وول ستريت جورنال: هل تتحول مصر لمركز تصنيع لقاحات كورونا؟
كتبت- رنا أسامة:
وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية مصر بأنها أرضية مهمة بالنسبة إلى القوى العالمية الرامية إلى تصدير لقاح ضد فيروس كورونا المُستجد في دول العالم النامي. وقالت إن مصر بسكانها البالغ عددهم 100 مليون نسمة تقريبًا، وقدرتها على تصنيع اللقاحات، وموقعها الاستراتيجي، باتت مِنصة إطلاق جاذبة لصانعي اللقاحات الروسية والصينية والغربية.
وسبق للمسؤولين الصينيين أن أعربوا عن رغبتهم في جعل مصر مركزًا لتصنيع اللقاحات للسوق الأفريقية، مع إعلان شركة حكومية لتصنيع الدواء إطلاق شراكة مع هذا البلد لبدء تجارب سريرية على الأشخاص. وفي الوقت ذاته، وافقت شركة مصرية خاصة على استيراد ملايين الجرعات من لقاح في إطار اتفاق مع صندوق الثروة السيادي الروسي، بحسب الصحيفة.
كما أشارت إلى أن مصر تُجري حاليًا محادثات لاستيراد ملايين الجرعات من اللقاح الذي يطوّره باحثون في جامعة "أكسفورد" البريطانية بالشراكة مع شركة "أسترازينيكا" الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية. فيما تنتظر كل هذه الاتفاقات موافقة من السلطات المصرية. ولم ترد وزارة الصحة على طلب "وول ستريت جورنال" للتعليق.
وفي حين تضغط الصين وروسيا على دول أخرى أيضًا، بما في ذلك الإمارات، من أجل تسريع تصنيع وتوزيع لقاح ضد كورونا، قالت الصحيفة إن حجم مصر وموقعها وخبرتها في تصنيع اللقاحات منحتها نفوذًا للمساومة على أفضل الأسعار من الموردين العالميين، وفق خبراء الصحة العامة.
قال الدكتور جيروم كيم، مدير معهد اللقاحات الدولي في سول: "هناك نوع من الجغرافيا السياسية للقاحات. إنهم يفعلون تمامًا ما تفعله البلدان ذات الدخل المرتفع، باستثناء أنه ليس لديهم الأموال؛ لإنتاجها، لذلك يتفاوضون".
ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن مصر، أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث الكثافة السكانية، عزّزت إمكاناتها لإنتاج لقاحات بعد أن واجهت تفشيًا لإنفلونزا "إتش 1 إن 1" قبل 10 أعوام. ومؤخرًا، نفذت حملة واسعة وناجحة لاستئصال فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" من خلال الفحوص والعلاج.
ووفق ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، نعيمة الجاسر، أجرى وفد من المنظمة الدولية مؤخرًا تقييمًا لمصنع اللقاحات الرئيسي في ضواحي القاهرة بمصر، ووجد أنه لا يحتاج سوى تعديلات طفيفة لإنتاج لقاحات كورونا. الأمر الذي عدّته "أخبارًا جيدة".
ومع ذلك، عانت مستشفيات مصر مع موجة كورونا الأولى، ما جعل اتحاد الأطباء يحذر من انهيار النظام الصحي في البلاد. وأبلغت السلطات عن 105 آلاف إصابة بالفيروس و6 آلاف وفاة. فيما تأخرت الفحوص عن دول أخرى. ورجّح مسؤولون حكوميون أن تكون سرعة انتشار العدوى أكثر 10 أضعاف من المُعلن. ورغم انخفاض نسبة العدوى بحسب الأرقام الرسمية، يخشى المسؤولون من موجة ثانية خلال الأشهر المقبلة.
وتوقعت الصحيفة أن تأتي اللقاحات الصينية المصنوعة أرخص وأن تشكل بديلًا متاحًا وجاهزًا للقاحات قد تطورها أوروبا والولايات المتحدة، رغم شكوك خبراء حيال فاعليتها.
وقالت إن مصر رابع دولة تجري اختبارات على لقاحات صينية محتملة، بعد كلٍ من الإمارات والبحرين والأردن. فيما تروج للقاح محتمل تُصنّعه شركة "سينوفارم".
ورأت أن اتفاقات اللقاحات قد تقرب مصر أكثر من الصين، في سياق محاولات عدة شهدتها الأعوام الأخيرة من أجل تعميق العلاقات بين البلدين.
فيديو قد يعجبك: