رئيس الاستخبارات السعودية السابق: الفلسطينيون أضاعوا فرص عدة لحل قضيتهم
وكالات
كشف الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية السابق، عن عدة مبادرات قدمتها السعودية لإقناع الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس كارتر وريجان للاعتراف بالسلطة الفلسطينية والتعامل معها دبلوماسيًا رغم معارضة مسؤولين أمريكيين، وكشف عن مراوغة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في قبول هذه المبادرات.
وقال الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، في مقابلته في الجزء الثاني من وثائقي "مع بندر بن سلطان"، الذي أذيع على شاشة فضائية "العربية" السعودية، مساء الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي جيمي كراتر، استعد في العام 1977 للاعتراف بمنظمة التحرير وفتح مكتب لها ولقاء الدبلوماسيين الأمريكان بالمسؤولين الفلسطينيين، مقابل أن تعترف المنظمة بقرار 242 و338، والإعلان أن جميع دول المنطقة لها الحق في العيش بأمن وسلام.
وواصل حديثه قائلاً إن الملك فهد التقى أبو عمار حينها في الطائف وعرض عليه المبادرة، التي ما إن سمعها قام يرقص ويهتف "تحررت فلسطين" فرد عليه الملك فهد بقوله "لا زلنا في البداية".
وأكد أن الرئيس الفلسطيني الراحل، طلب من الملك فهد الذهاب إلى الكويت للتشاور مع القيادات الفلسطينية هناك، على أن يعود في اليوم الثاني، رغم محاولة الملك فهد إقناعه بسرعة الموافقة، لكن أبو عمار أصرّ على السفر للكويت، مضيفًا أنه اقترض طائرة رئيس الاستخبارات للسفر إلى الكويت.
وتابع أنه بعد سفره إلى الكويت انتظرنا عودته لمدة ٥ أيام دون رد منه، في الوقت الذي كثف سفير الولايات المتحدة في السعودية اتصالاته مؤكدًا أن بلاده تنتظر الرد الفلسطيني، مشيرًا إلى أن كل مستشاري كارتر كانوا غير موافقين، لكن الرئيس مصرّ بعد إعطاء كلمته.
وتابع حديثه قائلاً: "وصلنا رد مكتوب من ياسر عرفات إلى الملك فهد، بهد ١٠ أيام، فيه شكر وتقدير، ومرفقة به رسالة رسمية موقعة للرئيس كارتر، وفيها 10 شروط على الولايات المتحدة نظير موافقة الفلسطينيين".
وأوضح أن مسؤولين اقترحوا على الملك السعودي وقتها تسليم الخطاب إلى الولايات المتحدة، لكنه رفض ذلك معللاً بأنه "لو سلمنا هذا لهم فسيسرب للجميع والكونجرس ووسائل الإعلام، ويقوم الكل ضد فلسطين، ويزيد الطين بله".
وأكد أن الملك فهد قرر إبقاء الخطاب وكتابة رسالة منه للرئيس كارتر أن حكومة السعودية درست العرض وفكرت فيه ونحن غير مقتنعين، وبالتالي لم نسلمه للفلسطينيين. في محاولة لعدم تحميل القيادات الفلسطينية مسؤولية الفشل، وهو ما تكرر مرات ومرات، في مبادرات عدة.
فيديو قد يعجبك: