إعلان

شبكة أمريكية عن آبي أحمد: من خليفة مانديلا إلى حاكم قمعي مستبد

09:25 م الإثنين 26 أكتوبر 2020

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

عندما فاز آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا بجائزة نوبل للسلام العام الماضي، تحول إلى علامة مضيئة للسياسة الإفريقية، إلا أن من كان يقارن بنيلسون مانديلا في الماضي، أصبح يحكم البلاد بقبضة حديدة ويمارس كل أنواع القمع، وذلك بحسب ما ذكرته الشبكة الأمريكية "إيه بي سي".

حصل أبي أحمد على جائزة نوبل للسلام، لجهوده في إنهاء أحد أكثر النزاعات التي طال أمدها في القارة وهي حرب ط استمرت عقودًا بين إثيوبيا وإريتريا المجاورة.

كما أشادت لجنة نوبل بجهوده حينها في "بناء الديمقراطية" ومساهماته في " السلام والمصالحة "في شرق إفريقيا.

أوضحت "إيه بي سي"، أن أبي أحمد كان يطلق عليه في الداخل "أبي مانيا"، حيث تمت مقارنته بنيلسون مانديلا.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه بعد عام واحد من تلقيه جائزة نوبل للسلام، أصبح الزعيم الإثيوبي يتمتع بسمعة مختلفة تمامًا.

وقال العديد من الخبراء لـ ABC News إنه لم يفشل فقط في الوفاء بوعوده المبكرة، بل أطلق العنان لموجة من القمع، واحتجز أولئك الذين أطلق سراحهم ذات مرة، ودفع شكلاً خطيرًا من القومية وأجل الانتخابات إلى أجل غير مسمى.

رجل السلام يدعو للحرب

تم تعيين أبي ، الرئيس السابق لواحدة من كبار الأجهزة الأمنية في إثيوبيا قبل مسيرته السياسية، رئيسًا للوزراء في أبريل 2018، ليصبح أصغر زعيم وطني في القارة، بعد استقالة غير متوقعة لهيلي ماريام ديسالين بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

قال محاضر في جامعة كيلي في إنجلترا، أول أللو، لشبكة ABC News "أعتقد أن معظم الجوائز والإعجاب التي تلقاها أبي أحمد في البداية نتجت إلى حد كبير عن حاجة الشعب الإثيوبي للتغيير، وهو ما وجده في خطابات أبي أحمد في البداية".

وأضاف أنه "للحظة، بدا أن رئاسة آبي للوزراء كانت فجرًا جديدًا على واحدة من أفقر دول العالم، إلا أن الأمر تغير كثيرا مستقبلا".

وكشفت الشبكة الأمريكية أنه في غضون أسابيع من حصوله على جائزة نوبل للسلام، كان آبي احمد ينشر بالفعل لغة زعيم مختلف تمامًا، قائلاً إن إثيوبيا "مستعدة" للحرب مع مصر بسبب الخلاف المستمر حول سد النيل.

وقال أللو "فيما يتعلق بجائزة نوبل نفسها، من الصعب للغاية التفكير في زعيم سياسي حصل على الجائزة وقد تصرف بنفس الطريقة، ومن الواضح أن جميع الأوسمة والمديح التي أُلقيت عليه، كانت سابقة لأوانها".

العودة إلى القهر

أصدرت جماعات حقوق الإنسان تحذيرات متكررة بشأن أفعال أبي الأخيرة.

في مارس، واجه ملايين الإثيوبيين في منطقة أوروميا الغربية إغلاقًا حكوميًا لخدمات الإنترنت والهاتف، وألقي القبض على الآلاف بعد مقتل المغني الشعبي الشهير، مع حملة الشرطة على الاحتجاجات القبلية التي أدت إلى مقتل 177 شخصًا على الأقل خلال الصيف، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.
تم تأجيل الانتخابات مرتين هذا العام، وحاليا إلى أجل غير مسمى، بسبب الوباء.

وبحسب أللو، فإن تلك الجماعات المعارضة نفسها التي تمت دعوتها للعودة من المنفى تم سجنها منذ ذلك الحين.

وقال "جاء الرجل من العدم وغير الحزب وهو يعلم أن الحزب لا يستطيع الفوز في انتخابات تنافسية.. فماذا فعل؟ لقد جمع الجميع ووضعهم في السجن".

وأشار إلى أن الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن الأجهزة الأمنية الإثيوبية اتُهمت بارتكاب "انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان" رداً على العنف الطائفي والهجمات التي شنتها الجماعات المسلحة المحلية في منطقتي أمهرة وأوروميا، بما في ذلك الاغتصاب والإعدام خارج نطاق القضاء والاحتجاز التعسفي.

وأشار مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة شرق وجنوب أفريقيا، ديبروز موشينا، في مايو، إلى أن "السلطات الإثيوبية حققت تقدماً ملحوظاً في تغيير سجل البلاد القاتم في مجال حقوق الإنسان، ومع ذلك، فمن غير المقبول أن يُسمح لقوات الأمن بمواصلة ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان مع الإفلات من العقاب".

العودة للإمبراطورية

لفهم أبي، وفقًا لأللو، يجب النظر إلى ما قبل ثورة 1974، عندما كان الأباطرة يحكمون إثيوبيا، وكان آخرهم هيلي سلايس.

إثيوبيا يحكمها حاليا، اتحاد فيدرالي من تسعة أقاليم تتمتع بالحكم الذاتي، ولكن في فترة الإمبراطورية، كما قال أللو، أثبتت جماعة الأمهرة العرقية أنها مهيمنة في الثقافة واللغة، حيث مارست السيطرة الوطنية على المقاطعات.

وقال أللو إن حلم أبي هو إعادة البلاد "إلى العصر الإمبراطوري".

وأكد أللو "يبدو أنه مصمم إلى حد ما على فرض فكرته عن الوحدة الوطنية على بلد متنوع عرقيا، وأعتقد أن هذه هي المشكلة المركزية التي تواجهها البلاد.. يريد أن يبتعد عن السياسة المبنية على أساس عرقي إلى ما يسميه عموم إثيوبيا، والذي يعيد مجدًا خاصًا للدولة الإثيوبية. لكن معظم الناس يرون أن المجد الذي يتحدث عنه كان أمجاد مجموعة عرقية معينة – أمهراس".

وأكد دانيال ميكونين، المستشار المستقل المقيم في جنيف ومدير جمعية القانون الإريترية، الذي اعتبر نفسه من بين المتفائلين عندما وصل أبي إلى السلطة أن "إحدى مشكلاته الرئيسية هي خياله مع حلم قديم ومختل بإثيوبيا كإمبراطورية، وهو مشروع خطير للغاية بحيث لا يمكن تنفيذه في إثيوبيا الحالية دون تكلفة ضخمة على حساب الأمن في البلاد".

بلد ممزق

يقول ميكونين للشبكة الأمريكية إنه "فيما يتعلق بالمأزق مع إريتريا.. حاول أبي أحمد إحلال السلام ولكنه لم ينجح، لأنه لم يشرك لاعبين ذوي صلة بالأزمة مع إريتريا مثل الجبهة الشعبية لتحرير تيجري".

وفي الأشهر الأخيرة، اندلعت، وفقا لإيه بي سي، أعمال عنف متفرقة بين الطوائف، فيما ظل المحرض على تلك الأعمال مجهولا.

وأضافت الشبكة الأمريكية، أن أبي أحمد يتمتع بقبضة قوية على أجهزة الأمن التابعة للدولة، وهو يلقي باللوم بشكل منتظم على مشاكل إثيوبيا الداخلية على عملاء أجانب.

خبراء آخرون، مثل يوهانس جيدامو، المحاضر في العلوم السياسية في كلية جورجيا جوينيت في لورنسفيل، جورجيا، أكد أن تاريخ إثيوبيا الطويل
يشير إلى وجود أزمات حول العرقية.

وقال جيدامو للشبكة الأمريكية "المشكلة هي أن أبي ورث دولة قمعية للغاية، وحتى يومنا هذا، يعمل مع أفراد من النظام القديم.. وبينما أعتقد أنه لا يزال من الممكن أن يلتزم بعملية التحول الديمقراطي، فإنني أشك بشدة في أنه محاط بأفراد قادرين ومستشارين في إدارته يتكاتفون لقيادة البلاد".

فيما أشارت "إيه بي سي" إلى أنه لا يوجد تهاون فيما يعتبره المحللون نظامًا قمعيًا بشكل متزايد في إثيوبيا، لافتة إلى أنه في الوقت الحالي، فإن مخاطر التصدع في إثيوبيا "عالية"، وسيكون تأثيرها "أكبر من أن تتحمله منطقة القرن الأفريقي بأكملها".

وأوضحت أن أبي أحمد عازم على الفوز في الانتخابات المقبلة، مهما كلف الأمر، حتى لو كان ذلك يقود البلاد إلى الهاوية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان