إعلان

"نحن أبناء الحرب".. هل ينجح "ظلّ سليماني" في السير على دربه؟

09:19 م السبت 04 يناير 2020

قاسم سليماني

كتبت - إيمان محمود:

بعد قتل قاسم سليماني على يد القوات الأمريكية؛ خرج جنرال إيراني جديد لقيادة فيلق القدس، ليصبح مسؤولاً عن وكلاء طهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تهدد الولايات المتحدة بـ"الانتقام القاسي" لقتل رئيسها السابق، قاسم سليماني.

لم يكن اسم إسماعيل قاآني، خليفة سليماني الجديد معروفًا، لكنه وصف مرارًا بأنه "ظلّ سليماني" الذي يرافقه في كل مكان، والرجل الثاني في الحرس الثوري.

تقول وكالة "أسوشيتد برس"، إن فيلق القدس هو جزء من الحرس الثوري الإيراني الذي يبلغ قوامه 125 ألف فرد، وهو منظمة شبه عسكرية لا تتحرك إلا بأوامر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

مثل سلفه، شاهد إسماعيل قاآني، خلال شبابه مذابح الحرب مع إيران التي دامت ثمان سنوات مع العراق في الثمانينيات، وانضم لاحقًا إلى فيلق القدس.

في حين أن الكثير من الأمور ما زالت مجهولة بشأن قاآني، 62 عامًا، تشير العقوبات الغربية إلى أنه قضى وقتًا طويلًا في موقع السلطة داخل المنظمة، وأن أحد واجباته الأولى هو الإشراف على أي انتقام تنوي إيران له بعد مقتل صديقه القديم.

قاآني قال ذات مرة عن علاقته بسليماني: "نحن أبناء الحرب.. نحن رفاق في ساحة المعركة وأصبحنا أصدقاء في المعركة."

رأى الحرس الثوري أن تأثيره يزداد قوة على الصعيدين العسكري والسياسي في العقود الأخيرة؛ فخلال الثورة الإسلامية التي اندلعت عام 1979 وعقب العقوبات، تم تدمير جيش إيران الوطني بسبب إعدام ضباطه القدامى.

الدافع الرئيسي لهذا التأثير يأتي ممن يُصنفون كـ"نُخبة" داخل فيلق القدس، التي تعمل في جميع أنحاء المنطقة مع الجماعات المتحالفة معها لتقديم تهديد غير متكافئ لمواجهة الأسلحة المتقدمة التي تستخدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون.

ومن بين هؤلاء الشركاء الميليشيات العراقية وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن.

عند الإعلان عن قاآني خليفةً لسليماني، وصف آية الله علي خامنئي الزعيم الجديد بأنه "واحد من أبرز القادة في خدمة إيران".

على مدى سنوات طويلة، كان سليماني هو وجه فيلق القدس، ارتفعت شهرته بعد أن بدأ المسؤولون الأمريكيون في إلقاء اللوم عليه بسبب القنابل المميتة التي تزرع على الطريق والتي تستهدف القوات الأمريكية في العراق.

ولد قاآني في 8 أغسطس 1957 في مدينة مشهد بشمال شرق إيران، انضم إلى الحرس الثوري بعد عام من ثورة 1979، مثل سليماني، وشارك في إخماد الثورة الكردية في إيران ثم الحرب مع العراق.

روى قاآني ذات يوم أن المتطوعين "كانوا يرون أن جميعهم يتعرضون للقتل، ولكن عندما أمرناهم بالرحيل، لن يترددوا.. ينظر القائد إلى جنوده كأطفاله، ومن وجهة نظر الجندي، يبدو أنه تلقى أمرًا من الله وعليه أن يفعل ذلك".

نجا قاآني من الحرب للانضمام إلى فيلق القدس بعد وقت قصير من إنشائها، وكان يعمل مع سليماني، وكذلك جهود مكافحة التجسس بقيادة الحرس الثوري ويعتقد المحللون الغربيون أنه بينما ركّز سليماني على الدول الواقعة غرب إيران، كانت مهمة قاآني هي الدول الموجودة في الشرق مثل أفغانستان وباكستان.

وفي عام 2012، عاقبت وزارة الخزانة الأمريكية قاآني، واصفة إياه بأنه يتمتع بسلطة على "المدفوعات المالية" إلى الوكلاء المرتبطين بفيلق القدس، وربطت العقوبات قاآني بشكل خاص بشحنة تم اعتراضها من أسلحة صودرت في ميناء في لاجوس عام 2010، المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في نيجيريا".

واقتحمت السلطات 13 حاوية شحن وصفت بأنها تحمل "عبوات من الصوف الزجاجي وقطع من الأحجار"، لكن عند تفتيشها اتضح أنها كانت تحمل صواريخ كاتيوشا عيار 107 ملم وقذائف بندقية وأسلحة أخرى. لا تزال الكاتيوشا سلاحاً مفضلاً لوكلاء إيران في الدول المختلفة.

في وقت لاحق ، تلقى القائد الإيراني وشريكه النيجيري أحكامًا بالسجن لمدة خمس سنوات على الشحنة، وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الصواريخ كان سيتم شحنها إلى نشطاء في قطاع غزة، في حين زعمت السلطات النيجيرية أن السياسيين المحليين يمكنهم استخدام الأسلحة في الانتخابات المقبلة.

وفي عام 2012 أيضًا، واجه قاآني انتقادات من وزارة الخارجية الأمريكية بعد أن قال: "إذا لم تكن إيران موجودة في سوريا، لكانت مذابح المدنيين على نطاق أوسع"، وهو التعليق الذي أصدره بعد أن قام مسلحون بدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بقتل أكثر من 100 شخص في الحولة الواقعة بمحافظة حُمص.

وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك، "خلال عطلة نهاية الأسبوع، كان لدينا نائب رئيس فيلق القدس (قاآني) يقول علناً إنهم فخورون بالدور الذي لعبوه في تدريب ومساعدة القوات السورية - وأنظروا إلى ما حدث".

وفي العام 2017 وصف قآني تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران بأنها "ستدمر أمريكا"، مؤكداً "دفنا العديد من أمثال ترامب ونعرف كيف نقاتل ضد أمريكا".

اليوم، يسيطر قاآني بقوة على فيلق القدس، في حين يقول قادة إيران إن لديهم خطة للانتقام لموت سليماني، لم يتم الإعلان عن أي خطة في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لجنازة الجنرال المُقرر إقامتها يوم الأحد.

مهما كانت تلك الخطة، فمن المُحتمل أن يشارك قاآني فيها، فذات يوم قال قاآني: "لو لم تكن هناك جمهورية إسلامية، لحرقت الولايات المتحدة المنطقة بأكملها".

وفي أول حديث له بعد تعيينه قائداً لفيلق القدس قال قاآني، "اصبروا قليلاً لتشاهدوا جثامين الأمريكيين في كل الشرق الأوسط".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان