأنها نوع من الانتصار، وأشاروا إلى أن ترامب أصبح في وضع أفضل للتعامل مع الوباء لأنه عانى من كوفيد-19 وهو ما لم يحدث لمنافسه بايدن.

4

يبدو وكأن الرئيس يحاول استغلال خروجه السريع من المستشفى كدليل على أن بلاده مثله تمامًا، بإمكانها التغلب بسرعة على الوباء الذي عرّض رئاسته لخطورة شديدة، وفق فورين بوليسي، ويأتي ذلك في وقت يتقدم فيه بايدن عليه في استطلاعات الرأي الرئيسية.

رغم أن فيروس كورونا أصاب الآن حوالي 7.7 مليون شخص في الولايات المتحدة وقتل أكثر من 215 ألف، وقلة قليلة من الأمريكيين قادرين على الحصول على رعاية طبية كتلك التي تلقاها ترامب في مركز والتر ريد، قال الرئيس الأمريكي لشعبه: "لا تخافوا من كوفيد-19، لا تدعوا الوباء يسيطر على حياتكم".

انتقد بايدن تصريحات ترامب وتغريداته بينما كان مُحتجزًا في المستشفى، وقال: "آمل ألا يصدق أحد هذه الرسائل ويعتقد أنه لا يوجد مشكلة، أنها جائحة عالمية، ولدينا 20 % من الوفيات في العالم".

لكن الآن، لأول مرة منذ إعلان إصابة ترامب بكوفيد-19 الأسبوع الماضي، سيكون تعامله مع الوباء في الصدارة والمقدمة، وسيتعين على هاريس إثبات أن إصابة الرئيس بالعدوى دليل على سوء إدارته للتعامل مع الوباء.

رغم عودة ترامب إلى البيت الأبيض، الاثنين، إلا أن طبيبه الخاص حذر من أنه حالته لم تستقر حتى الآن، وقال: "إن الرئيس الأمريكي لم يتجاوز العشرة أيام الأولى التي قد تسوء فيها حالة مرضى كوفيد-19، أو تظهر عليهم أعراض جديدة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان