الكونجرس يعقد جلسة استماع ثانية لمرشحة ترامب للمحكمة العليا
واشنطن - (ا ف ب)
انطلقت الثلاثاء الجولة الثانية من جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ، إلى القاضية إيمي كوني باريت، التي ستتضمن عددًا كبيرًا من الأسئلة الموجهة إليها في ظل انقسام حاد بين الجمهوريين والديمقراطيين على تعيينها. ويحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال هذه القاضية بسط نفوذه على المحكمة العليا مستفيدًا من أكثرية لصالح حزبه في الكونجرس ستؤمن تمرير تعيين باريت في حال لم تحصل أي مفاجأة.
تواجه القاضية إيمي كوني باريت التي يرغب دونالد ترامب في تعيينها عضواً في المحكمة العليا الأمريكية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر، وابلاً من الأسئلة، اليوم الثلاثاء، في اليوم الثاني من جلسات الاستماع إليها في مجلس الشيوخ.
وبهذه المناسبة، عرض الأعضاء الـ22 في اللجنة القضائية الذين كان لدى كل واحد منهم عشر دقائق للإدلاء بتصريحاتهم العامة، آراءهم المتناقضة بشأن ترشيح القاضية.
"الجمهوريون يشيدون والديمقراطيون ينددون"
وأشاد الجمهوريون وهم الأكثرية في مجلس الشيوخ بقاضية "لامعة" وامرأة "استثنائية" و"نجمة قانونية" التي بحسب قولهم، ستنجح في الدفاع عن الحريات الدينية.
وندد الديمقراطيون الذين لا يملكون ما يكفي من الأصوات لعرقلة تثبيتها، بجلسة استماع "غير مسؤولة" في خضمّ أزمة تفشي فيروس كورونا، فضلاً عن أن ثلاثة أعضاء جمهوريين في المجلس أتت نتيجة فحوصهم إيجابية في مطلع الشهر الحالي.
واتّهموا ترامب والجمهوريين باحتقار الناخبين، الذين انتخب عدة ملايين منهم عبر البريد، ونددوا بآلية تثبيت "غير شرعية" بسبب قربها من موعد الانتخابات.
"ستة من أبنائها من أصل سبعة حضروا الجلسة"
ورافق القاضية الكاثوليكية أمس الاثنين، ستة من أبنائها السبعة، إلى جلسة الاستماع إليها في مجلس الشيوخ المكلف وفق الدستور المصادقة على تعيينها.
وكان الرئيس الجمهوري قد اختار في 26 سبتمبر القاضية المحافظة البالغة 48 عامًا والتي تحظى بتقدير كبير من جانب اليمين المتدين، لخلافة القاضية التقدمية روث بادر جينسبورج بعد وفاتها بثمانية أيام جراء مرض السرطان.
"هل ستلغي قانون أوباماكير؟"
وأعلن خصم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية جو بايدن على هامش نشاط انتخابي "يجب ألا يؤخذ إيمانها في الاعتبار"، رغم أنه كاثوليكي ملتزم.
على غرار الديمقراطيين الآخرين في لجنة مجلس الشيوخ، هاجمت المرشحة الديمقراطية لمنصب نائبة الرئيس كامالا هاريس، القاضية من زاوية أخرى: الدفاع عن قانون الرعاية الصحية الذي أُقرّ في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وسبق أن حاول الجمهوريون مرات عدة، سواء في الكونغرس أو أمام القضاء، إلغاء قانون "أوباماكير" الذي قدّم تغطية صحية لملايين الأمريكيين.
وينبغي أن تنظر المحكمة العليا في أحد التماساتهم في نوفمبر. ويرى الديمقراطيون أن المحكمة العليا قد تلغي القانون في حال شاركت القاضية باريت في اتخاذ القرار.
"الالتزام بحرفية النص"
من دون الدخول في هذا الجدل الذي يُتوقع أن تتم إثارته خلال جلسات الاستماع الثلاثاء والأربعاء، أقسمت القاضية بأنها "ستطبق الدستور والقوانين كما هو منصوص عليها"، في إشارة إلى أنها ستلتزم بمبدأ قانوني هو "حرفية النص" الشائع جداً في أوساط المحافظين الأكثر تشددًا.
ويتّهم هؤلاء المحكمة العليا بأنها خلقت حقوق جديدة مثل حق النساء في الإجهاض وحق المثليين بالزواج، لم تكن موجودة في روحية الآباء المؤسسين للبلاد ويأملون في أن ينهي تعيين القاضية باريت هذا الاتجاه أو أن يعكسه.
"تأثير ترامب حتى بعد انتهاء ولايته"
وقال ترامب مساء الاثنين، أثناء تجمع انتخابي في فلوريدا، هو الأول منذ اكتشاف إصابته بفيروس كورونا في الأول من أكتوبر، "ستكون قاضية رائعة".
وأضاف "سيصبح لدينا ثلاثة!"، في إشارة إلى القاضيين المحافظين الآخرين نيل جورسوش وبريت كافانو اللذين أدخلهما إلى المحكمة العليا منذ انتخابه عام 2016.
وإذا تم تعيين القاضية باريت فعليًا، ستصبح المحكمة العليا تضمّ ستّة قضاة محافظين من أصل تسعة، وهي أكثرية متينة يمكن أن تحافظ على تأثير دونالد ترامب على الولايات المتحدة حتى بعد انتهاء ولايته أو ولاياته الرئاسية. ومن المقرر أن يجري التصويت النهائي في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل، إذا لم تحصل أية مفاجآت.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: